الاطاحة بتيريزا ماي.. وهؤلاء ابرز المرشحين لتولي رئاسة الحكومة البريطانية

 

أعلنت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي استقالتها، وذلك وبعد ثلاث سنوات قضتها في المنصب شهدت خلالها البلاد أزمة ما برحت تتفاقم على خلفية الفشل في تطبيق نتائج استفتاء عام 2016 تلك النتائج التي تملي بمغادرة المملكة المتحدة للاتحاد الأوروبي.

وقالت ماي للصحفيين من أمام مقر الحكومة في داوننغ ستريت بلندن: “أصبح من الواضح لي الآن أن مصلحة البلاد تقتضي وجود رئيس وزراء جديد ليقود هذه الجهود. لذا أعلن اليوم أنني سأستقيل من زعامة حزب المحافظين يوم الجمعة السابع من حزيران/ يونيو (المقبل)”.

وجاءت استقالة ماي، المتوقعة منذ أسابيع، تلبية لمطالب من داخل حزب المحافظين الذي تتزعمه،هذه الاستقالة التي من شأنها رسم خط البداية لسباق محموم لخلافتها في زعامة حزب المحافظين، وبالتالي رئاسة الحكومة، التي من المرجح أن تنصّب جهودها لإبرام اتفاق أكثر نضجاً لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وفيما يلي أبرز المرشحين لخلافة ماي.

أبرز المرشحين لخلافة ماي

لعل وزير البيئة مايكل جوف من أبرز الأسماء المتداولة لخلافة ماي في رئاسة حزب المحافظين، وهو من أهم الشخصيات في الحملة المطالبة بالانفصال عن الاتحاد الأوروبي خلال الاستفتاء، لكنه اضطر لمعاودة بناء مسيرته في الحكومة بعد أن خسر أمام ماي في السباق لخلافة ديفيد كاميرون الذي استقال بعد يوم من خسارة الاستفتاء.

وزير الخارجية السابق بوريس جونسون وهو أشد معارضي ماي ومنتقديها على خلفية معضلة الانسحاب من الاتحاد الأوروبي. وقد استقال من الحكومة في شهر تموز/يوليو احتجاجا على إدارة ماي لمفاوضات الخروج.

كما يبرز من أسماء المرشحين لتولي زعامة” المحافظين” ديفيد ليدنغتون، هو نائب رئيس الوزراء الحقيقي لماي. وقد أيّد البقاء في الاتحاد الأوروبي في استفتاء 2016 ولعب دورا رئيسيا في مسعى ديفيد كاميرون الفاشل لإعادة التفاوض مع الاتحاد الأوروبي قبل الاستفتاء، وكان أعرب سابقا عن اعتقاده بعدم الرغبة في ترؤس الحكومة خلفاً لماي.

وزير الخارجية جيريمي هنت، هو أيضاً واحد من الشخصيات التي قد تخلف ماي، وكان دعا أعضاء حزب المحافظين لتنحية خلافاتهم جانبا بشأن الانسحاب والتضافر في وجه خصم مشترك هو الاتحاد الأوروبي. وقد صوّت هنت للبقاء ضمن الاتحاد في استفتاء 2016 وشغل منصب وزير الصحة لمدة ستة أعوام وهو دور أدى لاستياء كثيرين من الناخبين منه ممن يعملون في قطاع الرعاية الصحية المستنزف الذي تديره الدولة أو من يعتمدون عليه، ورفض مؤخراً الإفصاح عن وجود رغبة لديه من عدمها للترشح لخلافة ماي.

كما يعد المليونير جيكوب ريس موج الذي له أنصار كثيرون بين من يريدون انسحابا جذريا أكثر مما تقترحه ماي، يعدُّ واحداً من المرشحين لخلافة ماي، وهو زعيم لمجموعة قوية من المشرعين المشككين في الاتحاد الأوروبي وأعلن أنه قدم خطابا لسحب الثقة من رئيسة الوزراء بعد يوم من إعلانها عن مسودة اتفاق الانسحاب، لكنه أعرب سابقاً عن عدم رغبته في الترشح لتولي منصب ماي.

ومن بين الأسماء المتداولة أيضاً لخلافة ماي: وزير شؤون الانسحاب من الاتحاد الأوروبي المستقيل دومينيك راب، والمصرفي ساجد جاويد (من أصل باكستاني)، وأيضاً ديفيد ديفيز أحد أبرز المشككين في الاتحاد الأوروبي، الذي قاد فريق التفاوض البريطاني مع التكتل في تموز/يوليو 2016 لكنه استقال بعدها بعامين احتجاجا على خطط ماي لعلاقة طويلة الأمد مع التكتل.

وإضافة للأسماء الواردة أعلاه، هناك من الشخصيات المتداولة أسماؤها لخلافة ماي وزير الدفاع بيني موردونت، وأيضاً زعيمة الأغلبية بمجلس العموم البريطاني والعضوة البارزة بحزب المحافظين الحاكم أندريا ليدسوم ووزيرة الداخلية المستقيلة آمبر رود.

وكان زعيم المعارضة البريطانية ورئيس حزب العمال جيريمي كوربين قد وصف، يوم الأربعاء المضي، حكومة رئيسة الوزراء تيريزا ماي “بحكومة الأموات الأحياء”.

وشدد كوربين خلال بدء مناقشات سحب الثقة من ماي على ضرورة إجراء انتخابات مبكرة حال لم تتمكن حكومة ماي من تمرير اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وهو الاتفاق الذي رفضه أغلبية مجلس العموم يوم الثلاثاء.

وعقب الرفض البرلماني للاتفاقية، لم يخف جيرمي كوربين مساعيه بالضغط على رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، بإحراجها بخصوص اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي توصلت إليه، وبمدى ضعفه وآثاره السلبية على الاقتصاد والديمقراطية في بريطانيا، قالها علانية في جلسة البرلمان يوم الثلاثاء “غدا هو يوم التصويت على سحب الثقة من الحكومة”.

فالبرلمان البريطاني رفض الاتفاق بفارق كبير “432 رافض و202 مؤيد”، وهو ما ينذر باضطراب سياسي قد يؤدي إلى خروج البلاد من الاتحاد دون اتفاق أو حتى عدم الخروج.

ومع قرب موعد الانسحاب المقرر في 29 مارس/ آذار، تواجه المملكة المتحدة أعمق أزمة سياسية منذ نحو نصف قرن وليس معروفا كيف ستخرج من الاتحاد الذي انضمت إليه عام 1973 أو ما إذا كانت ستخرج منه.

كوربين وبعد ظهور نتيجة التصويت، بدأ حملته للمطالبة بسحب الثقة من تيريزا ماي، بل والتوجه إلى انتخابات عامة جديدة، فرئيس حزب العمال وزعيم المعاضة بدأ التغريد على تويتر، آخر ما نشره في حسابه هو تغريدة للحساب الرسمي لحزب العمال، جاء فيها:”هل ترون أننا بحاجة لانتخابات عامة الآن؟، ننادي بسحب الثقة من الحكومة الحالية”.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى