بعد الرحيل ..عزت ابو عوف طبيب اختار الفن على حساب الطب

القاهرة – فقدت الساحة الفنية المصرية صبيحة امس الاثنين الممثل المصري عزّت أبوعوف عن عمر ناهز الـ71 عاما بعد معاناة طويلة مع المرض، وتوفي الفنان المصري في ساعات الفجر الأولى في أحد مستشفيات القاهرة.
ونعت “نقابة المهن التمثيلية” المصرية على صفحتها على موقع فيسبوك الفنان الراحل، وأكدت أنه “كان نموذجا للفنان المحترم والخلوق، وكان رمزا من رموز الفن المصري وسيظل”.
كما نعاه الملحّن أمير طعيمة والممثلة إلهام شاهين والممثل إيهاب فهمي والملحن مودي الإمام. وكتب الممثل شريف منير على صفحته “ستبقى دائما في قلوب كل من حظي بشرف صداقتك، وفي قلوب كل من أثريت حياتهم بمواهبك وبذوقك الرفيع وبجمال شخصيتك”.
وقد تم تشييع جنازة الراحل بعد صلاة ظهر امس الاثنين من مسجد السيدة نفيسة بالعاصمة المصرية القاهرة. وكان أبوعوف خضع لجراحة في القلب عام 2015 وتعافى منها، لكنه عانى من مشكلات صحية مؤخرا أدت إلى تدهور صحته.
وللراحل الكثير من الأعمال الفنية وكان له دور في اكتشاف ودعم العديد من المواهب التي أصبحت رموزا فنية في مصر في ما بعد، كما ترأس مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لأكثر من دورة.
وولد عزت أبوعوف في بيت موسيقي، إذ كان والده الملحن المعروف أحمد شفيق أبوعوف العميد السابق لمعهد الموسيقى العربية، وحصل على بكالوريوس الطب لكن شغفه بالموسيقى والفن كان أقوى من أن يقاومه.
بدأ مشواره الفني في نهاية الستينات من خلال بعض الفرق الموسيقية التي انضم لها وأخرى ساهم في تأسيسها، قبل أن يشكّل مع شقيقاته منى ومها ومنال وميرفت فريقا غنائيا باسم “4 أم” وحقق نجاحا كبيرا استمر نحو 12 عاما.
وأحدث فريق “فور أم” انقلابا جديدا في الأغنية المصرية والعربية، حيث طرح عزت مع شقيقاته الأربع 9 ألبومات غنائية بدايتها كانت مع “جنون الديسكو” وأبرزها “خلي الستارة”، و“الدبدوبة” و“التخينة ومتغربين”.
ووضع الراحل الموسيقى التصويرية للكثير من الأعمال الفنية من بينها مسلسل “حكاية ميزو” بطولة سمير غانم وفردوس عبدالحميد، ومسرحية “الدخول بالملابس الرسمية” بطولة أبوبكر عزت وسهير البابلي.
وجاءت بدايته السينمائية من خلال دور صغير في فيلم “آيس كريم في جليم” عام 1992 للمخرج خيري بشارة وبطولة عمرو دياب وسيمون.
وقدّم طيلة مشواره أدوارا متنوعة في أكثر من 80 فيلما من بينها “إسماعيلية رايح جاي” و“أسرار البنات” و“أرض الخوف” و“اضحك الصورة تطلع حلوة” و“الدكتاتور” و“عمر وسلمى” و“حسن ومرقص” و“طيور الظلام”، و“واحد من الناس”، و“عودة الندلة”، و“عبود على الحدود”، و“بخيت وعديلة 2” وغيرها.
كما شارك في العشرات من المسلسلات التلفزيونية من أبرزها “العائلة” و“هوانم غاردن سيتي” و“زيزينيا” و“نصف ربيع الآخر” و“أوراق مصرية” و“أوبرا عايدة” و“الدالي” و“شيخ العرب همام” و“اتهام” و“باب الخلق”.
وتولى الراحل عزت أبوعوف رئاسة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي لعدة سنوات وله ابنة تعمل في مجال الإخراج هي مريم أبوعوف.
وكان الممثل ينتظر استكمال تصوير فيلم “كل سنة وأنت طيب” مع الممثل تامر حسني، أما آخر أعماله فكان مسلسل “الأب الروحي 2” للمخرج تامر حمزة وتأليف هاني سرحان وبطولة سوسن بدر وأحمد عبدالعزيز وسيمون ومحمد عز وميرهان حسين ودنيا عبدالعزيز ووفاء سالم وإيهاب فهمي ومحمد محمود عبدالعزيز والعديد من النجوم الآخرين.
هو والشائعات
تعرض عزت أبوعوف للعديد من الشائعات آخرها وفاته وهو على قيد الحياة، تلك الشائعة التي وصفتها شقيقته مها أبوعوف ‏وابنته بـ“السخيفة”، ولم تكن شائعة وفاته الوحيدة بل تعرض لما هو أسوأ منها بعد أن تداول عدد من رواد مواقع التواصل ‏الاجتماعي شائعة زعمت بأن الفنان عزت أبوعوف أوصى بحرق كل أفلامه، ومنعها من العرض على الشاشات بعد ‏وفاته‎.‎
ونفى أبوعوف تلك الشائعة عبر فيديو نشرته زوجته أميرة عبر صفحتها الشخصية على موقع فيسبوك، مؤكدا أن ‏كلامه تعرض للتحريف والتبديل، بعد أن عبّر أثناء تكريمه من قبل مهرجان “نجم العرب”، عن سعادته بتكريم الفنان وهو ‏على قيد الحياة بدلا من تكريمه بعد وفاته، ثم قال مازحا “كرّموني وأنا عايش، ولو عايزين تحرقوا أفلامي بعد ما ‏أموت مش مشكلة” (كرّموني وأنا على قيد الحياة، ولو أردتم أن تحرقوا أفلامي بعد وفاتي، فلا مشكلة في ذلك)”. ورد عزت أبوعوف على هذه الواقعة حينها قائلا “مجرد شائعات سخيفة، أزعجتني كثيرا بل سبّبت لعائلتي وإلى كل المقربين منى قلقا شديدا، ‏إضافة إلى إلحاقها الضرر بعملي، ولا أعرف الهدف من وراء تلك الأكاذيب، لا يمكن أن أطلب حرق أفلامي، لأنها تعبّر عن فني ‏الذي عشقته وعشت من أجله، وكان وسيبقى هو المعنى الحقيقي لحياتي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى