اما آن لنا ان نصحوا من غفلتنا؟؟

يقال بأن الحروب – الارض تلتهم لحوم البشر – واضيف انا عليها، الحروب تلتهم البشر والحجر والشجر معا .. فالحروب مؤلمة بكل انواعها المختلفة، سواء بين الدول، أو تلك الأهلية داخل البلد الواحد،كما يحدث الان على الاراضي الليبيه والسورية واليمنية بين ابناء الشعب العربي الواحد، ولكن بأدوات ومحركات اجنبيه وبأجندات خارجيه منها المعلن ومنها سيبقى سريا لفترة من الزمن لكن الايام ستكشف المستور فيما بعد عن من خطط لها و من ادارها وسط الظلام. الرابح من هذه الحروب هو الغرب الصناعي والخاسر هو الانسان العربي . اذكر انه عندما اندلعت الحرب العراقية الايرانيه قبل اعوام امتلات الفنادق العربيه بتجار السلاح ومن يدور في مداراتهم حتى ان بعض الاقطار العربية المجاورة صارت محطات ومآوي وملاذات لهم، وتوقع هؤلاء التجار ان البعض من هذه الدول سوف ينضم الى هذا الطرف او ذاك واحتل هؤلاء –تجار السلاح –شرفات الفنادق الضخمة واخذوا يعرضون بضائعهم عبر الكتالوجات المصورة والمعدة باتقان والمتوفرة لديهم ولاحدث ماتوصل اليه العلم الحديث والعقل البشري في مجال التدمير للحضارة .. فهذا تاجر اووكيل لصناعات الاسلحة الفرنسية، وذاك وكيل لصناعة الاسلحة الانجليزيه والقائمة قد تطول من ذكر الوكلاء لهذه الصناعات, والكل متفق على تقديم افضل ما لديه من الالات الدمار والقتل لما بناه الانسان العربي عبر العقود والسنين.

كل الغرب الاستعماري وعلى رأسه امريكا مصرّ على بيع الاسلحة التدميريه للمنجز العربي بايدي عربيه، وهذا هو الشىءالوحيد الذي لايختلف الغرب الاستعماري عليه تجاه الدول العربية والاسلاميه.. وها هم يكررون المشهد الان في ليبيا واليمن وسوريا والعراق ودول اخرى.

بعد ان يدمروا كل منجز حضاري وانساني من منازل ومستشفيات ومطارات وشبكات اتصالات ومحطات كهرباء وجسور وطرق ومواني، وبعد التاكد من ذلك وبعد اعلان وقف المعارك، سيعودون للظهور مرة ثانيه، نفس الوجوه ولكنهم هذه المرة سيلبسون اثوابا وبدلات جديدة وياخذوا مواقعهم في نفس ردهات فنادق الخمسة نجوم ويبدأون بعرض بضائعم الجديدة، وهي كتالوجات خاصة ببناء الجسور والطرق والمواني والمدارس ومحطات الكهرباء والمياه ومصافي النفط والغاز .. يقدمون لك الخبرة الفرنسية والانجليزية والامريكيه والايطاليه والتسهيلات والحوافز التشجيعية لكي ينالوا حظا في عطاءات اعادة الاعمار للمنجزات التى قاموا بتدميرها اصلا اثناء الحرب التى ساهمت اصابعهم في اشعالها لتشغيل مصانعهم وخبرائهم وعمالهم.

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، ونحن لانزال نشهد مثل هذه الحروب وما ستؤول اليه الحرب في ليبيا، من هو المستفيد من هذه الحروب الداخليه والاهليه ؟والجواب هنا بالتاكيد ليس احد الطرفين المتصارعين اوالمتعاركين، انما هناك اطراف ولاعبون كبار هم الذين يخططون لمثل هذه الحروب التى تعمل على التدمير، وهم الذين يتكالبون فيما بعد على التعمير .

نحن مجموعة الدول العربيه لانفكر كثيرا، فالغرب الاستعماري هم الذين يدمرون وهم انفسهم الذين يعمرون، والخاسر الوحيد نحن العرب.. فالى متى يستمر هذا النزيف البشري والمادي ؟

اما آن لنا ان نقول بصوت جهوري وبصرخة مدوية من المحيط الى الخليج : اما آن لهذا النزف الدامي لمصادرنا البشرية ومواردنا المادية ان يتوقف وبغير رجعة؟؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى