جبهات إشتباك (غزة، القدس، الأسرى) زادها (مقاومة ووحدة)

تتشكل فصول المؤامرة ضد القضية الوطنية الفلسطينية لتصل إلى مستوى من الوضوح الذي لا يغفله أحد , تتآمر قوى الشر قاطبة على قضيتنا , وترمي حقنا الراسخ بقذائف الباطل وبالدعاوي الممسوخة ,لا تبالي طغمة الفساد بمظلوميتنا ولا تكثرت لتطلعات شعبنا في الحرية والعودة ,تنساق نعاج التطبيع في مخطط الأرعن ترامب , تشرب الوهم وتتغذى على الخرافة , لتكون أدوات رخيصة في ترسيخ المشروع التهويدي الإحلالي في فلسطين المحتلة, أصبحت الأنياب المغروسة في جسد الحقوق الوطنية أكثر إيلاما تستهدف الجسد كله , فلماذا لا يتداعى الجسد بالكامل لمقاومة غزو الجراثيم الخطيرة التي تنال منه لتنهكه وتقضي عليه , فيصبح أثراً بعد عين ؟! , ما أحوجنا إلى وحدة وطنية حقيقية , تُفضي إلى برنامج الحقوق الوطنية وفي مقدمتها إستعادة فلسطين وتطهير مقدساتها , وإعلاء شرعية البندقية الثائرة في كافة ميادين المواجهة ضد المحتل , ليس مستحيل ما نطالب به وكافة أبناء شعبنا , ما يوحدنا كشعب أكثر بكثير مما يمكن أن يشكل أسبابا للخلاف والفرقة , يكفي أن نرفع راية الحق الفلسطيني ونعلي بندقية الشهداء , فذلك هو الكفيل بأن يقوم البنيان الوطني الفلسطيني راسخاً في وجه الإحتلال والمؤامرة .

في المقابل تعيش الساحة الفلسطينية تطورات متسارعة للأحداث السياسية والميدانية , تعثرت جهود المصالحة بفعل تعنت فريق التمكين , وخابت الآمال في مؤتمر موسكو الذي عزز الإنقسام بعد الفشل في إقرار بيان ختامي يشكل القاسم المشترك فلسطينياً , مع إستمرار تغافل دعوات السيد اسماعيل هنية باللقاء مع رئيس السلطة محمود عباس , ورفض كافة المبادرات التي  يطرحها السيد هنية التي كان أخرها بتاريخ (4-3-2019) بعد عودته من زيارته المطولة للقاهرة  , ومما قاله السيد هنية “أقول لإخوتنا في حركة فتح نحن أمام خطر استراتيجي حقيقي وأي فصيل لوحده لا يستطيع مواجهة هذا الخطر، لكن نستطيع ذلك حينما نكون موحدين”. وهذا التعبير الدقيق يكشف إستشعاراً بمدى خطورة الإستهدافات المعادية لقضيتنا الوطنية , فهل من مجيب لهذه الصرخة الوطنية ؟ ,ولكن للأسف تقابل هذه النداءات بمزيداً من العقوبات التي تستهدف أهلنا في قطاع غزة , بمزيد من فرض التعقيدات والإشتراطات أمام قطار المصالحة الوطنية , أفلا يعي هؤلاء أن سياسة الإقصاء ورفض الشراكة الوطنية وصفة جاهزة لتمرير صفقة القرن , فلماذا لا نسعى إلى وحدتنا وتحصين جبهتنا الوطنية لمواجهة الأخطار المحدقة بالوطن والقضية.

المشهد السياسي فلسطينياً سوداوي ومنغلق على الأجندة الحزبية الضيقة , في حين يشهد الميدان الشعبي , تفاعلاً ثورياً , وزخما جماهيرياً ووحدة حقيقية بين أبناء الشعب الواحد, وهذا تجسيداً للقول بأن ميدان المواجهة مع الإحتلال يوحد الكل الوطني , يشهد قطاع غزة تسخيناً للأوضاع الميدانية ويحاول الإحتلال تغيير قواعد الإشتباك , بعد أن أرهقه  الشباب الثائر عبر الإرباك الليلي والبلالين الطائرة , هذا الفعل الثوري أفشل الخطط الأمنية للإحتلال وأربك حساباته وأضعف جبهة مستوطني غلاف غزة الذين يفكرون الآن بالرحيل.

في الميدان المقدسي يحاول الإحتلال أن يتجاوز هزيمته في مواجهة الإرادة الفلسطينية التي إنتصرت في معركة باب الرحمة , ويسعى إلى فرض واقع جديد عبر سياساته الخبيثة , محاولا تنفيذ مخطط التقسيم المكاني في الأقصى , مع تزايد حملات التدنيس ودعوات الإقتحام من قبل جماعات يهودية للمسجد الأقصى وخاصة المنطقة الشرقية منه بغرض إقامة معبد يهودي فيه , لن تمر مخططات الإحتلال التهودية في المجسد الأقصى , سيُفشل أهلنا المرابطين في القدس كما أفشلوا غيرها من الخطط التهودية الدنيئة , لازالت معركة باب الرحمة مستمرة , تحتاج منا إلى دعم وإسناد شعبي وفصائلي قوي , فالأيام القادمة تحمل معها نوايا شيطانية عدوانية ضد المسجد الأقصى.

وعلى صعيد قضية الأسرى , يسعى المحتل للإستفراد بفرساننا الأسرى , مؤخراً وصلت حالة الإستهداف للأسرى حد لا يمكن السكوت عنه , حيث أقدمت إدارة السجون الصهيوني على تركيب أجهزة تشويش في السجون تتسبب بأمراض خطيرة للأسرى , وتحيل حياتهم إلى جحيم لايطاق بفعل تأثيراتها النفسية والصحية , أعلنت الحركة الأسيرة عن جملة خطوات تصعيدية في سبيل الدفاع عن حقوقهم وعدم الإستسلام لإرادة القمع الصهيونية, يعول أسرانا في معركتهم داخل السجون على الدعم الشعبي والحراك الفاعل في الخارج , عبر إشعال ميدان المواجهة وخطوط التماس مع الإحتلال ومستوطنيه , من أجل إسناد ودعم خطواتهم الإحتجاجية داخل السجون والمعتقلات .

الجبهات الفلسطينية الثلاثة المشتعلة ( غزة , القدس , السجون ) يجب أن تعزز وحدتنا الفلسطينية , ولو على صعيد مواجهة الخطر الصهيوني , ومما يبشر بالخير بأن الوحدة شعار أهل هذه الجبهات الثلاثة , وهي زادهم للصمود والمقاومة , بعيداً عن تعقيدات المشهد السياسي والحسابات الضيقة ,فأن جبهات المواجهة مع الإحتلال يجب أن تكون هي الصورة السائد في خطابنا وإعلامنا ليظهر مشهدنا الوطني على حقيقته وأصالته , فنحن شعب يرزح تحت الإحتلال الذي يستهدف البشر والشجر وكل ما هو فلسطيني , فليس لنا إلا المقاومة ومواجهة هذا العدوان , وهذه الطريق هي المسلك الرئيسي والمضمار الوطني لتعزيز وحدة شعبنا وترسيخها في كافة المحافل والجبهات .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى