“الأسرة المجاهدة”.. السيد حسن نصر الله في عين ابنته زينب

 

كان لنا شرف اللقاء مع “زينب”، ابنة السيد “حسن نصر الله”، الأمين العام لحزب الله اللبناني والتي مكثنا معها من الظهر وحتى منتصف الليل وذهبنا معها إلى أماكن مختلفة وأكلنا الغداء والعشاء معاً.

لقد جاءت “زينب” مع بعض أسر شهداء المقاومة، بدعوة من معهد “القمر المستور” إلى إيران وخلال هذه الزيارة لم تتعامل معنا هذه المرأة الفاضلة وكأنها ابنة أبرز الشخصيات في لبنان، بل إنها كانت في قمة التواضع والمحبة وكانت ترى نفسها واحدة من النساء الاخريات ولكنها كانت فخورة بشيء واحد وهو حبها ورثاؤها لأهل البيت عليهم السلام، لقد كانت متواضعة جداً، ومخلصة جداً ولم تكن ترغب في الشهرة والظهور على وسائل الإعلام ولكنها كانت تحبّ التقاط بعض الصور للذكرى.

في البداية نريد أن نعرف من هي زينب

-أنا امرأة عادية ولدي حياة طبيعية وأنا متزوجة ولدي أطفال ولدي واجبات مثل كل الأمهات والزوجات، أشارك دائماً في الأعمال الخيرية والمنظمات الدينية، وأحياناً أقوم بعقد جلسات لمدح أهل البيت ورثائهم، في العادة، لا يعرف الكثيرون من أنا ولا ابنة من أنا وخاصة أولئك الأشخاص الذين لا تربطني بهم علاقة حميمة.

بطبيعة الحال، ولأسباب ندركها جميعاً، تتم مراقبة تصريحاتنا أكثر من الآخرين، وهذا يجعل من المستحيل القيام حتى بالعمل البسيط والعادي الذي يقوم به الآخرون.

كثير من الناس يعتقدون بأن زواجك كان زواجاً سياسياً في إطار المقاومة، هل هذه الرؤية وهذا الاعتقاد صحيح؟

– كنت صغيرة جداً عندما تزوجّت وأتذكر أنه بعد تحرير جنوب لبنان، ذهبت في زيارة مع والدتي إلى جنوب لبنان للقاء خالتي وخلال تلك الزيارة رأني زوجي وبعد ذلك أخبر أخته للتحدث مع والدي ووالدتي وبعدما اتفقت العائلتين تزوجنا.

هل كان زوجك يعلم عندما قام بخطبتك بأنك ابنة نصرالله؟

-لم يكن على علم بهذا الأمر، ولكنه عندما تحدّث مع أخته، أخبرته بهذا الأمر ونظراً لأني امتلك رابطة قلبية قوية بالمقاومة، فلهذا قررت أن أتزوج من مجاهد في سبيل الله، وأن تصبح لنا علاقات ودية مع إحدى العائلات المعروفة بالقتال والجهاد والمقاومة.

إذا أراد المرء أن يصف يوماً من حياة ابنة السيد حسن نصر الله، فكيف يصفه؟

-أنا امرأة عادية، أذهب إلى الحوزة العلمية كل يوم للدراسة، وأعود إلى البيت عند الظهيرة، لأعتني بالأمور المنزلية وفي الليل، كلنا مشغولون بالدراسة والقراءة، وبعد ذلك يكون لدينا جلسة ليلية عائلية وفي بعض الأوقات نقوم بزيارة عوائل الشهداء.

أخبرينا قليلاً عن والدتك، كيف هي وماذا تعمل؟

-أمي لديها وضع مختلف عني، إنها تحضر باستمرار جميع المراسم التي تُقام لعوائل الشهداء وتشارك أيضاً في المراسم الختامية والاجتماعات مع عوائل المجاهدين، وبسبب حالة ووضع والدي، فهي امرأة لا يعرفها الكثيرون.

بنظرك كيف يجب أن تكون المرأة والمقاومة وكيف يجب أن تكون صورة المرأة المجاهدة؟

-المرأة، الأم، الأخت، الزوجة والفتاة هن مجاهدات وكل عائلة لديها محارب، لديها أيضاً امرأة تساند ذلك المحارب، وتتحمل الكثير من الصعوبات والمسؤولية والمنزل يعتبر هو الأرض المناسبة لتربية مجاهدي المقاومة.

إن العيش مع المجاهد له الكثير من المشكلات الخاصة، وبالطبع يتطلب المزيد من الصبر والتحمل، إن تعاون المرأة ومساندتها يؤثر بشكل مباشر على معنويات الرجل المقاتل، وكذلك على المقاومة ولهذا فإنه يمكننا القول هنا بأن الثقافة اللبنانية شهدت الكثير من التغييرات على مدار العشرين عاماً الماضية.

كيف هي صورة المرأة عند والدك؟

-في بداية تشكيل المقاومة، كانت النساء والرجال يقاتلون معاً وعندما اتخذت المقاومة بعداً اجتماعياً كبيراً، تجاوزت مهام النساء، الدور العسكري، وأصبح لهن الكثير من الأدوار الاجتماعية المختلفة.

إن والدي، مثل الإمام “خامنئي”، يعرّف المرأة في المقام الأول في سياق الأسرة والعائلة وبعد ذلك، يعتبرها بأنها تقوم بدور مهم في المجتمع وتقوم بالكثير من النشاطات الاجتماعية.

ما هو الخطاب والعمل الذي قام به والدك والذي كان له تأثير كبير عليكِ؟

-كل فتاة تحب أن تشعر بكل زوايا والدها، بالنسبة لي، بعد حرب الـ 33 يوماً والزواج، تقلّصت فرصة هذه العلاقة بيني وبين والدي.

لقد تعلمنا المقاومة في سياق حركات وسكنات والدي، قبل كل شيء، يعتبر والدي رجل سياسية ورجل مقاومة، وبالإضافة إلى متطلبات المقاومة وكل الصعوبات التي تحيط بها، تعلّمنا منه أيضاً أن نعيش.

إلى أي حدّ تعرفين نساء المجتمع الإيراني؟

– بشكل عام، إذا أردت أن أقول، فإن معرفتي بالمرأة الإيرانية، تأتي من تصريحات الإمام “خامنئي”، ومن بعض البرامج التلفزيونية وأحياناً أقابل بعض الأصدقاء الإيرانيين.

أنا أعرف الكثير من نساء الثورة الإسلامية، وعلى وجه الخصوص أعرف السيدة “مرزية دباغ حديدهجي”. أحياناً أرى برامج تلفزيونية عن عوائل الشهداء والمقاومة، وفي بعض الأوقات أقابلهم وأراهم عن قرب.

الأب والشهادة، يجب أن تكون قد فكّرتي في هذا كثيراً، كيف تنظرين إلى هذا الأمر؟

-لا أعرف ما إذا كان هذا صحيحاً أم لا، ولكن النقطة التي أود أن أقولها هنا هي أن هذا الطريق يجب أن نمضي فيه ونقوم بدورنا على أكمل وجه، ليست لدينا حاجة سوى نيل الشهادة في سبيل الله ولقاء أحبائنا الذين سبقونا إلى دار الخلد، وجّل ما نأمله ونتمناه أيضاً هو أن يوصل قائد الثورة الراية إلى يد أمام العصر المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف.

لقد سمعنا الكثير من المواقف والذكريات عن والدي وحبّه الكبير لآية الله الشهيد السيد “محمد باقر الصدر” الذي قال عندما قام بوضع العمامة على رأس والدي: “لديك مستقبل باهر وستكون من جنود إمام العصر المهدي المنتظر عجل الله فرجه الشريف” وهذه الكلمات كان لها تأثير كبير علي وذلك لأنها بثت روح الأمل في داخلي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى