يحيى الفخراني.. ترك الطب من أجل الفن وانشاء مدرسة خاصة في عالم التمثيل
حلت يوم 7 أبريل/نيسان الماضي، ذكرى ميلاد الفنان المصري الكبير يحيى الفخراني، الفنان الذي استطاع أن يخلق مدرسة خاصة في عالم التمثيل، يجمع بين الإبهار والحيرة في الأداء التمثيل، لديه قدرة رائعة في الجمع بين الجد والهزل، البساطة والأداء المعقد، صاحب الأداء المميز الجامع الشامل بداية من نبرة صوته وملامحه وتكونيه الجسماني وصولا لضحكته المميزة.
ولد الفخراني في مدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية يوم 7 أبريل/نيسان عام 1945، ولكنه انتقل مع أسرته إلى القاهرة، بعد شهر واحد من مولده، وأحب الفخراني الفن منذ نعومة أظافره وكان يعزف على آلة “الاكورديون” في طفولته ، وعام 1964 تخرج الفخراني في الثانوية العامة بمجموع كبير أهله للالتحاق بكلية الطب جامعة عين شمس وحصل منها على درجة البكالوريوس عام 1971.
ولعه بالتمثيل ظهر في المرحلة الجامعية فانضم إلى فرقة المسرح بالكلية، وأول مسرحية شارك بها على مسرح الجامعة كانت بعنوان “علماء الطبيعة”، وحصل على جائزة “أحسن ممثل” على مستوى فرق المسرح في الجامعات المصرية.
بعد التخرج قضى عام الامتياز في مستشفى “ميت غمر”، وهو المسشفي الذى مكث فيه والده آخر أيامه حيث كان يعاني أمراض السكر والضغط، وأشرف الفخراني على علاج والده، ولكنه فشل في إنقاذه من أزمة الهبوط في الدورة الدموية وتوفاه الله، وبعد تخرجه مارس مهنة الطب فترة قصيرة في قسم الخدمات الطبية بماسبيرو، ولكن كان هناك حاجز قد بنى بينه وبين الطب فتركه وتفرغ للفن.
أول بداية احترافية له في عالم الفن كانت من خلال المسرح وذلك عن طريق مسرحية “لكل حقيقته”، وفي التليفزيون البداية كانت مع مع مسلسل “أيام المرح” عام 1972، مع محمد صبحي، وعبد المنعم مدبولي، وفي السينما كانت البداية من خلال فيلم “آه يا ليل يا زمن” عام 1977، مع وردة، ورشدي أباظة، وعادل أدهم .
انطلاقته الحقيقية كانت من خلال مسلسل “أبنائي الأعزاء شكرا” عام 1979، مع الراحل عبد المنعم مدبولي، أما تعلق الجمهور به فكان عن طريق آدائه لشخصية “سليم البدري” في مسلسل “ليالي الحلمية” بأجزاءه الخمسة.
وتوالت أعماله التلفزيونية التي مازالت عالقة في أذهان المشاهدين مثل “التعلب فات، وزيزينيا، وللعدالة وجوه كثيرة، وأوبرا عايدة، والليل وآخره، وعباس الأبيض في اليوم الأسود، وسكة الهلالي، ويتربى في عزو، وشرف فتح الباب، وابن الأرندلي، وشيخ العرب همام، والخواجة عبد القادر، ودهشة، وونوس”.
وكان للفخراني العديد من الأعمال السينمائية المميزة مثل “الغيرة القاتلة، والأوباش، وللحب قصة أخيرة، وجريمة في فجر الخميس، والأقزام قادمون، وإعدام قاضي، وحب في الزنزانة، وعودة مواطن، ومحاكمة علي بابا، وإعدام ميت، والكيف”.
أما المسرح فهو الفن المفضل للفخراني والذى برع في في تقديم عدد من المسرحيات أهمها “حضرات السادة العيال، وكيمو والفستان الأزرق، والملك لير، وألف ليلة وليلة”.
ولم ينس الفخراني الإذاعة، فله العديد من الإسهامات في المسلسلات الإذاعية منها “أحلام شهر زاد، ولازم بابا يحب، ومنحوس مع مرتبة الشرف، والحوت والكتكوت”.
وللفخراني تجربة فريدة في عالم الفوازير عام 1988 مع الفنانة الراحلة هالة فؤاد، إضافة إلى مشاركته في الأداء الصوتي لعدد من أفلام الكارتون إنتاج شركة “ديزني”، إلى جانب تقديمه الأداء الصوتي لسلسلة “قصص القرآن” للأطفال.