مانفيستو الارهابي الأسترالي الابيض
بقلم : محمد سيف الدولة/ القاهرة
قرأت المانفيستو (الميثاق) الذى كتبه ونشره الارهابي الاسترالي الابيض والذي قتل بدم بارد خمسين من المصلين فى مساجد نيوزيلاندا، والذى اصدره فى حوالى74 صفحة، وقمت باختصاره الى ما يقرب من 1000 كلمة، والعمل على ابراز اهم ما ورد فيه من نظريات وافكار ورؤى شديدة العنصرية والاضطراب، بعد أن قمت باعادة ترتيب كلامه وتصنيفه الى ثلاثة عناوين رئيسية:
1) ارهابى وأفتخر.
2) أزل الغزاة، استرد أوروبا.
3) لماذا قتلتهم؟
مستهدفاً من وراء ذلك التنبيه الى هذا الوجه العنصرى والخطير، الذى لا يمثل حالة فردية او ظاهرة شاذة فى الغرب بجناحيه الأوروبى والامريكى، بل قد يكون مستقرا فى عقيدة غالبية صناع السياسات والاستراتيجيات الغربية الاستعمارية تجاهنا وتجاه باقى شعوب العالم، والذين قام قادتهم اليوم بادانة جريمة نيوزيلاندا، رغم انهم يفعلون مثله كل يوم، ولكن بطرق وأسلحة مختلفة؛ يفعلونها بالطائرات المُسيرة والاباتشى وصفقات السلاح والأحلاف العسكرية والحروب بالوكالة، وبالفيتو وبنهب مقدرات الشعوب وبالاغراق فى القروض والديون، وإسقاط الانظمة الوطنية ودعم الانظمة العميلة، بالاضافة الى عنصريتهم القديمة المجرمة ضد اى بشرة ملونة، سوداء، سمراء، صفراء، وبدعايات الاسلاموفوبيا وغيرها الكثير.
وتُرى كم مليون ضحية سقطت على أيدى أسلاف وأجداد ومعاصرى هذا الارهابى الاسترالى، منذ قرر الغرب العنصرى الابيض غزو العالم منذ خمسة قرون وحتى يومنا هذا؟
***
اولا ـ نعم أنا عنصرى وارهابى وقاتل، وأفتخر:
- نعم ان ما فعلته هو عمل إرهابي، لكنني أعتقد أنه عمل موجه الى قوة محتلة.
- لا اشعر بأى ندم، بل أتمنى أن أقتل المزيد من الغزاة والمزيد من الخونة.
- نعم. انا عنصرى .. وانا ضد الهجرة والمهاجرين .. وانا ضد التنوع.. وانا ضد التسامح، فهو من خصائص الامم الميتة.
- نعم أنا لا أحبهم؛ فانا أكره كل مسلم، رجل أو امرأة يختار غزو أرضنا واستبدال شعبنا.
- نعم انا مناهض للاسلام، ولدى رغبة في الانتقام منه بسبب 1300 عام من الحرب والدمار الذي جلبه على أهل الغرب وشعوب العالم الأخرى.
- اهاجم المسلمين على وجه الخصوص لأنهم المجموعة الأكثر احتقارًا في الغرب، ومهاجمتهم تحصل على أعلى مستوى من الدعم والتأييد. كما أنها واحدة من أقوى مجموعات الغزاة، كما ان لديهم خصوبة عالية.
- ليس بين الغزاة أبرياء، فكل من يستعمر أراضي الشعوب الأخرى يتقاسم الذنب.
- حتى الاطفال ليسوا ابرياء، فأطفال الغزاة لا يبقون أطفالًا، بل يصبحون بالغين ويتكاثرون، ويخلقون المزيد من الغزاة ليحلوا محل شعبك. إنهم يكبرون ويصوتون ضد رغبات شعوبك، من أجل مصالح شعبهم وهويتهم. يكبرون ويأخذون منازل شعبك لأنفسهم، ويشغلون مواقع السلطة، ويستولون على الثروة ..
- أي غازي تقتله، في أي عمر، يعمل على تخفيض أعداد الاعداء الذين سيواجههم أطفالك فى المستقبل.
- إذا كنت ستقتل ستين من الغزاة المسلحين الذين يريدون إلحاق الأذى بأمتك وشعبك، فستكون موضع ترحيب كبطل، لكن اذا قتلت ستين من الغزاة غير المسلحين بعد أن أظهروا الإرادة والنية لإلحاق الأذى بأمتك وشعبك، فسوف يعتبرونك وحشًا.
- إن الغزاة العزل أكثر خطورة على شعبنا من الغزاة المسلحين.
- لا بديل عن العنف والقوة اما الحل الديمقراطى والديمقراطية فهي حكم الغوغاء. والغوغاء نفسها يحكمها أعداؤنا.
- لا توجد أمة في العالم لم يتم تأسيسها أو الحفاظ عليها باستخدام القوة. القوة هي القوة. التاريخ هو تاريخ السلطة. العنف قوة والعنف هو حقيقة التاريخ.
- التنوع هو الضعف، والقوة فى وحدة العرق.
- إقتل أنجيلا ميركل، إقتل أردوغان، إقتل صادق خان.
- إقتل الرئيس التنفيذي لاى شركة تستورد العمالة الرخيصة. النخبة الاقتصادية الذين يكنزون فى جيوبهم الارباح التي يتلقونها من بديلنا العرقي.
- اكسر ظهر اليد العاملة الرخيصة.
- إذا كان الفرد يمتلك أو يسيطر على شركة أو شركة تجارية، ويدافع أو حتى يقبل الاستيراد الجماعي من غير البيض لاستبدال السكان الأوروبيين الأصليين، فيجب تدمير ذلك الخائن.
- ان المنظمات غير الحكومية التى تنقل الغزاة إلى الشواطئ الأوروبية على متن سفنها تشارك مباشرة في الإبادة الجماعية الشعب الأوروبي.
- الاستقرار والراحة هما أعداء التغيير الثوري، لذلك يجب علينا زعزعة استقرار المجتمع وإزعاجه كلما أمكن ذلك.
- اننى من مؤيدى دونالد ترامب كصانع سياسة وقائد ورمز لتجديد الهوية البيضاء.
- أتوقع ان يطلق سراحى من السجن وأتوقع أيضًا الحصول على جائزة نوبل للسلام. ألم يمنحوها للإرهابي نيلسون مانديلا بمجرد أن حقق شعبه النصر وتولى السلطة. وأتوقع أن يتم إطلاق سراحي خلال 27 عامًا من سجني، وهو نفس عدد السنوات التى قضاها مانديلا فى السجن وبسبب “نفس “الجريمة.
***
ثانيا ـ أزل الغزاة، استرد أوروبا.
- أوروبا للأوروبيين والابيض هو الاوروبى الوحيد، ويجب إزالة الغزاة من التربة الأوروبية، بغض النظر عن المكان الذي أتوا منه أو متى أتوا: غجر، أفارقة، هنود، أتراك، ساميون أو غيرهم. طالما لم يكونوا من شعبنا، لكنهم يعيشون في أراضينا، يجب إزالتهم. أزل الغزاة، استرجع أوروبا.
- نشهد غزوًا على مستوى لم يسبق له مثيل في التاريخ. الملايين من الناس يتدفقون عبر حدودنا، بشكل قانوني. بدعوة من الدولة وكيانات الشركات لاستبدال الأشخاص البيض الذين فشلوا في الإنجاب، فشلوا في خلق العمالة الرخيصة والمستهلكين الجدد والقاعدة الضريبية التي تحتاجها الشركات والدول لتزدهر.
- إن أزمة الهجرة الجماعية والخصوبة البديلة هذه هي اعتداء على الشعب الأوروبي، وإن لم يتم مكافحته، فسيؤدي في النهاية إلى الاستبدال العرقي والثقافي الكامل للشعب الأوروبي.
- كل ذلك من خلال الهجرة. هذا هو استبدال العرقية. هذا هو استبدال الثقافة. هذا هو البديل العنصري.
- هذه هى الإبادة الجماعية للعرق الابيض
- الهجرة الجماعية ستحرمنا من حقوقنا وتخريب دولنا، وتدمير مجتمعاتنا، وتدمير روابطنا العرقية، وتدمير ثقافاتنا، وتدمير شعوبنا.
- يجب علينا سحق الهجرة وترحيل هؤلاء الغزاة الذين يعيشون بالفعل على أرضنا. إنها ليست مجرد مسألة ازدهارنا، بل هي ايضا بقاء لشعبنا.
- يجب أن تتغير معدلات المواليد لصالحنا، حتى لو قمنا بترحيل جميع غير الأوروبيين من أرضنا غدًا.
- أتمنى لشعوب العالم المختلفة كل التوفيق بغض النظر عن العرق أو ثقافة الإيمان وأن يعيشوا في سلام ورخاء بين شعوبهم ويمارسون تقاليدهم، ولكن فى بلادهم وليس فى بلادى.
***
ثالثا ـ لماذا قتلتهم؟
- لقد قتلتهم لانهم مجموعة واضحة وكبيرة من الغزاة، من ثقافة ذات معدلات خصوبة أعلى وثقة اجتماعية أعلى وتقاليد قوية تسعى إلى احتلال أرضى وتحل محل شعبي.
- لإظهار للغزاة أن أراضينا لن تكون أبدًا أرضهم، وأن وطننا هو ملكنا، وأنه طالما ظل رجل أبيض، فلن يستطيعوا غزو أرضنا ولن يحلوا محل شعبنا أبدًا.
- للانتقام لمئات الآلاف من الوفيات الناجمة عن الغزاة الأجانب في الأراضي الأوروبية عبر التاريخ.
- للانتقام من استعباد الملايين من الأوروبيين الذين أخرجهم تجار الرقيق الإسلاميين من أراضيهم.
- للانتقام لآلاف الأرواح الأوروبية التي فقدت بسبب الهجمات الإرهابية في جميع أنحاء الأراضي الأوروبية.
- لخفض معدلات الهجرة مباشرة إلى الأراضي الأوروبية عن طريق تخويف وإزالة الغزاة ذاتهم جسديا.
- للتحريض على العنف والانتقام ومزيد من الانقسام بين الشعب الأوروبي والغزاة الذين يحتلون الأراضي الأوروبية حاليًا.
- لإظهار تأثير العمل المباشر؛ قم بإضاءة طريق للأمام لأولئك الذين يرغبون في اتباعه. مسار لأولئك الذين يرغبون في تحرير أسلافهم من قبضة الغزاة وأن يكونوا منارة لأولئك الذين يرغبون في خلق ثقافة دائمة، أخبرهم أنهم ليسوا وحدهم.
- لخلق جو من الخوف والتغيير يمكن أن يحدث فيه عمل جذري وقوي وثوري.
- لإضافة الزخم إلى تقلبات البندول في التاريخ، مما يزيد من زعزعة استقرار واستقطاب المجتمع الغربي.
- لزرع إسفين بين دول حلف شمال الأطلسي الأوروبية والأتراك التي تشكل أيضًا جزءًا من قوات الناتو، وبالتالي تحويل الناتو مرة أخرى إلى جيش أوروبي موحد ودفع تركيا مرة أخرى إلى موقعها الحقيقى كعدو.
- لعدم تكرار ما حدث فى كوسوفو من تدخل حين قاتلت قوات الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي إلى جانب المسلمين، وذبحوا الأوروبيين المسيحيين الذين حاولوا إخراج هؤلاء المحتلين الإسلاميين من أوروبا.
***
انتهى عرض اهم وابرز ما ورد فى مانيفستو الارهاب الابيض، وواضح اننا لسنا بصدد رجل بسيط او سطحي أو مجنون ، فهو يعتنق “نظرية” كاملة تخص العرق الابيض والمخاطر التى يتعرض لها نتيجة هجرة الملايين من الشعوب والاعراق الاخرى التى تغزو اوروبا وتستوطنها وتتوالد بمعدلات اكبر بكثير من الشعوب البيضاء، مما سيسفر فى النهاية عن استيلائهم على اوروبا، وتحول العرق الابيض الى اقلية مضطهدة، بما يشبه الابادة الجماعية. وان هناك قطاعا كبيرا من الخونة الاوروبيين الذين يساهمون فى هذه الجريمة، مثل اصحاب الشركات التى تستجلب العمالة الرخيصة. والحل الوحيد فى مواجهة هؤلاء الغزاة واولئك الخونة الاوروبيين هو القتل والتصفية. ولذلك فهو يعتبر نفسه بطلا قوميا يستحق جائزة نوبل للسلام.
لسنا اذن امام شخص معتوه، وانما امام ايديولوجية عنصرية لها جذورها وانصارها وسياساتها وممارساتها التى لم تنقطع على امتداد قرون طويلة، بل ان الرئيس المنتخب لاكبر دولة غربية فى العالم”دونالد ترامب” هو واحد من اهم انصار وتلاميذ هذه المدرسة.
ومن ثم فانه يتوجب علينا عدم الاستخفاف بهذا المانفيستو وبالتيار الواسع الذى يتبنى مبادئه ومضامينه فى الغرب الامريكى والاوروبى، والبحث عن سبل التصدى له ومواجهته، وعلى رأسها هدم وتفنيد كل النظريات العرقية العنصرية، وفى القلب منها النظرية الاستعمارية الغربية.