هل حقا ان العلماء ورثة الانبياء في هذا العصر ؟!
بقلم : د. زيد احمد موسى المحيسن

تعلمنا من السياق التاريخي ان العلماء الربانيين هم سراة الامة وقت المنشط والمكره، وهم القناديل والمنارات التي تهدي الجماهير الى الطريق السوي، وهم حملة البنادق وروح الامة النضالي والمقاوم في فترة الاستعمار الغربي لبلادنا، وهم قبل هذا وذاك الصادعون بكلمة الحق في وجه الظلم والاستعباد ضد الطغاة من حكام الشرق والغرب.
ولكن في هذا العصر الماسوني والصهيوني والبتردولار تراجع دورهم التوعوي والنضالي، وغابوا عن المشهد الحضاري والانساني والوطني، واصبحوا بافعالهم واقوالهم يشكلون جزءا كبير من مشكلة العصر وافة الانحدار القيمي والاخلاقي الذي نحن فية.
لقد تركوا الامة وحيدة تتخبط في دياجير الجهل والفتن والظلام، واهتموا بارضاء السلاطين واثروا الحياة الرغيدة على حساب كلمة الحق .. فوعاظ السلاطين – اوكما يطلق عليهم في هذا العصرعلماء البلاط – تركوا الطغاة يفعلون مايشاؤون، واصبحوا يصبون جل غضبهم واهتمامهم على الفقراء فيبحثون عن زلاتهم وينذرونهم بالويل والثبور .
يقول الامام علي- كرم الله وجهه – اذا رايت العلماء على ابواب الملوك فقل بئس العلماء، واذا رايت الملوك على ابواب العلماء فقل نعم الملوك ونعم العلماء.. ان الانحدار الاخلاقي الذي اصاب امتنا العربية و الشرذمة في منظومة القيم لدينا ما هو الا نتاج “تقصير في الواجب” من قبل علمائنا الذين باعونا بثمن بخس ، بعد ان باعوا واجباتهم و ضمائرهم لعرض دنيوي زائل على حساب الامة ومقدراتها ونهضتها وعزتها .
لقد شغلهم التفكير في كيفية تعبئة البطون والجيوب على حساب كرامة الانسان وعقله وعزته ، ونسوا دورهم الطليعي في نهضة الامة وتقدمها.. فايها العلماء ياملح البلد ، من يصلح الملح اذا الملح فسد !؟فالامة بلا علماء كجسد بلا روح – ومركب بلا شراع – وجيش بلا قائد – ومقاتل بلا سلاح ط.
ايها العلماء اذا كانت قضية القدس وفلسطين والدماء التي تنزف في الوطن العربي لا تحرك مشاعركم فماذا يحركها اذن !!!ايها العلماء عودوا الى رشدكم والى هموم وقضايا شعوبكم – وتولوا زمام المبادرة في العمل والتغيير الايجابي نحو وحدة الامة ونهضتها وعزتها – حتى تستحقون بجدارة قول الرسول (صلعم) – انكم ورثة الانبياء .