إلى متى ستستمر هذه الخلافات الفلسطينية – الفلسطينية البغيضة؟

الشعب الفلسطيني العظيم تحدّى ظروفه الصعبة وصمد في وجه المؤامرات الصهيونية والدولية والعربية منذ وعد بلفور، وحقّق إنجازات ملاحظة في بناء وتطوير الضفة وغزة، وساهم بمهارات وكفاءات أبنائه العلمية والثقافية في تطوير العديد من الدول العربية، وأثبت للعالم أنه عصيّ على الكسر والاستسلام، وسطّر ملاحم في النضال دفاعا عن حقوقه المسلوبة وعن الأمة العربية.
هذا الشعب الذي يشهد العالم بتميزّه العلمي والثقافي والنضالي يستحق كل الاحترام والاجلال والإكبار؛ لكن مشكلته الكبرى، كانت وما زالت، تكمن في انقسامات قادته وخلافاتهم المزمنة، وفشلهم في الاتفاق على استراتيجية واضحة الأهداف توحّده وتدعم مؤسساته الديموقراطية، وتستثمر طاقاته الاقتصادية والعلمية والثقافية في الداخل والشتات لتطوير الضفة وغزة، ولدعم وتعمّيم مقاومته للاحتلال وقيادة نضاله لتحقيق طموحاته وتحرير أرضه.
لا يستطيع أحد ان ينكر مساهمات الفصائل الفلسطينية المختلفة في الكفاح المسلح والتضحيات التي قدّمها شعبنا لإبقاء قضيّته حيّة ومواجهة المؤامرات الصهيونية العربية الأمريكية الغربية التي تحاك ضدّه لدفعه إلى الاستسلام؛ لكن المؤسف هو أن الانقسام والخلافات الفصائلية الفلسطينية العقيمة البغيضة التي لا يمكن تبريرها، والمدعومة إسرائيليا وعربيا ما زالت قائمة، وكل فصيل يبرّؤ نفسه منها، ويدّعي أنه يريد حلّها ويحمل الآخرين مسؤولية استمرارها! فمن الصادق ومن الكاذب؟ الظاهر أنهم يكذبون جميعا، وانهم ليسوا جادّين فعلا في الوصول إلى حلول للمحافظة على مناصبهم ومكاسبهم التي ستنتهي حتما بانتهاء الانقسام والخلافات!
الفلسطينيون في داخل الوطن والشتات يدركون صعوبة المرحلة الحالية وخطورة المؤامرات الأمريكية الصهيونية العربية التي تحاك ضدّهم وتهدف إلى تصفية قضيتهم، ويستهجنون استمرار الانقسام والخلافات التي ألحقت ضررا بالغا بقضيتهم على الأصعدة العربية والإسلامية والدولية ويسألون: إلى متى ستستمر؟ ولماذا لا يتعلم قادتهم من النتائج الكارثية للخلافات البينية الفلسطينية السابقة والحالية؟ ولماذا لا يتعظون بما يفعله الصهاينة الذين جاؤوا لاغتصاب فلسطين من شتى بقاع الأرض ويختلفون عرقيا وثقافيا ولغويا وسياسيا، لكنهم يتحدّون ويعملون معا من أجل استمرار الاحتلال والتوسع وإقامة إمبراطورية صهيونية على أشلاء فلسطين وأقطار وطننا العربي الأخرى؟
عار على قادة فلسطين أن تستمر انقساماتهم العقيمة التي ألحقت ضررا بالغا بقضيتهم، وخلقت حالة من السخط والإحباط الشعبي الفلسطيني والعربي، وأدت إلى تغوّل إسرائيل في الاستيطان وسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية. لقد تعب شعبنا من خطبهم وتصريحاتهم الكاذبة عن المصالحة وتوحيد الصف الفلسطيني، وسئم من هذه ” الجعجعة بدون طحن” التي لا تنطلي على أحد!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى