كاتبة سعودية تؤكد حق المرأة في مجادلة زوجها وتستشهد بزوجات النبي 

 

انتقدت الكاتبة السعودية عزة السبيعي في مقال صحفي لها، “أحد وعاظ الصحوة الذين قادوا مجتمعنا لأربعين عاما من إقصاء المرأة وكتم صوتها وإهانة شعورها”، مستنكرة استخدام رجال الدين من أجل تحقيق أغراض الدول السياسية في “إسكات النساء وتقويضهن”.

وأضافت في مقال لها في صحيفة “الوطن” بعنوان “شرعا المرأة تتكلم والرجل يسكت”، أنها شاهدت مقطعا سأل المذيع فيه واعظا صحويا بماذا ينصح النساء في النقاشات العائلية، فأشار بأصبعه على فمه بمعنى أن تصمت.

وتابعت: “كان ذلك أكثر أمر يثير الدهشة، فلا تدري من أين أتى الرجل بالأمر بصمت النساء، هل من القرآن أو من السنة أو من عقله وثقافته الإقصائية، أم أن الأمر أكبر من ذلك بكثير، ويتعلق باستراتيجيات الإسلام السياسي الذي اهتم بإقصاء المرأة حتى لا تفسد تطلعاته في نشر الحروب والدمار والقتال”.

وأضافت الكاتبة: “على كل حال تقول كتب الصحاح إن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن هن المتحدثات، وهن من يرفعن أصواتهن حتى أنها تسمع في الطريق، لدرجة أن سمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ابنته ترفع صوتها على النبي صلى الله عليه وسلم فكاد يقتلها خاصة بوجود أمر إلهي (لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي)”.

وأردفت: “يبدو أن الأمر لا يشمل الزوجات، لأن حفصة حاجّت أبيها وأخبرته أنها وجميع نساء النبي يفعلن ذلك، ويبدو أن عمر تعلم ثقافة النبي في التعامل فمرت سنين وحدث أن جاءه رجل يشتكي من زوجته، فوجد زوجة عمر ترفع صوتها عليه، فقال له بما معناه جئتك أشتكي لك فإذا أنت مثلي ضحية، فشرح له عمر واجبه كزوج في هذه الحالة”.

وقالت: “في نظري ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم يوقن أن قواه الجسدية تستطيع منع المرأة من الكلام، لكن رجولته تأبى من ناحية، ومن ناحية أخرى هي فرصة للرجل أن يسمع، فالنساء يقلن الحقيقة حين يغضبن ولا يهتممن بالعواقب، فيتركها تتكلم حتى يضع يده على معاناتها ويعالج معها ما يحدث من إشكالات في العلاقة”.

مستطردة: “قد يؤثر عدم نقاشها على عدم التساوي في القوة الجسدية، لو هو استعملها وكتم صوتها أو أمرها بخفضه أو منعها من الكلام”.

وأنهت مقالها قائلة : “هناك أيضا أمر مهم، فصوت المرأة في التاريخ الإسلامي حمل مسؤولية التغيير الثقافي في المجتمع وكان دائما ظاهرا وقويا، وهناك أدلة كبيرة على ذلك”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى