لا مستحيل امام ارادة الشعب الصادقة
بقلم : د. زيد احمد موسى المحيسن

اذا الشعب يوما اراد الحياة فلا بد ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي ولا بد للقيد ان ينكسر
الشعوب الفاقد للارادة الصادقة هم اشقى البشر، فهم العاجزون الذين لا يعرفوا ان يشخصوا امراضهم بشجاعة، يموتون نتيجة تناولهم الدواء الخطأ ويكونون لقمة صائغة لاستبداد الطغاة والغزاة.. لهذا فان الاعمال والانجازات وحتى الانتفاضات والثورات الشعبية لا تتحقق بالتمنيات، انما بالارادة الصادقة والحزم قبل العزم لدى هذه الشعوب.
لهذا.. لامستحيل تحت الشمس، فالانظمة العربية التي تدور في الفلك الامريكي وتعمل ضد ارادة شعوبها في السر والعلن مصيرها الزوال.. فالشعب الصادق في ارادته واهدافه واضحه المعالم تدفعه الارادة الى الامام، والى طريق النجاح والانجاز، وتمنعه هذه الارادة من التوقف او التراجع الى الخلف.
يظن قادة الانظمة العربية المتأمركة والمتأمرة على شعوبها ان حضن اميركا دافي – و فيه متسع لهم – ونسوا او تغابوا بان المتغطي بامريكا دائما بردان، وان امريكا ليس لها اصدقاء بل لها مصالح في المنطقة العربية : البترول والثروات والاسواق، فالصداقة ليست اصيلة في ذهنية رعاة البقر قاتلي الشعوب ومغتصبي الارض والانسان.
لهذا فالشعب الحي والذي يملك الارادة القوية لابد ان يستجيب له القدر ، مثله مثل السمكه القوية التي وحدها تقدر على السباحة عكس التيار، بينما السمكه الميته كالشعب العاجز يمكن ان يطفوا على السطح ويصبح مفعولاً به وليس فاعلاً او مساهماً في الانجاز والبناء الحضاري والانساني.
قوة الارادة تصنع المعجزات وتهزم البنادق والدولارات، ولنا في دول الربيع الديمقراطي خير شاهد وخير دليل.. وهنا نهمس في اذن القادة العرب الذين جعلوا قبلتهم الاولى رضى البيت الابيض بدل رضى بيت الله الحرم والاقصى ، وخانوا العهود والمواثيق مع شعوبهم – من اجل ارضاء سيد البيت الابيض- نقول لهم بصوت عالٍ ان من يتعامل مع امريكا على حساب وتطلعات شعبه كالذي يتعامل مع الفحم لايناله الا سواد الوجه واليدين … ولقد اعذر من انذر وانصف من حذر .