وسط رفض واحتجاجات شعبية.. البرلمان الجزائري يعيّن اليوم عبد القادر بن صالح رئيساً مؤقتاً للبلاد

الجزائر- أ ف ب

 

عيّن البرلمان الجزائري اليوم الثلاثاء، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح رئيسا مؤقتا للبلاد.

فقد افتتح البرلمان اليوم الثلاثاء جلسة مخصصة لتعيين خليفة للرئيس المستقيل عبد العزيز بوتفليقة يفترض أن يكون، بحسب الدستور، رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، لكن الجزائريين الذين يتظاهرون منذ أكثر من شهر يرفضون هذا التعيين ولو لفترة انتقالية، مطالبين برحيل كل أركان نظام بوتفليقة.

وبعد أكثر من شهر من الاحتجاجات غير المسبوقة في كل أنحاء البلاد، اضطر بوتفليقة إلى الاستقالة في الثاني من نيسان/أبريل تحت ضغط الشارع وضغط الجيش الذي طالب بتنحيه الفوري.

وحكم بوتفليقة (82 عاما) الجزائر لنحو 20 سنة، بينها سبع سنوات وهو مريض بعد إصابته بجلطة في الدماغ في 2013. وفجرت رغبته بالترشح لولاية خامسة إلى الانتخابات الرئاسية التي كانت مقررة في 18 نيسان/أبريل، على الرغم من مرضه، تظاهرات حاشدة ورفضا واسعا.

وبعد أسبوع من استقالته يجتمع البرلمان بغرفتيه، المجلس الشعبي الوطني ومجلس الأمة، صباح اليوم الثلاثاء لمعاينة “شغور” رئاسة الدولة.

وبحسب الدستور، يتولى رئيس مجلس الأمة “مهام رئيس الدولة لمدّة أقصاها 90 يوما، تنظم خلالها انتخابات رئاسية. ولا يحق لرئيس الدولة المعين بهذه الطريقة أن يترشح لرئاسة الجمهورية”.

وقررت “حركة مجتمع السلم” الإسلامية المعارضة (34 نائبا من 462) مقاطعة جلسة البرلمان، معتبرة حضورها “تثبيتا تلقائيا للسيد عبد القادر بن صالح كرئيس للدولة وهو موقف مخالف لمطالب الشعب المعبر عنه بوضوح في الحراك”.

وقد ساد الهدوء صباحا العاصمة الجزائرية، بينما كان المواطنون يتجهون الى أعمالهم، والمتاجر تفتح أبوابها كالعادة.

ويرفض المتظاهرون الذين يتجمعون بمئات الآلاف منذ أكثر من شهر كل يوم جمعة خصوصا في كل أنحاء البلاد، أن تتولى شخصيات مرتبطة ببوتفليقة وعلى رأسها بن صالح قيادة المرحلة الانتقالية.

ومن فوره، قال الرئيس الجزائري المؤقت، إن ”الواجب الوطني يفرض عليه تحمل المسؤولية الثقيلة، في ظروف استثنائية تمر بها بلاده، بعد تنحي رئيس البلاد عبد العزيز بوتفليقة عن السلطة، في الثاني من أبريل/نيسان“.

وشكر بن صالح في خطاب مقتضب، أعضاء البرلمان الجزائري على تحليهم بما وصفه بـ ”حس وطني رفيع وروح مسؤولية عالية“، داعيًا الجميع إلى التجند لتوفير الظروف لإنجاح الفترة الانتقالية.

وذكر بن صالح، أن ”الجزائر تعيش لحظة تاريخية من حياة الأمة، وسنصغي بإجلال لصوت الشعب الجزائري“، متعهدًا القيام بواجبه في إطار الدستور.

وحيا الرئيس الجزائري المؤقت قوات الجيش والأمن على ما تبذله من جهود لحماية البلاد، مبرزًا أهمية ضمان السير الحسن للمرحلة الانتقالية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى