نابلس تنشد الحرية والسلام بصوت شعرائها

كتب رائد الحواري

انطلقت يوم امس الاول الجمعة فعاليات المبادرة الشعرية للمهرجان العالمي للشعر في مدينة نابلس، وقد احتضن المنتدى التنويري الفلسطيني الأمسية الشعرية التي جمعت تسعة أصوات شعرية، ممثلة لخريطة الشعر في المحافظة، وتنوعت تلك الأصوات بين الكلاسيكية والحداثية، وتناولت الهم الذاتي والهم الوطني، وقد حضر الفعالية جمع من مثقفي المدينة والمهتمين.

افتتح الجلسة، بعد عزف النشيد الوطني الفلسطيني، عماد عبد العزيز ممثل المنتدى التنويري مرحبا بالحضور منوها إلى ضرورة انفتاح المنتدى على النشاطات الثقافية، ومن ثم تحدث منسق المبادرة في محافظة نابلس الكاتب رائد الحواري منوها إلى أن هموم التحرر الوطني واحدة في كافة البلدان التي خضعت للاحتلال، مهما تباينت البلاد المحتلة واختلف زمان احتلالها. مستشهدا بمقاطع من قصيدة “شجاعة” الشاعر الفرنسي بول إيلوار التي تتحدث عن مدينة “باريس” عندما كانت تأنّ تحت الاحتلال النازي.

الشاعر مازن دويكات كان أول الشعراء، فقرأ مجموعة قصائد تناولت الهم الاجتماعي والفساد الرسمي العربي واقع الفلسطيني تحت الاحتلال الإسرائيلي، جاء بأسلوب ساخر ولغة سهلة وسلسة، ثم ألقى الشاعر سامح أبو هنود ثلاث قصائد تحدث فيها عن هموم الإنسان الفلسطيني وإصراره على الصمود والمواجهة.

وعبرت الشاعرة “حنان النمروطي” من خلال مجموعة قصائد عن هموم المرأة الفلسطينية وما تعانيه من ظلم تحت الاحتلال وتفاصيل الحياة اليومية، كما تناولت معاناة المرأة المصابة بسرطان الثدي.

وحضر شعر الأسرى في الأمسية؛ ممثلا بقصيدة للشاعر “كميل أبو حنيش” المحكوم بتسع مؤبدات في سجون الاحتلال الإسرائيلي، وقرأها نيابة عنه أخيه “كمال أبو حنيش”، وتحدثت القصيدة بلغة فكرية متأملة عن معاناة الأسرى داخل سجون الاحتلال.

وأشار الشاعر فراس حج محمد إلى محنة الشاعر الفلسطيني المعتقل في السعودية أشرف فياض من خلال قصيدة “كيف أنجو من الأيدولوجيا؟”، متحدثا عن مصادرة النظام الرسمي العربي حرية الشاعر والكاتب والتضييق عليه، إلى درجة قد تصل إلى سجنه وتعذيبه.

وقدم الشاعر مفلح أسعد قصيدة تجمع بين التراث والمعاصرة تتحدث عن معضلة التعصب الفكري والقبلي في مجتمعنا، وضرورة التعامل الواقعي بمنظور عصري متحرر، والنظر إلى التنوع الفكري عند بني الإنسان واحترامه.

وألقى الشاعر إسماعيل محمد قصيدة، جمع فيها ما بين فلسطين والمرأة بجدلية فكرية وفلسفية، بعيدة عن لغة التعقيد، فظهر واقع القدس تحت الاحتلال بأسلوب بعيد عن المباشرة. وأما الشاعر عمار خليل فقد تراوحت قصائده بين الغزل والهم الاجتماعي والهم الوطني، فيما اختار الشاعر مهند ضميدي الحديث عن المرأة في قصيدته الغزلية، مبينا أوجاعه الذاتية في علاقته بالمرأة المحبوبة.

وفي نهاية الأمسية تم تكريم الشعراء المشاركين في الأمسية بشهادات تقديرية موقعة من إدارة المهرجان العالمي للشعر.

ويذكر أن هذه المبادرة كانت تحت رعاية الاتحاد العام للكتاب والأدباء الفلسطينيين، وهي الأولى التي يعقدها المهرجان العالمي للشعر في فلسطين من خلال منسقة المهرجان والمبادرة في الشرق الأوسط والمنطقة العربية الشاعرة الفلسطينية فاطمة نزال، وجاءت هذا العام تحت شعار “لا للحرب.. نعم للحرية والسلام”، وبمشاركة أكثر من (160) دولة، وكان هناك أربع عشرة أمسية شعرية أخرى في فلسطين بالتزامن، واحدة في مدينة الناصرة وأخرى في الجولان السوري المحتل، وقد منعت قوات الاحتلال إقامة الأمسية في القدس وفرقت الحضور بالقوة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى