المجلس العسكري السوداني يكلف شركة يملكها ضابط إسرائيلي بتحسين صورته

كشفت صحيفة “ذا غلوب أند ميل” الكندية أن النظام العسكري في السوداني دفع 6 ملايين دولار لشركة علاقات عامة كندية لتلميع صورته.

ووقّعت شركة “ديكنز أند مادسن (كندا) إنك” عقدا مع النظام العسكري في السودان لمساعدته للحصول على التمويل الخارجي والاعتراف الدبلوماسي به. ويأتي العقد في وقت تُتهم فيه قوات المجلس الانتقالي العسكري بقتل عشرات المعتصمين في الخرطوم بداية الشهر الحالي.

وقالت الصحيفة إن وثائق أمريكية كشفت عن وعد شركة “ديكنز أند مادسن إنك” ومقرها مدينة مونتريال القيام بتلميع صورة المجلس العسكري الانتقالي الذي سيطر على السلطة في السودان بعد الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 11 نيسان/ أبريل.

وجاء في العقد مع شركة العلاقات العامة: “سنحاول بذل جهدنا للتأكد من تغطية الإعلام الدولي والسوداني لكم”. كما دفع المجلس العسكري المال للشركة كي توفر معدات لقواته الأمنية والبحث عن مستثمرين في مجال النفط وترتيب لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وتحسين العلاقات مع روسيا والسعودية.

ويدير شركة “ديكنز أند مادسن” آري بن- ميناشي، وهو ضابط استخبارات إسرائيلي سابق، لعبت شركته دور لوبي مدفوع الأجر للزعيم الزيمبابوي المعزول روبرت موغابي.

ووقّع عقد التعاون بين الشركة والنظام السوداني، مديرها بن ميناشي، ومحمد حمدان دقلو، المعروف بحميدتي، نائب رئيس المجلس العسكري، وهو أيضا قائد قوات الدعم السريع التي نشأت من ميليشيات الجنجويد التي ارتكبت مذابح في دارفور في بداية العقد الأول من القرن الحالي. وقام عناصر الرد السريع بالهجوم على دعاة الديمقراطية في الخرطوم وقتلوا أكثر من 100 معتصم أمام مقر القيادة العامة للجيش حيث كانوا يطالبون بنقل السلطة إلى حكومة مدنية.

وقد تم توقيع العقد مع الشركة في مونتريال في 7 أيار/ مايو، وذلك حسب الوثائق الأمريكية المقدمة بناء على قانون تسجيل العملاء الأجانب، والذي يطلب من كل شركة تحاول القيام بلوبي مع الحكومة الأمريكية نيابة عن كيانات أجنبية الكشف عن العلاقات معها. وحاولت الصحيفة الاتصال مع الشركة في مونتريال، وقيل لها إن بن- ميناشي مسافر ولا يستطيع التعليق.

وبحسب العقد الموقع والمقدم إلى الحكومة الأمريكية، فقد دُفع للشركة كي تقوم بمهام لوبي مع الفروع التنفيذية لدى الحكومة الأمريكية والروسية والسعودية إلى جانب الأمم المتحدة والإتحاد الأفريقي ودول ومنظمات أخرى. وتشمل الجهود على “المساعدة وتشكيل وتنفيذ سياسات مفيدة لتطوركم وأهدافكم السياسية”.

وبحسب العقد الموقع مع المجلس الانتقالي فالهدف هو “التأكد من حصولكم على الاعتراف بكم كقيادة شرعية انتقالية لجمهورية السودان وخلق دور إشرافي لمجلسكم”. وبالإضافة لتوفير المعدات ومحاولة ترتيب لقاء مع ترامب قالت الشركة إنها “ستحاول قدر الإمكان ترتيب لقاءات مع مسؤولين روس بارزين والرموز السياسية الأخرى”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى