ترامب يهيننا ويبتزّنا ويقدّم أجزاء من وطننا هدايا لنتنياهو وغيره!

يحق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب ” صديق” الحكام العرب الودود وعدو شعبنا العربي اللدود، أن يقدّم مرتفعات الجولان هديّة لنتنياهو والصهاينة، ويهيننا شعوبا وحكّاما، ويدوس على رؤوسنا كما يشاء، ويهدي أجزاء من وطننا لمن يشاء؛ ولماذا لا يفعل ذلك؟ فحكّامنا يسبّحون بحمده، ويدفعون له مئات المليارات من الدولارات” خوّة ” وثمن أسلحة لا تستعمل إلا في قتل العرب والمسلمين، ويتآمرون معه لإذلال واسكات شعوبهم وبيع فلسطين والقدس والاعتداء على إيران خدمة لمصالح بلاده، وحفاظا على أمن إسرائيل، ودعما لمخطّطاتها التوسعيّة.

إن اعتراف ترامب بضم هضبة الجولان المحتلة لإسرائيل واعتبارها أراض إسرائيلية، يتناقض مع موقف دول العالم التي تعتبرها جزءا محتلا من الأراضي السورية، ويتعارض مع معاهدة جنيف لعام 1947 التي تنصّ على أنه لا يجوز أن يتم تغيير حدود الدول بالقوة، ويعتبر تحديا أمريكيا صارخا للقوانين الدولية، وللأمة العربية، ولكل من يحمل السلاح لمقاومة الهجمة البربرية الأمريكية الإسرائيلية على المنطقة.

لكن لا غرابة في تصرّفات ترامب العدوانية، فالرجل لا يقلّ صهيونية وحقدا على العرب والمسلمين من نتنياهو، بل إنه ينفذ سياسات نتنياهو واليمين الصهيوني المتطرّف التي بدأها بالاعتراف بالقدس ” عاصمة أبدية لإسرائيل” ونقل السفارة اليها دون اعتبار لحلفائه الحكام العرب الذين يأتمرون بأوامره، ودون وجل أو خوف من الشعب العربي والشعوب الإسلامية.

ترامب ونتنياهو وقادة العالم يعلمون أن الدول العربية سترد على هذا التحدي الأمريكي الإسرائيلي المذل … بقرع طبول الاستنكار والشجب والإدانة المعتادة … التي لا يهتم بها العالم لأنها ” جعجعة بلا طحن”، وإنها، أي الأنظمة العربية، لن تفعل شيئا ردا على قرارات إدارة ترامب المتصهينة لأن أمريكا تتحكم في قرارات الدول الخليجية الغنية مقابل حمايتها، والدول العربية الأخرى الفقيرة لا تستطيع ان تستغني عن المساعدات المالية التي تقدّمها لها مقابل دخولها بيت الطاعة الأمريكي، ومكافاة لها على مساهمتها في حراسة وحماية حدود إسرائيل!

الأنظمة العربية لا تخيف أحدا لأنها أفلست وفقدت مصداقيتها، وأذلّت واحبطت مواطنيها، وتشكّل عبئا على الأمة؛ لو كانت الدول العربية تملك ذرّة من الكرامة لقامت فورا بتخفيض التمثيل الدبلوماسي بينها وبين الولايات المتحدة، وقلّصت التعامل التجاري معها، وشدّدت الإجراءات المتعلقة بدخول الأمريكيين إليها، وقطعت العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وأوقفت التطبيع معها، وأعادت العلاقات مع سوريا، والغت المبادرة العربية للسلام، وأصلحت علاقاتها مع إيران، وحاولت ان تقيم جبهة عربية إسلامية تشمل تركيا وايران والدول العربية للتصدي لإسرائيل ومواجهة العنجهيّة الأمريكية.

نحن أمّة عربية بلا كرامة يحكمها أشباه رجال لا أخلاق ولا مصداقية ولا ضمير لهم، ويزدادون خنوعا وانبطاحا لترامب كلّما أمعن في جلدهم وإهانتهم؛ ألم يقل لهم علنا أنتم بقرة حلوب ويجب أن تدفعوا ثمن حمايتكم وأذعنوا ودفعوا له مئات المليارات التي لو دفعت لدعم فلسطين لما بقي الاحتلال؟ وألم يقل لهم إن دولكم لا تستطيع البقاء أسبوعين بدون حماية أمريكية؟ وماذا حصل بعد أن أهدى فلسطين للصهاينة ونقل سفارته إلى قدسها؟ وما الذي سيحصل بعد أن أهدى الجولان إلى إسرائيل؟ لن يحدث شيئا ما دام هؤلاء الطغاة يتحكّمون بنا، وما دام المثقفون والأحزاب السياسية العربية ومؤسسات المجتمع المدني صامتة وعاجزة عن القيام بدورها، والشعب العربي يغط في نومة أهل الكهف التي طال أمدها!

شكرا لترامب على احتقاره وإذلاله لنا شعوبا وحكاما؛ فقد توقظ إهاناته المتكرّرة شعبنا العربي من سباته، وتفجّر طاقاته الكامنة الهائلة، وتعزّز حركات الرفض والتمرّد والمقاومة التي ستغير واقعنا؛ الشعوب قد تقيّد وتذل وتستكين، لكنها لا تقبل الهوان والظلم والظالمين إلى الأبد، ولهذا فإننا على ثقة بأن شعبنا العربي الطيّب سيستيقظ، ويتمرّد على حكاّمه الخونة، ويستعيد حقوقه وكرامته!

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى