الجيش السوداني يقرر صباح اليوم اقالة الرئيس البشير وتحديد اقامته بعد محاولته الهرب، واعتقال عدد من كبار مساعديه

قالت مصادر صحافية سودانية لقناة الميادين إن الجيش السوداني قد قرر إقالة الرئيس البشير من جميع مناصبه، وإقالة نوابه ومساعديه وحكومته.
وأضافت أنه من المتوقع أن تعلن القوات المسلحة السودانية انشاء مجلس عسكري ليشرف على مرحلة انتقالية قد تبلغ عاماً واحداً، مشيرة إلى أن ما حصل في السودان اليوم هو انقلاب عسكري على البشير.
وأفادت المصادر الصحفية السودانية للميادين بانتشار مكثف للجيش السوداني في شوارع العاصمة الخرطوم.
تزامن ذلك مع دعوات تجمع المهنيين للمحتجين في الميدان بعدم مبارحة ساحة الاعتصام حتى صدور بيان من قوى إعلان الحرية والتغيير، والتظاهر حتى تحقيق المطالب كاملة، مشدداً على أن الأهداف تؤكد على التحول الثوري من الأنظمة القديمة وفتح الطريق أمام دولة العدالة.
كما دعت قوى الحرية والتغيير للتوجه إلى قيادة قوات الشعب المسلحة حيث “الاعتصام العظيم”.
وقالت وسائل اعلام سودانية إن الجيش كثف انتشاره في محيط هيئة الإذاعة والتلفزيون في الخرطوم، بعد أن كانت الإذاعة والتلفزة في السودان قد أوقفا بث البرامج الاعتيادية وأعلنا انتظار بث بيان من القوات المسلحة.
وفي وقت لاحق قالت مصادر سودانية مطلعة اليوم الخميس، إن الجيش السوداني اتخذ قرارا بعزل الرئيس السوداني عمر البشير، وأبلغه بالتزام بيته، عقب اجتماع جرى فجر اليوم. بحسب الجزيرة، فيما تحتشد جماهير غفيرة أمام مقر الجيش ترقبا لصدور بيان عنه.
وقالت المصادر إن الجيش اعتقل رئيس حزب المؤتمر الوطني أحمد هارون، والنائب السابق للبشير، علي عثمان طه، ووزير الطاقة عوض الجاز، وعبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع السابق، فيما لم يعرف بعد مصير البشير، وسط أنباء تقول إنه وضع تحت الاقامة الجبرية.
وأعلن الجيش السوداني، أنه سيبث بيانا مهما للشعب السوداني قربيا، دون تحديد موعده، فيما قالت وسائل إعلام محلية وناشطون إن مجموعة كبيرة من ضباطه دخلوا مقر الإذاعة الرسمية.
هذا وقد أعلنت مصادر إعلام سودانية عن سماع دوي إطلاق نار في محيط مقر القيادة العامة للجيش السوداني، حيث تمت السيطرة على الوضع وعاد الهدوء إلى المنطقة.
وذكر موقع “المشهد السوداني” أن إطلاق النار في محيط اعتصام مقر القيادة العامة للجيش السوداني كان وراءه ضباط وعسكريون يؤيدون الرئيس المقال عمر البشير.
وأضاف الموقع أن الجيش السوداني تمكن من توقيف هؤلاء العسكريين وضبط الأمن في المنطقة.
وأكد شهود عيان للموقع استمرار توافد المحتجين إلى مقر القيادة العامة للجيش السوداني ومطالبتهم الجيش بتنحية البشير عن الحكم.
كما أفادت وسائل إعلام سودانية عن قيام شبان بحماية المعتصمين من خلال تأمين ساحة الاعتصام بجانب قوات الجيش من خلال تفتيش المتوافدين إلى الساحة لضمان أمن المعتصمين، ومنع أية اختلالات مفتعلة قد تحدث.
وفي نبأ مفاجئ لوكالة الاناضول التركية قالت ان حدة الخلافات قد تصاعدت داخل قيادة الجيش السوداني، اليوم الخميس، حول رئاسة المرحلة الانتقالية المقبلة بعد رحيل الرئيس عمر البشير.
وكشفت مصادر سياسية مطلعة للأناضول، أن الفريق أول عوض بن عوف النائب الأول للرئيس عمر البشير أقنع الأخير بالتخلي عن الحكم، على أن يتولى هو رئاسة المرحلة الانتقالية والمجلس العسكري.
غير أن تيارا قويا داخل قيادة الجيش لا يجده الشخص المناسب للمرحلة المقبلة، بحسب المصادر ذاتها.
ويكتنف الغموض الترشيح لرئيس للمجلس العسكري حاليا، فيما راجت أنباء أن من الشخصيات المطروحة للقيادة، المفتش العام للقوات المسلحة عبد الفتاح برهان، وقائد القوات البحرية عبد الرحمن المطري.
ويرى هذان القياديان أن الشعب سيرفض بن عوف أو كل من له صلة قوية بالنظام السابق.
وراجت توقعات داخل أوساط سياسية وعسكرية سودانية بأن يطرح اسم جديد في الساعات المقبلة لتولي رئاسة المرحلة الانتقالية.
ومن جانبها زعمت صحيفة “الراكوبة” السودانية بأن الرئيس السوداني عمر البشير، حاول ليلة أمس “الهرب” إلى دولة عربية، فيما أشارت أخرى إلى أنه تم منع طائرته من الإقلاع من مطار الخرطوم.
ونقلت الصحيفة عن مصادر “مطلعه”، أن “الرئيس عمر البشير حاول ليلة الخميس الهرب إلى دولة عربية منحته فرصة اللجوء إليها، ولكن تلك الدولة قامت لاحقا بسحب دعوتها ورفضت استضافته، لذلك لم يجد أمامه شيئا سوى البقاء”.
“الراكوبة” كانت قد ذكرت قبل يومين، أن دولة خليجية “تتخذ مواقف وسطيه دائمة”، عرضت إرسال طائرة خاصة لنقل الرئيس البشير وعائلته إليها، مشيرة إلى أن الطائرة ظلت مرابطة في مطار الخرطوم ثم غادرت.
من جانبها، نقلت صحيفة “سودافاكس” أن القوات المسلحة أعادت طائرة الرئيس البشير قبل إقلاعها من مطار الخرطوم، وأن الدولة التي عرضت استضافته قد تراجعت عن عرضها.
وتأتي هذه التقارير وسط أنباء تحدثت عن تنحي الرئيس عمر البشير عن السلطة ومشاورات تحضيرية لتولي مجلس عسكري انتقالي مقاليد السلطة في البلاد.