صاحب الهفوات السياسية المُحرجة.. جونسون يفوز برئاسة وزراء بريطانيا ويعد بالطلاق سريعاً مع اوروبا

فاز وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون، اليوم الثلاثاء، بزعامة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا، خلفاً لرئيسة الوزراء تيريزا ماي.

فقد حصل رئيس بلدية لندن ووزير الخارجية السابق على 92153 صوتاً من أصل حوالي 159 ألفاً من أعضاء الحزب، مقابل 46656 صوتاً لمنافسه وزير الخارجية جيريمي هانت، وسيتولى بالتالي رئاسة الحزب، على أن يتولى رئاسة الوزراء بعد ظهر الأربعاء بعد زيارة للملكة إليزابيث الثانية التي ستكلفه تشكيل الحكومة المقبلة.
وتعهد جونسون، في خطاب الفوز، بتنفيذ خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. كما تعهد بمراجعة العلاقة مع الشركاء الأوروبيين والعمل على تحقيق طموحات بريطانيا.
وكانت رئيسة الحكومة السابقة، تيريزا ماي، قد عينته وزيراً للخارجية في عام 2016، غير أنه استقال في 2018 احتجاجاً على سياستها فيما يتعلق بتدبير ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكان جونسون مرشحاً لرئاسة الوزراء بعد ديفيد كاميرون عام 2016 لأنه القائد الأبرز في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، إلا أنه انسحب في آخر لحظة، بعدما تخلى عنه زميله، وزير العدل، مايكل غوف، ورشح نفسه لكنه خسر في نهاية المطاف.
وهنأ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب جونسون على الفوز بزعامة حزب المحافظين الحاكم في بريطانيا. وكتب ترامب، على موقع “تويتر”: “تهانينا لبوريس جونسون لكونه سيصبح رئيس الوزراء الجديد للمملكة المتحدة. سيكون عظيما!”
كما هنّأ وزير الخارجية الإيراني زعيم المحافظين الجديد وأكد أن طهران لا تسعى للدخول في مواجهة.
وعرف جونسون بتصريحاته المثيرة، وهو ما جعل كثيرين يصابون بالدهشة بعد توليه وزارة الخارجية. ومن أبرز التصريحات المحرجة لرئيس الوزراء الجديد، تلك التي قال فيها إن “أصول الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الكينية، جعلته يكره تراث بريطانيا وتاريخها”.
كما شبه المرشحة السابقة للانتخابات الرئاسية الأمريكية، هيلاري كلينتون، “بممرضة سادية تعمل في مصحة للأمراض العقلية”.
ووجه جونسون انتقادات لاذعة لأوباما بعد دعوته البريطانيين للبقاء في الاتحاد الأوروبي، وقال إن “الولايات المتحدة نفسها لا تقبل بالقيود التي يفرضها الاتحاد الأوروبي، فلماذا تريدنا أن نقبل بذلك؟”.
وكان بوريس جونسون (55 عاماً) أثار الكثير من الجدل خلال السنوات الثلاثين الماضية، لكن ذلك لم يعرقل صعوده نحو أعلى مراكز السلطة في البلاد.
ونشرت وكالة الصحافة الفرنسية، الثلاثاء، تقريراً عن هفوات جونسون وبدأته، بهفوة حين كان وزيراً لخارجية بريطانيا منذ أكثر من سنة في أواخر عام 2017 حين ارتكب هفوة في قضية البريطانية -الإيرانية نازانين زغاري-راتكليف المحتجزة في إيران، المتهمة بالمشاركة في تظاهرات ضدّ نظام الجمهورية الإسلامية.
وأعلن الوزير أمام لجنة برلمانية حينها أن زغاري-راتكليف كانت تقوم بتدريب صحافيين عند توقيفها في نيسان/أبريل 2016، معززاً تهم طهران ضدها، في وقت كان يؤكد فيه أقرباؤها أنها كانت في إجازة.
تراجع بوريس جونسون عن هذه التصريحات، لكن ذلك لم يجنبه دعوة الكثيرين له للاستقالة.
مآل بريكست
كتبت هذه العبارة بالأحرف العريضة على حافلة جالت البلاد خلال حملة استفتاء 23 حزيران/يونيو 2016: “ندفع كل أسبوع 350 مليون جنيه للاتحاد الأوروبي، الأجدى أن تذهب هذه الأموال إلى نظام الرعاية الصحية”.
واعتبر بوريس جونسون أن القيمة المقدرة لتلك الأموال “معقولة”، مؤكداً أن الخروج من الاتحاد الأوروبي يسمح “باستعادة السيطرة” على هذه المبالغ.
لكن بحسب بيانات المفوضية الأوروبية، ارتفعت قيمة الفاتورة التي تدفعها المملكة المتحدة أسبوعياً إلى الاتحاد الأوروبي إلى 135 مليون جنيه إسترليني بين عامي 2010 و2014، أي أدنى بمرتين ونصف مما أكده جونسون.
وبحسب نايجل فاراج الشعبوي وأكثر مؤيدي بريكست تطرفاً، فإن تلك التقديرات الخاطئة للأموال هي “خطأ المسؤولين عن الحملة الانتخابية”.
ولوحق جونسون قضائياً بتهمة الكذب بسبب تأكيده لهذه الحسابات العشوائية. وانتهى الأمر بإسقاط محكمة لندن العليا تلك التهم، وأيدت دفاع جونسون بأن “دوافعها سياسية”.
جسر “حديقة” من أموال اللندنيين
الفكرة مغرية: جسر- حديقة بين ضفتي نهر التيمز. 366 متراً من الأشجار والزهور، وصفها جونسون “بواحة الهدوء المذهلة” في وسط لندن حين كان رئيساً لبلدية المدينة عام 2014.
لكن المشروع انهار بسبب ملف التمويل الذي لم يدرس بشكل جيد. وبعدما قدم بداية على أنه “هدية” للندنيين يمول من مساهمات مالية خاصة، تبين أنه كلف بالنهاية دافعي الضرائب البريطانيين ملايين الجنيهات لو تم إنجازه.
في عام 2017، قرر خلفه صادق خان وقف المشروع بعد أن تبين أنه مكلف جداً.
وحين كان رئيس بلدية، اشترى جونسون أيضاً من ألمانيا ثلاث مركبات مزودة بخراطيم مياه لتجهيز الشرطة البريطانية بها بثمن فاق 300 ألف جنيه. ولأنها لم تستخدم أبداً، أعيد بيعها مقابل ثمن أدنى بثلاثين مرة من ثمنها الأساسي.
جنس وأكاذيب وسياسة
عند سؤاله عام 2004 عن علاقته خارج الزواج مع الصحافية في مجلة “سبيكتيتور”، بيترونيلا وايت، أجاب جونسون الذي كان رئيساً لتحرير المجلة بأن هذا الكلام “هراء”.
وكان جونسون، الرجل المتزوج والأب لأربعة أطفال، حينها، يمثل أملاً كبيراً بالنسبة لحزب المحافظين.
لكن والدة الصحافية كشفت حينها أن ابنتها كانت حاملاً وأجهضت. وأمام انفضاح كذبه في هذه القضية، استبعد جونسون حينها من قيادة حزب المحافظين.
لكن متحدثاً باسم المحافظين اعتبر يومها أن “أيامه (جونسون) في السياسة لم تنته بعد”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى