تونس بين عودة الإرهاب و استهداف التجربة الديمقراطية

بقلم : توفيق المديني

رغم هزيمة تنظيم “داعش”الإرهابي في كل من العراق وسورية، فإنّ الشعب التونسي فوجىءصباح الخميس 27حزيران 2019، بعمليات إرهابية متفرقة استهدفت الأولى سيارة شرطة بلدية في شارع تجاري مهم بتونس –شارل ديغول- قرب مقرة السفارة الفرنسية بتونس،والثانية قرب مقر فرقة مكافحة الإرهاب بالعاصمة، وثالثة في قفصة استهدفت محطة الإرسال الإذاعي والتلفزي بجبل عرباطة وأسفرت عن استشهاد عون أمن وجرح آخرين فيما تزامن هذا الحادث الأليم بتعرّض رئيس الجمهورية الباجي قائد السبسي إلى وعكة صحيّة حادة استوجبت نقله إلى المستشفى العسكري بتونس.
ومع تبني تنظيم “داعش” هذه العمليات الإرهابية،طرح الحديث مجددَا عن إمكانية عودته إلى نشاطه الإرهابي السابق عن طريق الذئاب المنفردة.فبعد الضربات القاسية التي تلقتها المجموعات الإرهابية في تونس طيلة السنوات الماضية، بفضل الدور الحاسم الذي قامت به المؤسسات الأمنية و العسكرية في محاربة الإرهاب ، تطرح في تونس اليوم تساؤلات كثيرة حول قدرة هذا التنظيم على إعادة تجميع فلوله من جديد والسعي لتحقيق أهدافه بعد تحوله إلى ما يسمى ظاهرة الذئاب المنفردة، لا سيما أننا لسنا بالضبط أمام عمليتين لذئبين منفردين حسب المصطلحات الإرهابية إذ يقتضي حمل حزام ناسف – مهما كانت بدائيته – شبكة دنيا لصناعته ولإيصاله لمنفذي العمليتين، ثم تزامن هاتين العمليتين الأولى التي حصلت في بداية يوحي بالطبع بوحدة مركز القرار والاختيار.
“داعش” لا يزال قويًا
لا يزال تنظيم “داعش” الإرهابي يحظى بجاذبية أكبر لدى المجموعات الإرهابية الصغيرة المنتشرة في بلدان المغرب العربي ولهذا، يُخشى من يواصل فكره في التأثير. ولكن فكره كان فعالاً لأن “داعش” كان يدعي أنه: دولة. لقد كان الكثير من السلفيين حول العالم يحلمون بدولة إسلامية على غرار دولة القرن السابع الميلادي، اقتداءً بالنبي. أما الآن فلم تعد توجد هذه الدولة، لكن التنظيم الإرهابي يدعوهم الى “مواصلة الجهاد”، ويشنون عمليات إرهابية قاتلة في تونس ، ويوزعون التهديدات الى دول ما وراء البحار، لكن السؤال يبقى: ما هو العدد المتبقي من المقاتلين الفعليين لتنظيم الدولة الاسلامية؟
أمام تقديرات دولية مختلفة كثيرا، ودعاية جهادية على شبكة الإنترنت تسعى إلى إقناع العالم بأن هزيمتهم على الأرض ليست هزيمة حقيقية، ونظرا الى الغموض المتأصل في مناطق الحرب التي لا يستطيع الوصول إليها خبراء مستقلون، فإن الغموض حول الأعداد غير الدقيقة لعناصر”داعش”يمكن أن يستمر، كما يعتبر رسميون وخبراء.
وكتبت مجموعة صوفان الدولية للاستشارات الاستراتيجية والاستخباراتية في تحليل لها “في كانون الأول/ديسمبر 2017، قدر المتحدث باسم التحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة بحوالى بضعة آلاف عدد مقاتلي الدولة الاسلامية الباقين في العراق وسوريا”.وأضاف خبراء المجموعة “اليوم، حددت وزارة الدفاع الأميركية لتوها من 15500 الى 17 الفا عدد جهاديي الدولة الاسلامية في العراق، وبما يناهز 14 الفا في سوريا. وهذه الفوارق الكبيرة في التقديرات باتت معهودة في اطار الحملة ضد الدولة الاسلامية منذ بدايتها في 2014”.
وفي تقرير حديث، حدد مراقبون للأمم المتحدة بعشرين الى ثلاثين الفا عدد مقاتلي الدولة الاسلامية، الذين ما زالوا موجودين في العراق وسوريا.ولا تتوافر لأجهزة الاستخبارات الدولية إلا تقديرات حتى الان.
ويتحدث الخبراء

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى