انهيار جديد لليرة يدفع الأتراك للاقبال الشديد على شراء الدولار

ذكرت وكالة “بلومبرغ” الاقتصادية، أن المواطنين والشركات في تركيا اشتروا عملات أجنبية الأسبوع الماضي بقيمة 4 مليارات دولار، وهو اعلى مستوى أسبوعي منذ العام 2012.

وأضافت الوكالة، أن حيازات المواطنين الأتراك والشركات التركية من العملات الأجنبية صعدت بذلك إلى 176 مليار دولار، لتبلغ مستوى قياسيا تاريخيا جديدا.

وقال بيوتر ماتيس، الخبير الاستراتيجي لدى “رابوبنك”، وهي شركة ألمانية للخدمات المالية والمصرفية، إن “انهيار العملة التركية العام الماضي قوض الثقة في الليرة، وبمجرد أن تفقد الثقة فإن استعادتها ستستغرق الكثير من الوقت”.

وتواجه الحكومة التركية معدلات مرتفعة من التضخم، التي تهدر مدخرات الأتراك من الليرة، ويقول خبير اقتصادي: “كي يغير المستثمرون المحليون موقفهم ويخففون من طلبهم على العملات الأجنبية، فإنهم بحاجة إلى رؤية الليرة مستقرة، ولكي يحدث ذلك يجب أن ينخفض ​​التضخم بطريقة مستدامة، وليس من خلال إجبار تجار التجزئة على خفض الأسعار”.

وتعاني تركيا منذ العام الماضي من أزمة مالية مع نقص في موارد النقد الأجنبي، ما أدى إلى تراجع حاد في سعر الليرة التركية أمام الدولار ودفع السلطات المالية والنقدية في البلاد إلى اتخاذ الكثير من الإجراءات.

وفي محاولة لتخفيف وطأة التضخم على شريحة السكان الأكثر فقرا، قامت الحكومة التركية بفتح أكشاك لبيع سلع بأسعار مخفضة لإبعاد الفقراء عن تأثير انهيار العملة في العام الماضي.

ووفقا لبيانات موقع “بلومبرغ” فقد تراجعت العملة التركية من 5.2693 ليرة للدولار سجلتها مطلع العام الجاري، ليتم تداولها امس الجمعة عند 5.46 ليرة للدولار.

هذا وقد أصبحت سلسلة مطاعم شهيرة في تركيا ضحية لهذه الازمة الاقتصادية الخانقة ، حيث ادت لتراكم الديون على العديد من الشركات نتيجة انهيار الليرة التركية.

وتمتلك شركة دوغاس هولدنغ تلك السلسلة المتخصصة في شرائح اللحم والتي تجتذب نجوم السينما والرياضة العالميين بمن فيهم ليونيل ميسي، ويديرها الشيف التركي المعروف نصرت غوكسي الذي يشتهر باسم ”سالت بيه“.

وترزح شركة دوغاس، التي يمتلكها الملياردير التركي فريد ساهانك، تحت وطأة تراكم الديون بسبب انهيار الليرة التركية العام الماضي، وتسعى حاليًا إلى تسديد ديون بالعملة الصعبة وإعادة جدولة قروض حصلت عليها من أجل الاستثمار في قطاع الضيافة المحلي على الرغم من المشكلات الاقتصادية في تركيا.

وأشار موقع ”بيزنس إنسايدر“ الأمريكي للأخبار المالية إلى أن الشركة وقعت اتفاقًا مع المقرضين أواخر العام الماضي لإعادة جدولة ديون تبلغ نحو 2.5 مليار دولار، إلا أنها لا تزال ترزح تحت وطأة ديون ضخمة مستحقة للعام الحالي.

ولفت إلى أن مطلوبات الشركة قفزت بنحو 17% إلى 28.6 مليار ليرة (5.2 مليار دولار) بنهاية العام الماضي، مضيفأ أنها ”واحدة من الكثير من الشركات التركية التي تجاهد لتسديد ديون بالدولار الأمريكي بعد انهيار الليرة.“

ووفقًا للتقرير، فإن سلسلة المطاعم تمتلك فروعًا في أبو ظبي ودبي والدوحة ونيويورك وميامي، وأن الشركة تبيع حاليًا بعض أصولها بسرعة لتسديد ديونها.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى