راشيل كوري.. ذكرى الشهيد تدوم للأبد

بقلم : محمود كامل الكومي/ مصر

ستة عشر عاما بالتمام والكمال ورائحة الفل والياسمين مازالت تعطر المكان وتعبق الزمان …أنزلوك التراب بأسم (راشيل (وصرت الآن لك أشرف الأسماء .. أمريكيه (الموطن ) لكنك عربيه بأمتياز – يهوديه (الديانه),لكنك أسلمت الروح, فمكثت مع الشهداء والصديقين، وحسن أولئك رفيقا فى الجنان .

16 مارس (آذار) من العام 2003,لم يبق على بلوغك ال27 ربيعا سوى 25 يوما , لكنك آثرت ألا يكون الأحتفال بيوم ميلادك بين دنيانا,ففى جنه الخلد وعلى ضفاف الريان حفتك الملائكه تزفك وعنايه الرحمن “فبأى آلاء ربكما تكذبان ” ,

لم  نبصرك فى الدنيا كانسان ,بل كنت ملكا متوجا بنور مولانا القادر الرحمن , يا ربى .. هذه راشيل ليست أنسانا,أنها نور ربانى تخيل لنا فى صوره أنسان , فمن يقف أمام هجوم الصهاينه الوحشى بالجرافات ,ويتحدى آله الدمار والهلاك ولايخشى موتا ولا ردى ,ليس سوى من حباه الله بضياء عرشه، فصار ملاكاً لا يبغى الا حب ذى العرش الرحمن .

فى رفح بقطاع غزه ,سرت دماؤك تروى أرضنا القلسطينيه العطشى للحريه والأستقلال , وصرنا نتوضأ به مع كل آذان .. راشيل .. لعلهم يدركون . ما أنت فيه من عطايا الرحمن ونخل ورمان، تسبحين فى نهر بلا قارب ولا مجداف .. لكنهم خصيان ,وعميان , لايدركون – صم , بكم , عمى كالأصنام ,, يتآمرون مع القاتل ويتاجرون بدم الشهداء والأستشهاديين، أنهم حكام العرب الذين يتآمرون مع العدو الصهيونى ويتبادلون القبلات , والموترون الذين يدّعون الجهاد وهو من اعتى انواع الارهاب .

فهؤلاء القابعون على فناطيس النفط فى الخليج ,وكذا اردوغان البهلوان وأصحاب كامب ديفيد ووادى عربة واسلو , ليس لهم من قيم الأنسانيه بيان، فصاروا يتآمرون على كل القيم وشعوب الأمه العربيه ,بجهل ودون وعى ولا أدراك , كالبغل يجر عربة الصهاينه والأمريكان .. هو وحاشيته (نعاج), سبحان الذى أنطقهم ذلك الأسم على أنفسهم مع الأعتذار للنعاج والخرفان ,.

راشيل .. انت الأمريكيه اليهوديه ,وصرت رمز الأنسانيه, مسلمة الروح للبارىء فكان المآوى شهيدة فى درجات العلى , سعيدة بلقاء ربها راضية مرضية .., أما هم – فقد تاجروا بالأسلام وتسموا بأسمه وصاروا أخوانا للصهاينه وتخلوا عن قتال أعداء الأسلام من يهود محتلين ,وحولوا سلاحهم فى أتجاه من يريده الأعداء , فصار عدو الصهاينة هو عدوهم , وصار الدم السورى واللبنانى والفلسطينى والمصرى حلالاً ,, عذرا راشيل ,,وياللعجب فالأخوان المسلمون المصريون والتونسون وكل الحركات الراديكالية المدعاة اسلامية- والاسلام منهم براء- , تستبيح الآن حرمة الدم العربى والمسلم فى سوريا وتهدم الدار هناك .

عفوا راشيل .. فهؤلاء تجار دين – لم يتوضؤا بدمك منذ استشهادك الى الآن ,, ولم يدركوا معنى أنك أمريكية الموطن, وبأستشهادك ,على يد القوات الأسرائيليه ,دفاعا عن شعبنا وأمتنا العربية، صار موطنك الأنسانية، واسلمت روحك الى بارئها راضيه مرضيه، فدخلت جنه رب محمد والأنسانيه .

راشيل .. لقد خضبت دماؤك تراب رفح الفلسطينيه ,كما

خضبت دماء شهداء مسجد النور فى نيوزيلاندا – الذين قتلهم عملاء ترامب ونتنياهو المدججين بالارهاب من خلال الخطاب العنصرى بمعداة العرب الصادر من اليمنيين فى امريكا واسرائيل والغرب.

فيالها من مفارقه كلها فوارق بين الجنه والنار.

من قتلك ياراشيل فى رفح الفلسطينيه خالد مخلد فى النار،

ومن قتل المسلمين فى مسجد النور بنيوزيلاندا خالد مخلد فى النار.. فقرى عينا يارشيل بآيات الله البينات “ياأيتها النفس المطمئنه أرجعى الى ريك راضيه مرضيه فأدخلى فى عبادى وأدخلى جنتى” صدق الله العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى