شكراً لترامب على صفاقته وإهاناته ” لأصدقائه ” الحكام العرب!

لم يحدث في تاريخ الولايات المتحدة أن حكمها رجلا أهوجا عنصريا كدونالد ترامب؛ الرجل خلق أزمة في الداخل الأمريكي وعلى الصعيد الدولي بسبب سياساته الهوجاء التي أثارت النعرات الطائفية والتفرقة العنصرية، وأظهرت جشع أمريكا ونفاقها، وكيلها بمكيالين، وعبادتها لمصالحها، وتخلّيها عن حلفائها وعملائها، وفقدانها لمصداقيتها كدولة عظمى.

الرجل خبير في الكذب والتضليل؛ فقد ذكرت صحيفة ” واشنطن بوست ” في عددها الصادر يوم الاثنين 29- 4 – 2019 تحت عنوان :” الرئيس ترامب أدلى بما يزيد عن عشرة آلاف ادّعاء خاطئ أو مضلّل  President Trump has made more than 10000 false or misleading claims.”، أي إنه كذب ما يزيد عن عشرة آلاف مرة منذ وصوله البيت الأبيض؛ فقد كذب 5000 مرة خلال ال 601 يوم الأولى في منصبه، أي بمعدل 8 أكاذيب يوميا، لكن وتيرة كذبه قد ازدادت حيث إنه كذب 23 مرة يوميا خلال ال 226 يوما الماضية ليصل حاجز كذبه إلى ما يزيد عن 10000 كذبة منذ تسلمه الرئاسة!

ترامب يجيد الابتزاز والكذب، ويتصرف بحماقة كرجل عصابة يريد السيطرة على العالم؛ لقد تراجعت شعبيته في الداخل الأمريكي، وفقد احترامه ومصداقيته كقائد أقوى دولة في العالم، ولا يؤيده إلا شريحة من العنصريين وقادة الكنيسة الإنجيلية الذين يتزعمون التيار الأمريكي المحافظ، واليمين الإسرائيلي وصديقه الحميم نتنياهوا، ” وأصدقائه ” الحكام العرب الذين يوجه لهم الصفعة تلو الأخرى، ويهينهم دون وجل أو اهتمام بهم وبردة فعلهم، ويأمرهم بالدفع ويدفعون ” ثمن حمايتهم” كما قال لهم علنا وأمام العالم كله أكثر من مرة!

ترامب قال في خطاب ألقاه امام حشد من مؤيديه في مدينة جرين بي بولاية ويسكونسون بتاريخ 27- 4- 2019 أن قادة المملكة العربية السعودية ” دفعوا لنا 500 مليار دولار بمكالمة واحدة، تطلّب مني الأمر مكالمة واحدة أنا لا أتفاخر، مكالمة واحدة .. الأمر أسهل من جمع 113 دولار من مستأجر في حي سيء في مدينة نيويورك.” وتابع ترامب بفخر ” اتصلت بالملك (وقال ساخرا) يعجبني الملك! قلت له أيها الملك.. نحن نعاني كثيرا دفاعا عنك .. وأنت تملك الكثير من المال… صحيح! فقال الملك ولكن لماذا تتّصل بي؟ لم يجر أحد اتصالا كهذا في السابق؟ قلت: لأنهم كانوا أغبياء!” ترامب يعني أن الرؤساء الأمريكيين الذين سبقوه كانوا أغبياء لأنهم لم يبتزوا دول النفط العربية كما يفعل هو الآن!

لقد وصلت الصفاقة بترامب إلى درجة غير مسبوقة في العلاقات الدولية، خاصة في تعامله مع الحكام العرب واستخفافه بهم وبشعوبهم ووطنهم! ما الذي سيحث لو أن ترامب عامل رئيس وزراء اليابان، أو المستشارة الألمانية، أو رئيس جزر المالديف الخ. بهذه الوضاعة التي يعامل فيها معظم الحكام العرب؟ بالتأكيد ستقيم الدولة المهانة الدنيا وتقعدها ثأرا لكرامتها، وتطلب اعتذارا رسميّا، وقد تقطع علاقاتها الديبلوماسية والتجارية مع الولايات المتحدة. فلماذا لا يثأر الحكام العرب لكرامتهم وكرامة وطنهم وشعوبهم عندما يهينهم ترامب؟ هل كل هذا الصمت والخذلان والخزي من أجل كراسي الحكم؟ وهل يصدّقون بأن أمريكا ستحميهم هم وكراسيهم وأنظمتهم المتهالكة؟ أمريكا دينها دولارها ومصالحها، ولم ولن تحمي أحدا من عملائها والتاريخ خير شاهد على ذلك!

ترامب صادق في عدائه لأمتنا العربية؛ إنه يتعامل مع وطننا العربي وكأنه وطن بلا شعب وبلا قادة؛ لقد أهدى فلسطين والقدس والجولان، وقريبا سيهدي الضفة الغربية لنتنياهو بدون اعتراض عربي رسمي، وبسكوت واستسلام وخذلان شعبي مهين! ولهذا نشكره على إهاناته المتكررة وابتزازه المكشوف للحكام العرب واحتقاره لهم، واستخفافه بهم؛ لقد نزع ورقة التوت عن معظمهم وأظهرهم على حقيقتهم أمام شعوبهم وشعوب العالم، وجعلهم أضحوكة لأمم ” ولمم ” الكرة الأرضية!

نحن أبناء الشعب العربي نأمل ان يذكر التاريخ أن سياسات ترامب العدوانية تجاه امتنا لعبت دورا محوريا في ايقاظنا من سباتنا، وتمرّدنا على واقعنا الأليم، وتصدينا لأمريكا وإسرائيل، والقضاء على عملائهما في المنطقة!

 

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى