اصدار جديد.. كتاب المجلات الثقافية الرقمية

لندن – صدر حديثا كتاب يوثق إحدى التجارب العربية المهمة في النشر الثقافي الرقمي، وهو من تأليف د. عدلي الهواري. عنوان الكتاب «المجلات الثقافية الرقمية: تجربة عود الند، 2006-2019». يسلط الكتاب الضوء على خلفية صدور «عود الند» مذ كانت فكرة في زمن النشر الورقي، وتطورها بعد انتشار الإنترنت، ثم صدور «عود الند» كمجلة إلكترونية استهدفت في البداية الشابات والشبان المبتدئين، الذين أظهر النشر الإلكتروني خللا كبيرا في تمكنهم من اللغة العربية.

يتطرق المؤلف إلى سياسات النشر في المجلة، ومنها عدم نشر الشعر إلا في سياق بحوث أو قراءات لدواوين أو قصائد، والموقف تجاه نشر مواد مكتوبة بالعاميات، وتجاه المواد المترجمة، ومسائل أخرى. ويشرح المؤلف أسباب عدم نشر المواد السياسية والدينية، والإصرار على نشر المواد الجديدة فقط المرسلة للنشر الحصري في المجلة.

يقول الهواري: «سبحت «عود الند» عكس تيار الرداءة الذي اكتسح النشر الإلكتروني بتطبيقها معايير جودة على ما تنشر، وتعزيز صفة المجلة كإصدار دوري وليس موقعا يتجدد في كل وقت. وتكللت خطوات ترسيخ هذه الصفة بحصول «عود الند» على رقم التصنيف الدولي للدوريات (ISSN 1756-4212)، بعد نحو عام ونصف من الصدور. ورغم استهدافها الهواة في البداية، جذبت المجلة الأساتذة الجامعيين وغيرهم من الساعين إلى النشر في منبر ثقافي راق وفق سياسة نشر معلنة لا تدخل في اعتباراتها المعرفة الشخصية أو الانتماءات الأيديولوجية».

يتضمن الكتاب ملاحظات عامة على ما نشر في المجلة منذ تأسيسها، وتعليقا على المشهد الثقافي العربي. ويتطرق إلى مسألة أرشفة المحتوى الإلكتروني وغياب مؤسسة تعنى بذلك في العالم العربي. ويتحدث عن التكاليف المالية المباشرة لتأسيس وإدارة مجلة إلكترونية، والمهارات اللغوية والصحفية والتحريرية، إضافة إلى مهارات تقنية أساسية.

بالإضافة إلى الأهمية التوثيقية، يلبي الكتاب حاجة المهتمين بالأدب الرقمي إلى مرجع تناقش فيه قضايا ذات صلة بالأدب والثقافة عموما، والجانب المتعلق بالمنشور رقميا، فقد نشأ مجال دراسي ونقدي جديد يهتم بدارسة الأدب الرقمي في الدول العربية. ولذا يعد الكتاب إضافة مبكرة ومهمة إلى هذا المجال حديث النشأة.

يقول المؤلف: «دخلت مجلة «عود الند» ميدان النشر الإلكتروني في وقت كان يشهد الكثير من النقاشات حول جودة النشر الإلكتروني مقارنة بما ينشر في الكتب والمجلات والصحف الورقية. وكانت القناعة متجذرة بأن النشر الورقي هو الأصل وله الديمومة، والإلكتروني ظاهرة مؤقتة وستزول. ولكن «عود الند» أصرت على نشر محتوى رقمي جيد، وكسبت الرهان على ديمومة النشر الإلكتروني، الذي رجحت الكفة لصالحه، وأخرج العديد من الصحف والمجلات من ميدان النشر الورقي».

وعلاوة على تجسيد نموذج نشر رقمي راق، جسدت «عود الند» نموذج المنبر الثقافي المستقل ماليا، فالمجلة لم تحصل على تمويل من أي جهة، وحرصت على عدم وجود إعلانات في موقعها، واقتصر الهدف من النشر على خدمة الثقافة، وليس خدمتها والحصول على دخل مالي في الوقت نفسه. وتبنت «عود الند» أسلوب المصادر المفتوحة، ولذا لا يوجد في المجلة قيود على تصفح أي من أعدادها، ولا تشترط التسجيل في موقعها للتمكن من الاطلاع على موادها.

ويتضمن الكتاب قائمة بأسماء الكاتبات والكتاب في المجلة، وقائمة أخرى بأسماء الفنانات والفنانين التشكيليين الذي زينت أعمالهم أعداد المجلة بعد الحصول على موافقتهم على ذلك.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى