رد الصاع صاعين.. إيران تبلغ الدول الكبرى بأنها ستوقف تنفيذ “بعض التزاماتها” في الاتفاق النووي

قالت إذاعة الجمهورية الإسلامية الإيرانية الرسمية، اليوم الأربعاء، إن إيران أبلغت سفراء المملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا بقرارها التوقف عن تنفيذ “بعض التزاماتها” بموجب الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015، وفقا لوكالة “رويترز”.

وسُلمت رسالة من الرئيس حسن روحاني إلى مبعوثي تلك الدول التي لا تزال ملتزمة بالاتفاق، رغم انسحاب الولايات المتحدة الأحادي منه العام الماضي.

كما دعا المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، سفراء بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا لدى بلاده إلى اجتماع في مقر الخارجية الإيرانية، وسلمهم رسائل إلى حكومات بلدانهم، تتعلق بتوقف طهران عن تنفيذ بعض التزاماتها” بموجب الاتفاق النووي.

وقالت الخارجية في بيان: “صباح اليوم قام المساعد السياسي لوزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بدعوة سفراء الدول الخمس في طهران (بريطانيا وفرنسا وألمانيا والصين وروسيا) إلى اجتماع في مقر الخارجية الإيرانية وسلمهم رسالة إلى حكومات بلدانهم، جاء فيها، أن طهران قررت إيقاف بعض تعهداتها في الاتفاق النووي”.

فضلا عن ذلك أشارت الخارجية الإيرانية إلى أن وزير خارجيتها محمد جواد ظريف أرسل رسالة أخرى إلى منسقة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي، موغريني وأبلغها فيها تفاصيل الإجراءات التي سوف تقوم بها بلاده حيال الاتفاق النووي اليوم، وقال ظريف في رسالته لموغريني إن هذه الرسالة تعتبر جزءا من التنسيق بيننا وبين أعضاء الاتفاق النووي.

ولكن وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف أكد أن بلاده لن تخرج من الاتفاق النووي، لكنها ترى من المصلحة عدم تنفيذها لبعض التزاماتها التي أجرتها طواعية بالاتفاق، وذلك لعدم وقوف أوروبا بوجه الضغوط الأمريكية.

ونقل التلفزيون الإيراني تصريحا الوزير ظريف اليوم الأربعاء، لدى وصوله إلى العاصمة الروسية موسكو قال فيه، “أن الإجراءات الإيرانية القادمة ستكون ضمن إطار الاتفاق النووي كاملا، وأن طهران لن تخرج من الاتفاق…والجمهورية الإسلامية تعمل ضمن إطار الاتفاق النووي كاملا وهي فرصة للأعضاء الباقين ليعملوا بالتزاماتهم ولا يكتفوا بإصدار البيانات…إيران لن تخرج من الاتفاق النووي”.

وأوضح وزير الخارجية الإيراني، أنه سيجري مفاوضات رسمية مع نظيره الروسي حول الاتفاق النووي، مضيفا أن هذه المفاوضات تأتي في الذكرى الأولى لخروج أمريكا من هذا الاتفاق.

ووصل وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على رأس وفد رفيع المستوى إلى العاصمة الروسية موسكو لإجراء مفاوضات مع نظيره الروسي سيرغي لافروف اليوم الأربعاء بشأن القضايا الثنائية والاتفاق النووي والقضايا الإقليمية والدولية المهمة.

هذا وقد أعلن الرئيس الإيراني حسن روحاني أن بلاده اتخذت خطوات جديدة في إطار الاتفاق النووي ولم تخرج منه لأن انهياره خطر على إيران والعالم بأسره.

وقال روحاني في كلمة له اليوم: بعد أن استنفدنا آليات الاتفاق وقدمنا كل ما هو مطلوب منا، فأننا نعلن عن خفض تنفيذ بعض التعهدات بناء على بنوده، ومنذ اليوم سنوقف بيع اليورانيوم المخصب والماء الثقيل وسنمهل الأطراف الخمسة المتبقية في الاتفاق النووي 60 يوما لتنفيذ تعهداتهم.

وأوضح روحاني أن أميركا والكيان الإسرائيلي وبعض الدول الرجعية في المنطقة كانوا يعادون إيران والاتفاق النووي منذ بداية تطبيقه مؤكدا أن إيران تدافع بالقرار الذي اتخذته عن حقها الشرعي والقانوني من خلاله ولن تسمح للولايات المتحدة بأن تبدل هذا الاتفاق بمنطق الربح والخسارة.

ولفت إلى أن الأطراف الأوروبية في الاتفاق النووى خطت خطوات إيجابية لكنها غير كافية مذكرا بأن الوكالة الدولية للطاقة الذرية سبق وأكدت 14 مرة التزام إيران بتعهداتها في إطار الاتفاق.

وأضاف روحاني بعثت برسائل للأطراف الخمسة في الاتفاق النووي بشأن خطواتنا الجديدة في إطار الاتفاق وليس الخروج منه، وقال ليعلم شعبنا بأننا لم نخرج من الاتفاق النووي ولكننا نعلن عن خفضنا بعض التعهدات بناء على بنوده.. ونقول للدول المتبقية فيه إننا على أتم الاستعداد للتفاوض في إطار الاتفاق النووي لا غيره.

وأكد أن طريق إيران في التعاطي مع العالم لم يكن الحرب بل الدبلوماسية وقال إن استراتيجيتنا هي التعهد مقابل التعهد والتهديد مقابل التهديد والانتهاك مقابل الانتهاك.

وشدد على أن الاتفاق النووي لن يستبدل وفق ما تريد الولايات المتحدة وقال نحن لا نطلب منكم أن تعملوا وفقا لمصلحة إيران بل نقول لكم أعملوا لمصالح دولكم مضيفا إذا كان الاتفاق النووي لأمن المنطقة والسلام العالمي يجب على الجميع أن يطبقه وأن يدفع تكاليفه.

وأشار روحاني إلى أن اليوم يصادف الذكرى السنوية الأولى لانسحاب أميركا غير القانوني من الاتفاق النووي وتجاهلها القرار الصادر عن مجلس الأمن الدولي مشددا على ان أساس الاتفاق النووي بالنسبة لإيران كان قرارا وطنيا واستراتيجيا ولم يكن قرارا فرديا ولا حزبيا ولا حكوميا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى