“الاخوان” المصريون يخوضون سباقاً تنافسياً مع السيسي للاستئثار بالقلب الامريكي
مع قدوم فصل الربيع إلى واشنطن، ومن العلامات المؤكدة على تغير الفصول في العاصمة الأميركية، يبدأ العرض السنوي لجماعات ضغط المتطرفين، الذين يأتون في شهري مارس وأبريل الى قلب الديمقراطية الغربية للدعوة، في ظل مظهر المدافعين عن حقوق الإنسان، الى تفهم انتماءاتهم، ولتشويه المعتقدات التي يحملها المسلمون العاديون، بحسب ما جاء في مقال هاني غرابة الكاتب في منظمة Islamist Watch، أحد مشروعات منتدى الشرق الأوسط.
قبل أسبوع واحد فقط من نزول الإخوان وأتباعهم من الأميركيين إلى الكابيتول للضغط من أجل السياسات الصديقة لجماعات الإسلام السياسي خلال اليوم الوطني الخامس للدعوة الإسلامية، قام حلفاؤهم المصريون من الإخوان بنفس الخطوة. ففي 24 و25 مارس/اذار، تم الاحتفال بيوم الدعوة لمصر في واشنطن العاصمة برعاية عضو الكونغرس الديمقراطي توم مالينوفسكي، وتجمع النشطاء المصريون وجماعات الضغط الغربية لحقوق الإنسان لتحذير صناع السياسة من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ولتشجيع الحكومة الأميركية على ضمان قيام مصر “بدعم المبدأ الديمقراطي المتمثل في النقل السلمي للسلطة”.
وكان ممثلو منظمات حقوق الإنسان البارزة “هيومان رايتس ووتش”، و”مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط”، و”حقوق الإنسان أولاً” سعداء بالمشاركة في هذا الجهد، على ما يبدو غير مهتمين بأن منظمي يوم الضغط هذا هم مسؤولون بارزون في حركة الإخوان المسلمين المصرية، التي أزيحت من السلطة في عام 2013 في أعقاب احتجاجات هائلة ضد إساءتها استخدام السلطة.
إن الهيئة المنظمة الرئيسية، التي تقف وراء يوم الدعوة هي “مبادرة الحرية” وهي مجموعة أسسها الناشط البارز في جماعة الإخوان المسلمين محمد سلطان، والذي سُجن في مصر لما يقرب من عامين بتهم تتعلق بالإرهاب، حتى ضغط الرئيس أوباما على سلطات القاهرة لإطلاق سراحه في عام 2015.
وبينما يزعم النقاد أن سلطان كان ضحية للاضطهاد السياسي، الا ان لديه تاريخا طويلا من المشاركة في الجهود لدعم نشاطات الجماعات المتطرفة في كل من الولايات المتحدة ومصر، معربًا بصراحة عن الدعم لجماعة حماس المصنفة جماعة إرهابية، وقيادة الهتافات التي تشيد بقتل اليهود.
من بين الرعاة الآخرين وأنصار يوم الدعوة لمصر “المنتدى المصري لحقوق الإنسان”، والذي يعد سلطان من بين مؤسسيه.
وفي السنوات السابقة، شاركت منظمة “المصريون الأميركيون من أجل الحرية والعدالة”، وهي تعد وكيلا مصريا رئيسيا للإخوان المسلمين في أميركا، والتي شاركت بشكل وثيق في يوم الدفاع عن مصر السنوي.
وهذا العام، شارك مسؤولو هذه المنظمة في يوم الضغط، ولكن لم يتم العثور على اسمها وشعارها في الأدبيات الرسمية.
وربما يكون هذا نتيجة لسلسلة من المقالات والتقارير، التي تكشف عن تطرفها، وبخاصة مسؤوليها الرئيسيين هاني القاضي وآيات عرابي.
ومن الغريب، على سبيل المثال، ما نشره “مشروع الديمقراطية في الشرق الأوسط”، الذي قام بدور الراعي ليوم الدفاع عن مصر هذا العام، على موقعه الإلكتروني، من أن “عددًا من الخبراء في جماعة الإخوان المسلمين تحدثوا فيما يتعلق بـجهود الضغط بشأن “المصريون الأميركيون من أجل الحرية والعدالة” وأدانوا آراء آيات عرابي على وجه الخصوص.
وعلى تويتر، أشار المحلل مختار عوض إلى آيات عرابي باعتبارها “مجنونة طائفية مزعجة.” كما نشر عواد فيديو عن آيات عرابي تدعو فيه إلى شن حملة مقاطعة اقتصادية للشركات المسيحية.
وفي الأيام والأسابيع التي تلت يوم الدعوة لمصر، عقدت منظمة “المصريون الأميركيون من أجل الحرية والعدالة” اجتماعات أخرى مع موظفي الكونغرس وصناع السياسة، للتعبير عن دعمهم لرئيس الإخوان المسلمين المخلوع محمد مرسي، وتشجيع المشرعين على إجبار الحكومة المصرية على الإفراج عن “السجناء السياسيين”، أي نشطاء الإخوان المسلمين المسجونين. يزعم أحد التقارير أن منظمة “المصريون الأميركيون من أجل الحرية والعدالة” قد التقت حتى مع المرشحة الرئاسية الديمقراطية إليزابيث وارين.
وترأس وفد المنظمة هاني القاضي، وهو ناشط مقيم في نيوجيرسي، ويشار إليه في وسائل الإعلام العربية بأنه “زعيم” للإخوان المسلمين في أميركا. ويدعم القاضي علانية المنظمات الجهادية العنيفة في مصر، وينشر بشكل روتيني خطابًا معاديًا للسامية، ومؤيدًا لتيار الإسلام السياسي على حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكان القاضي مؤيدًا بشكل خاص لمحمد كمال، الزعيم الجهادي الراحل للمنظمات التي صنفتها الولايات المتحدة جماعات إرهابية، وهي “لواء الثورة” و”حسم”. وقتل كمال في تبادل لإطلاق النار مع الشرطة المصرية في أكتوبر/تشرين الاول 2016.
وإلى جانب الناشطة آيات عرابي، فقد رافق القاضي كل من عمرو دراج وأحمد شحاتة، ومن المعروف أن دراج مطلوب من السلطات المصرية بتهمة تنسيق النشاط الإرهابي في مصر من منزله في تركيا. أما شحاتة فهو ناشط إسلامي بارز في أميركا، يعمل عن كثب مع منظمة “المصريين الأميركيين من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان”، وهي وكيل مصري آخر للإخوان المسلمين، بالإضافة إلى جمعية الإغاثة الإسلامية الدولية الخيرية والمنظمة المجتمعية “المجتمع الأميركي المسلم”، وكلتاهما من المؤسسات الرائدة التابعة لجماعة الإخوان المسلمين، التي أثرت على الحركة الإسلاموية في أميركا.
أثارت زيارة الرئيس السيسي لواشنطن في 9 أبريل/نيسان ردًا غاضبًا من نشطاء الإخوان المسلمين المشاركين في كل أنشطة الضغط الأخيرة.