التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة ينظم ورشة عمل بعمان

كتب محمد شريف جيوسي
نظم فرع التجمع العربي والإسلامي لدعم خيار المقاومة في الأردن ورشة عمل، بالتعاون مع حزب البعث العربي التقدمي وفي مقره ،تركزت حول المقاومة بجوانبها كافة وتحدث فيها 3 أمناء أحزاب أردنية هم : فؤاد دبور أمين عام حزب البعث العربي التقدمي، ود. سعيد ذياب أمين عام حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي ، وأمين عام الحزب االشيوعي الأردني فرج الطميزي ..والمحامي  جواد يونس ، واختتمت بحوار مثمر أغنى الأوراق المقدمة ،
وقد أكد فؤاد دبور في ورقته ، أنه لم يبق أمام العرب من خيار إلا المقاومة لمنع الأعداء من تنفيذ مخططاتهم ومشاريعهم وهو ما أكدته المقاومة اللبنانية حيث حالت دون أن يحقق الكيان الصهيوني أهدافه عام 2006 ، وما أكدته المقاومة الفلسطينية في غزة بمواجهة أكثر من عدوان رغم الخسائر المادية والبشرية الباهظة، وما أكده صمود سورية ثماني سنوات ونيف بمواجهة المؤامرة الرهيبة الضالعة فيها أمريكا وتركيا والكيان الصهيوني مفشلة المشاريع والمخططات الإمبرالية الإستعمارية الصهيونية الإرهابية رغم حجم الخسائر المادية والبشرية الهائل .
ودعا دبور لكي تكون المقاومة بمستوى المواجهة إلى نشر ثقافة المقاومة واعتمادها كخيار استراتيجي وهذا ينتطلب بناء مجتمعات مقاومة ، كما يتطلب تحصين المقاومة والمقاومين بقوة الإيمان بالقضية وبعدالتها وتوفير الدعم والامكانات لها ولهم لمنع حدوث الاختراقات.
ولا بد من التوفر على خطة استراتيجية ورؤية سياسية سليمة تحدد المواقف من الأوضاع الإقليمية والعربية والدولية .
وأخبراً لا بد من التفاف الشعب حول المقاومة احتضاناً وحماية وحراسة .
وشدد دبور على أن المقاومة خيار استراتيجي وأولوية وطريق لتحرير الأرض العربية في فلسطين وسورية ولبنان.
وختم دبور بالتويه بأن ميثاق الأمم المتحدة والشرائع والقوانين كفل حق الأمم والشعوب في المقاومة مذكراً بأن سورية تقاوم المعتدين وفي آن تواجه العدو الصهيوني الأمريكي الإستعماري .
وقدم الورقة الثانية د. سعيد ذياب بعنوان (مواجهة التطبيع كضرورة لتجسيد المقاومة )، موضحاً أن التطبيع يعني إقامة علاقات طبيعية مع الكيان الصهيوني بعد توقيع إتفاقية كامب ديفيد والتعامل مع وجوده الغاصب لفلسطين كأمر طبيعي وإنهاء كافة أشكال العداء معه واعتبار الإحتلال الإستيطاني الاحلالي أمراً طبيعياً .
وأوضح د. ذياب أن الكيان الصهيوني يريد أكثر من التطبيع ، تقييد القدرات العسكرية للعرب وتغيير العقيدة السياسية والعسكرية والإعتراف بـ ( دولته ) بكل عناصرها ( الأرض والشعب والسيادة ) والإعتراف بالأساس الأيديولوجي له وأن فلسطين حق لليهود الصهاينة ، والإقرار بالهزيمة التامة على المستوى الإستراتيجي .
وأكد د. ذياب أن التطبيع مع الكيان الصهيوني هو حالة استلاب الوعي ، به يتم الغاء كل قول وفعل بشكل مباشرأوغير مباشر بالترافق مع خلق حالة ذهنية لتقبل هذا الكيان ، الأمر الذي يتنافى والوجود الإستراتيجي للأمة العربية .
وشدد د. ذياب على أن مواجهة التطبيع ليست مصلحة فلسطينية فحسب بل هي مواجهة للتوسع الصهيوني وللهيمنة على الدول العربية ، مشيراً إلى ثنائية مواجهة التطبيع و النضال من أجل الديمقراطية وأن الأحزاب التي تخلت عن مقاومة التطبيع تخلت أيضاً عن النضال لأجل الديمقراطية .
ونوه د. ذياب بأن المقاطعة بدأت مبكراً عام 1909 بالنضال دون تسريب الأراضي لليهود وضد التعامل مع التجار اليهود عام 1922 وقررت الجامعة عام 1945 اغلاق الأسواق العربية في وجه الصناعات اليهودية وأسست الجامعة عام 1951 مكتباً للمقاطعة مركزه دمشق.
وتركزت المقاطعة على مقاطعة السلع والخدمات المنتجة من قبل هذا الكيان وعلى الشركات التي ساعدت على تقويته وعلى الشركات التي تتعامل مع الشركات التي تعمل على تقويته .
ورأى د. ذياب أن المقاطعة حققت بعض النجاح ، لكنها تراجعت بعد زيارة السادات وتوقيع معاهدة كامب ديفيد ، ونشطت لجان مجابهة التطبيع مجدداً بعد اغتيال السادات .
وبعد مؤتمر مدريد سنة 1991 تحولت المنطقة إلى ما يشبه الورشة من أجل التطبيع .
وبدأت موجة ثالثة للتطبيع بعد طرح السعودية مبادرة السلام وما تبع من مؤتمرات اقتصادية في الدار البيضاء والأردن والقاهرة والدوحة كتمهيد لما اسمي الشرق أوسط الكبير .
ونشهد منذ السنة الماضية 2018 ، عام التطبيع الخليجي الرسمي مع الكيان الصهيوني والتذرع بما اشيع عن تهديد إيراني والتحلل من أي التزام قومي ولضمان دعم وحماية أمريكا ، مؤكداً ضرورة توفير الجهود المناهضة للتطبيع ولدعم المقاومة.. ما يتطلب توافر تماسك شعبي فالمعركة مجالها الوعي ما سيقود إلى وقف التراجع في العلاقات العربية البينية ووقف التراجع في الإهتمام بالقضية الفلسطينية .
وتوقع د. ذياب بأن التهافت الخليجي للتطبيع مع الكيان الصهيوني من شأنه خلق حالة جماهيرية لمواجهته ولمواجهة سعي أمريكا لبناء تحالف صهيوني عربي ضد إيران .
وخلص د. ذياب إلى أن اختيار فلسطين يدلل على أن الأمة هي المستهدفة ، ويدلل على ترابط عميق بين المقاطعة ضد الكيان الصهيوني وبين المقاومة ضد المشروع الأمريكي الصهيوني، مؤكدا وداعياً إلى توحيد الجهود المناهضة للتطبيع والمساندة للمقاومة باعتبارهما يكملان بعضهما .
وكانت الورقة الثالثة لـلرفيق فرج الطميزي بعنوان ( أممية المقاومة الوطنية ) موضحا أن المقاومة أخذت تاريخياً أشكالا ومضامين عديدة، فمنها مثلاً الدينية الكونوفوشية والقومية ، لكنها بعد الجرب العالمية الثانية أخذت طابعاً سياسيا تأثرت بوجود مراكز عالمية كالإتحاد السوفيتي والمنظومة الإشتراكية ، وفي المقابل الإمبريالية العالمية ودول الغرب ، ففي حين سعت المنظومة الإشتراكية إلى دعم حركات التحرر العالمية بمواجهة قوى الاستعمار ، محدثة تبدلاً سياسياً كبيراً على خارطة العالم السياسية كما الثورة الفيتنامية والكوبية وقيام دول عربية تقدمية في مصر وسورية والجزائر واليمن .. وفي آن انحسار أنظمة عربية رجعية كاليمن وليبيا .
وبعد انهيار الاتحاد السوفيتي والمنظومة الإشتراكية وهيمنة القطب الأمريكي الواحد حدث تبدل كبير في معايير وأطر المقاومة وانتعاش قوى ودول رجعية كالخليج وانهيار المد القومي العربي باحتلال العراق وانحسار المد اليساري وانتعاش الإسلام السياسي بدعم أمريكي ، وكان من مخرجاتها المؤامرة على سورية. .
وعمل القطب الإمبريالي على خلق مراكز اقليمية لمواجهة القوى المتضررة من إنهيار الإتحاد السوفيتي ، وفي آن ظهر خطاب استسلامي إنهزامي للقوى الإقليمية وبرز خطاب الإسلام السياسي كبديل للخطاب التقدمي والقومي العربي ..
وبين الطميزي أن الوضع العالمي عاد للتغير بسقوط نظام القطب الواحد عام 2008 ، وبرزت قطبيات جديدة كـ : روسيا ـ الصين ـ شنغهاي ـ بريكس ، كما برزت قوى إقليمية ذات طابع ديني خارجي ( إيران ) ووطني في المضمون ، كما برزت قوى إقليمية ذات طابع وطني ( كما في أمريكا الجنوبية ) وظهرت حركات مقاومة وطنية كحزب الله ، وتنامت قوى ذات مصالح اقليمية كـ روسيا تركيا فنزويلا ..
ولفت الطميزي إلى ظاهرة توافق المصالح في غياب توافق الأيديولوجويات كإيران وروسيا ، وبروز محور وطني مقاوم ( إيران ـ سورية ـ حزب الله ـ فلسطين ) وقد تعمق في أذهان الجماهير نهج محور المقاومة فالتفت حوله بقناعة وبدت معالم نجاحات ظاهرة لهذا المحور ، فيما بات في حكم المطلق فشل التحالف الأمريكي الصهيوني الرجعي ( اليمن ـ مثالاً )
وخلص الطميزي الى أنه إنطلاقاً من حتمية التحالف الأمريكي الصهيوني وانحدار أطراف من النظام الرسمي العربي الى هذا الخندق ، فإنه من الضروري انخراط كل حركة مقاومة أو حركة تحرر أياً كان مضمونها في محور المقاومة لمواجهة محور الشر والعدوان ، وغير ذلك يكون معيارا إنهزاميا معاد للجماهير العربية ، مشيراً إلى ضروة وجود داعم عالمي لهذه الحركات انطلاقاً من القواسم المشتركة .
وكانت الورقة الرابعة للمحامي جواد يونس حول مشروعية المقاومة في القانون الدولي الحديث ، موضحا أن هذه المشروعية مرت في4 مراحل ـ أولها في فترة عصبة الأمم بنتيجة مخرجات الحرب العالمية الأولى ، والتي كانت حرباً على حركات المقاومة جراء تسيد دول الإستعمار العالمي على معظم شعوب وأمم العالم .
وكانت المرحلة الثانية بقيام منظمة الأمم المتحدة جراء الحرب العالمية الثانية ، والتي أنتجت الحرب الباردة وقيام العديد من حركات المقاومة كما في فيتنام والجزائر وكوبا واليمن الجنوبي مستفيدة من وجود قطبين عالميين ..
وأوضح المحامي جواد يونس أن المرحلة الثالثة بدأت بإنتهاء الحرب الباردة وإنهيار المنظومة الإشتراكية والاتحاد السوفييتي وظهور القطبية الأحادية ممثلة بالولايات المتحدة وهيمنتها وقد جرى خلالها انحسار المقاومة واحتلال اراضي دول كالعراق وأفغانستان وشن الحروب الإستباقية وتجزئة دول ك أفغانستان وتشيكوسلوفاكيا.
وقد حملت هذه المرحلة بذور إنحسارها وولادة المرحلة الرابعة ، بما ولدت من أزمات عالمية وانتهاء القطبية الأحادية وظهور مراكز قوى عالمية عديدة جديدة ، ولم تعد الولايات المتحدة قادرة على استغلال القانون الدولي وفرضه لصالحها كيف تشاء كما السابق ، ولم تعد أمريكا قادرة بسلاح الشرعية الدولية على استهداف حركات التحرر الوطني والمقاومة بتلك الذريعة ، وبذلك أصبحت العديد من حركات المقاومة الوطنية والبلدان قادرة على التنفس والنضال لأجل شعوبها .
وقدم الباحثان حسين عليان ومحفوظ جابر مداخلتين مهمتين حول بعض ما طرح في الأوراق المقدمة بالورشة كانت محل استقبال واهتمام المتحدثين والحضور.
قدم المتحدثين وأدار الحوار عضو هيئة التجمع في الأردن محمد شريف جيوسي .
يذكر أن هذه الورشة هي الأولى التي يقيمها التجمع في الأردن . بمشاركة نخبة مختارة من المهتمين بشؤون المقاومة الوطنية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى