من مؤتمر إلى ورشة.. هل فشل اجتماع البحرين قبل أن يبدأ؟

 

وسط مقاطعة من الجانب الفلسطيني، وتمثيل سياسي منخفض من الأردن ومصر، تنعقد الأربعاء، ورشة المنامة الاقتصادية؛ “من السلام من أجل الازدهار”، التي تهدف إلى تمويل ما يعرف بـ “صفقة القرن”.

وقد أعلنت الأردن، يوم أمس، عن إيفاد أمين عام وزارة المالية، للمشاركة في الورشة التي دعت الولايات المتحدة الأمريكية لعقدها، لبحث الجانب الاقتصادي من خطة واشنطن للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقالت مصر إنها سترسل وفدًا برئاسة نائب وزير المالية، معللة مشاركتها بأنها تأتي في إطار الاهتمام الدائم بأي محاولات للتعامل مع التحديات الاقتصادية التي يواجهها الشعب الفلسطيني الشقيق، والالتزام الثابت بالعمل على تحقيق آماله المشروعة والحصول على كافة حقوقه.

كوشنر فشل في الترويج للمؤتمر

وترى الباحثة والكاتبة الفلسطينية، غادة الكرمي، أن مستشار وصهر الرئيس الأمريكي جاريد كوشنر فشل في الترويج للمؤتمر الاقتصادي الذي دعت له أمريكا.

وقالت الكرمي لـ “قدس برس”، إن إصرار أمريكا على عقد المؤتمر الذي تحول لاحقًا إلى ما يشبه ندوة أو ورشة اقتصادية لرجال الأعمال، يهدف إلى التغطية على فشلها السياسي.

وأشارت إلى أنه بعدما كان يتم الحديث عن مؤتمر اقتصادي ضخم بمشاركة وفد إسرائيلي من 200 شخص، أصبح الحديث عن مشاركة وفد تجاري، تحت ذريعة أن المؤتمر ليس سياسيًا، وأهدافه تجارية بحتة.

الأردن غير متحمس للورشة

من جهته، اعتبر المحلل السياسي، زيد النوايسة، أن مشاركة الأردن بهذا التمثيل المنخفض تعكس رسالة سياسية بأنه غير متحمس لهذه الورشة.

وصرح النوايسة لـ “قدس برس”، بأن معلوماته تشير إلى أن كوشنر طلب من الأردن تمثيل سياسي أعلى من الموجود حاليًا، كما أنه طلب منه وجود شخصيات اقتصادية وازنة، لكن الأردن تجاهل مطالبه.

وأضاف أن الأردن حاول الموازنة بين تكلفة الغياب والحضور، وقرر في النهاية إيفاد أمين عام وزارة المالية، الذي لا يحمل أي صفة سياسية.

الورشة تحمل علامات فشلها

وأكدت الإعلامية الأردنية، سارة سويلم، أن ورشة المنامة قد فشلت قبل أن تبدأ، فامتناع أي جهة رسمية فلسطينية عن حضور الورشة، أولى علامات الفشل.

وأوضحت سويلم، أن امتناع الفلسطيني عن الحضور، جرّد الورشة من مشروعيتها السياسية من ناحية، وسيصعّب مهمة تنفيذ القرارات التي سيتم اتخاذها من ناحية أخرى.

أما ثاني علامات الفشل، حسب سويلم، هو المستوى المنخفض لحضور مصر والأردن وهما أهم بلدين، فضلًا عن امتناع لبنان عن الحضور، وهي البلد الذي يستضيف عددًا هائلًا من اللاجئين الفلسطينيين.

وتابعت: “ثالث علامات الفشل، هو عدم الاتفاق على رؤية سياسية، تكون الرؤية الاقتصادية، انعكاسًا لها”. مشيرة إلى إدراك كوشنر، الذي يعدّ “عرّاب صفقة القرن”، لكل علامات الفشل المشار إليها، لكنه مُصِرّ على المضي في مشروعه لأسباب انتخابية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى