عن الرئيس السوري والدولة العلوية

كيف تعادي أميركا ايران الثورة ولم تكن تعادي الشاه؟

ولماذا عادت عبد الناصر ولم تعادي مبارك ولا الاخوان ولا السيسي؟

لماذا حزب الله على لوائح الارهاب وليس نهضة الغنوشي في تونس؟؟

انه الموقف من اسرائيل.

عادي الصهاينة تصبح عدوا ل ١٨٠ دولة في العالم وعلى راسها اميركا..

ما هي مشكلة واشنطن مع الرئيس بشار الاسد؟

مشكلتها فقط في رفضه الاستسلام لاسرائيل، وفي دعمه لحزب الله وحماس (قبل ٢٠١١) والجهاد والشعبية ولمن قاوموا في العراق. ورفضه التحول الى ملحق بالهيمنة وخاضع للاوامر الأميركية.

لو رضخ كما رضخ كل العرب من طنجة الى شط العرب ما بقيت جائزة سلام غربية في العالم الا ومنحت اليه.

ولو صالح اسرائيل بشروطها ولو طرد المقاومين وعادى حزب الله والتحق بمحور المستسلمين لدللته اميركا ولاهدته حصانة استمرار حكمه ومن ياتي بعده الى ابد الابدين.

لو صار مثل السعوديين مجرد اداة عند الاميركي فلا كان ثار قرود واشنطن المعتدلين ولا تسلح الارهابيون بصواريخ اميركية.

لذا …من يزعم،استجابة لطلب بومبيو ، بان الأسد أراد يوما دولة طائفية ليس تافها لا يستحق الرد، بل هو من يجب ان يُرد عليه استغلالا للفرصة لقول كلمة الحق في الرئيس السوري.

واستطراداً اسمحوا لي بتنويه قصير:

هذا الرجل اجهزته اصدرت بامر منه قرارا باعتقالي لتصويري فيلما وثائقيا دون اذن مستشارته الصحفية التي حاولت فرض قوانينها الخاصة على عمل الصحفيين وكنت صحفيا مرخصا في سورية ومع ذلك لوحقت.

اي ان شهادتي به هي شهادة ضحية من ضحايا نظامه الأمني وضحية من ضحايا قسوة حكمه في مقابل عمل صحفي طبيعي وعادي جدا وان خالف المعتاد في سورية.

هي شهادة من لا مصلحة له سوى في رد العداء بالعداء والظلم بالانتقام لكن كلمة الحق تجب في موقف ٍ بين الحق والباطل.

فقد يمكن وصف حكم الرئيس السوري بما يجب وما يصلح من قسوة وفردية وبعد عن العدالة والشفافية والديمقراطية لكن الرجل ليس طائفيا ودولته عن بكرة ابيها كادت تندثر لأنه ليس طائفيا كما تتمنى وتريده اميركا.

دعكم من تفاصيل سورية بحتة في الامن والجيش لكن شخص الرئيس ليس ابدا ذو منطلقات طائفية بتاتا.

منطلقاته هي مصلحة حكمه لذا ٨٠% من الشخصيات الأشد قربا من دائرته الأساسية الفاعلة في حكمه وخصوصا في الاقتصاد والمال والأمن والعسكر هم من الاغلبية وليسوا أبدا من العلويين والاقليات.

الحقيقة التي يعرفها كل مطلع على دهاليز الحكم يعرف أن أكثر الالوية الامنيين نفوذا علماني نعم لكنه ليس علويا.

واشد الموثوقين الاقتصاديين قربا حاليا ليس علويا بل الرجل الأكثر شعبية في دمشق محمد حمشو.

والرجل الأكثر قربا من الرئيس بعد شخص الرئيس دمشقي من ال مملوك.

من يتحدثون عن طائفية الرئيس كمن يتحدثون عن معاداة اسرائيل للسعودية وخوفها من محمد بن سلمان.

هل يكفي ما سبق؟

سازيدكم من الشعر بيت:

بماذا يختلف بني سعود والملك الاردني والرئيس عبد الفتاح السيسي واولاد زايد عن الاسد حتى تقربهم اميركا وتحميهم وتثق بهم وتدللهم وتتناسى كل سيئاتهم وانتهاكاتهم لحقوق البشر والحجر.

اقراوا مذكرات السياسيين الأميركيين ستجدون الفرق في الموضوع المتعلق بفلسطين والمقاومين وايران.

دعكم من النفط والغاز وخرافات الخطوط العابرة للقارات والناقلة للغاز وهي هامة وأساسية لكن ليست هي سبب الحرب على سورية.

حكام العرب وعلى راسهم أقرب ادوات اميركا في الخليج والاردن وصولا الى حكام مصر من السادات الى” السيسي” هؤلاء قدموا اوراق اعتمادهم للاسرائيليين حين اصبحوا يعتبرون قضية فلسطين أمانة بيد تل ابيب تتصرف بها كما تشاء.

الاسد رفض السير في ركابهم.

صراحة انا لا اعرف سببا لذلك سوى ان الرجل يرى ان الاستسلام ليس خيارا له ولو كان فيه دلع أميركا وثوابها. مع ان مصلحته ومصلحة حكمه في الاستسلام للصهاينة في زمن ناصره فيه ضبع روسي متربص وايراني يتمنى لو أن البعث يصبح حزب ولاية الفقيه.

العرب قاطبة اضحوا يعتبرون المقاومة عدوا يحاربونه هم نيابة عن اسرائيل وبشراسة تشبه شراسة مخابرات السلطة في رام الله ضد منفذي عمليات مسلحة.

العرب يخافون الاميركي لذا جهودهم جادة لقتال المقاومين قتال من يخشى ان قصّر في ذلك أن يعاقبه سيده الاسرائيلي أو الأميركي.

السعودية حامية السنة وتركيا التي تطرح نفسها مرجعية عالمية للاسلاميين والمسلمين السنة جميعهم يعتبرون المقاومة وتنظيماتها “اعداء” ومن داهن منهم المقاومين مثل قطر وتركيا ومصر علنا تاَمر عليها من تحت الطاولة وشارك في ضربها وحصارها وفي قتل قادتها.

لم تحتمل تركيا اقامة مسؤول العمليات في حماس من سنة فطردته الى لبنان.

الاسد حمى المقاومة في فلسطين ولبنان وسلحها من لحم الشعب السوري الحي ووضع حكمه في عين عاصفة تلو العاصفة.

اعيدكم الى ما قاله رمضان عبد الله شلح في مقابلة مع كاتب هذه السطور عن رعبه الشخصي ومن يمثل كما حماس كلما زار وفد تركي سورية لان الترك كانوا يطالبون بطردهم من سورية.

كل من زار سورية خلال الحرب منذ ٢٠١١ من العرب والاجانب وكلهم زاروها (وبعضهم قابل الرئيس) كلهم حملوا طلبات لو وافق عليها الاسد اليوم لاعطوه الشمس عن يمينه والقمر عن شماله.

ولردوا اليه الكيماوي ولاهدوه نووي بتمويل عربي.

ختاما…

في التاسع من اَب ٢٠١١ وصل احمد داوود اوغلوا الى دمشق واجتمع بالرئيس بشار الأسد لست ساعات ونصف منها ثلاثا على انفراد.

داوود اوغلو اعتبر انه صديق ومنقذ لسورية وانه .للحصول على ضمانة اميركية بعدم تخريب الحل بين السلطة والمعارضين تقترح تركيا بعض الخطوات التي تشجع الاميركيين على وضع خططهم ضد سورية جانبا.

سأل الرئيس بحسب الراوي ” ما هي الخطوات؟

فعرض اوغلو السبب الحقيقي للحرب:

” أقطعوا علاقتكم مع حزب الله، و جمدوا كل علاقاتكم بايران الا الديبلوماسية منها واقطعوا دعمكم لخط تسليح من يستخدمون السلاح في فلسطين ولحزب الله. فككوا ترسانة تصنيع السلاح السوري الايراني في الاراضي السورية.

تفاهموا مع الاسرائيليين برعاية اميركية وان كان الأمر مناسبا يمكن ان نعيد علاقتا مع الاسرائيليين الى مستوى الصداقة لنلعب دورا مسهلا بينكم وبينهم”

كانت تلك نفس المطالب التي جاء بها وزير خارجية الامارات وبندر وعبد العزيز بن عبد الله ووفد الجامعة العربية ومنهم من جلب معه اموال نقدية لدعم سورية في محنتها ويقال جاء احدهم ومعه مليارات نقدا ثم ارسل اليات ومعدات لمكافحة الشغب.

ما العبرة؟؟

العبرة، يا حضرة الزعيم الذي صنعت مجده دمشق والذي جعلته حاكما بالفيتو في لبنان:

دعك مما يطلبه مايك بومبيو يا بيك …

انت أكثر وسامة حين تعادي الاسرائيليين.

واكثر اقناعا حين تحتمي بالمقاومين.

وانت أدرى انه لو اراد الرئيس السوري دولة تضم كامل سورية الكبرى التي حلم بها انطون سعادة مقابل استسلامه للصهاينة لحصل عليها.

فدعك من القضايا الصغيرة وعد مع خط أبيك وتراثه كبيرا يتحدث في القضايا لكبرى.

* وكالة أنباء آسيا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى