لماذا مؤتمر فلسطينيي أوروبا؟

 

ينعقد مؤتمر فلسطينيي أوروبا في نسخته السابعة عشر بالعاصمة الدنماركية كوبنهاغن السبت القادم 27/04/2019.

ومع كل انعقاد وقبله مباشرة تتصاعد الهجمة عليه من القريب والبعيد في محاولة ليست فقط لإفشاله بل لإجهاضه تماماً .

نعم هناك ملاحظات وانتقادات واعتراضات ومن جهات كثيرة – وأنا منهم – لكن الهدف هو التطوير والتحسين والرقي بالمؤتمر لا الطعن أو التشكيك فيه.

لم تدخر القوى المعادية للحق الفلسطيني جهداً عاماً بعد عام للضرب بمصداقيته والتشكيك بالقائمين عليه وتشويه هدفه والتسخيف من إنجازاته والتحريض عليه.

يثيرون التساؤلات المقصودة بعينها: من وراء المؤتمر؟ من أي يتم تمويله؟ لأي جهة يتبع؟ ماذا حقق غير تبذير الأموال؟ أليست الأموال من حق الكل الفلسطيني؟ ما الهدف منه؟ أليس تكراراً مملاً عاماً بعد عام؟ وغيرها من التساؤلات – التي بالمناسبة يحق لأي كان ان يسألها .

لست من القائمين على المؤتمر ولم أكن يوماً ضيفاً رئيسياً فيه، ولدي الكثير من الملاحظات والاعتراضات وصلت حد الإعلان عن مقاطعته عام 2014 في باريس لأسباب نشرتها في حينها، لكني حضرته بعد أن حاول المتصيدون في الماء العكر استخدام ذلك للتشكيك والطعن في المؤتمر والقائمين عليه، ولم أشارك فيه في السنوات الثلاثة الماضية لأسباب شخصية وموضوعية – أهمها دعوة من يفرطون بحق العودة علناً للمشاركة من باب الحرص على مشاركة جميع الأطراف كما يشير القائمون على المؤتمر.

رغم ذلك ومن خلال مشاركاتي السابقة ومتابعتي للتفاصيل يمكن القول:

المؤتمر له أمانة عامة مستقلة معروفة الأسماء والصفات والعناوين، ليست تابعة لي فصيل أو مؤسسة أو منظمة داخل أو خارج القارة الأوروبية.

أشهد شخصياً أن القائمين على المؤتمر لا يتوقفوا بلا كلل أو ملل ومنذ انطلاق المؤتمر عام 2003 ويعملون ليل نهار لإنجاح المؤتمر وتثبيت هدفه في حق العودة لكل أبناء الشعب الفلسطيني.

تمويل المؤتمر يتم من قبل ميسوري الحال من الفلسطينيين من خلال تبرعات غير مشروطة، وهي خاضعة للقوانين والرقابة الأوروبية، التي لن تتوانى عن محاسبة أي خلل أو تلاعب.

يحاول البعض تضخيم ميزانية المؤتمر ليجعلها من 5 أصفار أو أكثر وهذا مجافٍ تماماً للحقيقة ولا يمت للواقع بصلة.

المؤتمر ليس فقط الأكبر حشداً خارج فلسطين لكنه بات الوحيد في ظل الضعف العربي والفلسطيني.

الهدف الرئيسي للمؤتمر وعنوانه وشعاره المعلن هو تمسك الشعب الفلسطيني بحق العودة المقدس والمطلق للاجئين ونسلهم إلى ديارهم الأصلية.

هذا بالتأكيد يعني وبالضرورة التكرار في الخطابات والمحاضرات والورش، لكنه أيضاً يحتاج إلى إبداع لتفادي الرتابة المملة أحياناً.

ما زال المؤتمر ورغم ما يتعرض له يجذب آلاف الفلسطينيين من أنحاء القارة الأوروبية، يشاركون على حسابهم الشخصي – مواصلات وإقامة ومأكل ومشرب – ليأكدوا مرة أخرى على حقهم غير القابل للتصرف أو التفريط.

المؤتمر هذا العام ليس استثناء ويتعرض أيضاً لمحاولات الطعن والتشكيك، يشارك فيها وبكل أسف أطرافاً فلسطينية – أو محسوبة على الشعب الفلسطيني – يداً بيد مع اللوبي المعادي للحق الفلسطيني.

في ظل ما يُروج عن صفقة القرن والتي في قلبها تصفية قضية اللاجئين وحق العودة، تزداد أهمية مؤتمر فلسطينيي أوروبا والمشاركة فيه، واصبح ضرورة وواجب .

عليه فإن كل من يستطيع المشاركة، ولو بكلمة عن بعد – فليفعل، رداً على المزاودين والمشككين والمحبطين، لنقف جميعاً صفاً واحداً ضد ما يعد له لتصفية أهم مكونات قضيتنا، ألا وهو حق العودة المقدس وغير القابل للتصرف أو التفريط.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى