نحن وأوروبا !

لخلطة من اعتبارات سياسية واستراتيجية وايدولوجية، تحكمها دوافع استعمارية مزمنة وتتجدد، وتشوبها لوثة عنصرية كامنة مقيمة ودائمة، زد عليه، متراكمة خلفيات ذهنية تاريخية ترى شبح خطر الآخر يظل متربّصاً في الجانب الآخر من المتوسّط، من أيام هاني بعل، ومروراً بطارق ابن زياد، فصلاح الدين، فعبد الناصر، وصولاً لقوارب الهجرة.. لكل هذا مجتمعاً،  لم ولن تك أوروبا وامتداداتها، من كندا حتى استراليا، أو كل المتعارف عليه بالغرب، باستثناءات جنوب لاتينية، أو نشازات ومواقف فكرية، أو شعبية، محدودة وذات تأثيرات هامشية، مع أيٍ من قضايا الأمة العربية..
ليست مع وحدتها، وتخشى نهضتها، وتعادي عودتها لمكانتها التي يستحقُّها تاريخها، وتستوجبه جغرافيتها، وتفترضه مواريثها الحضارية والقيمية والإنسانية.. وبالنسبة للقضية الفلسطينية ليست أوروبا وتناسلاتها، أو غربها، إلا صهيونية دائماً، ولن تك إلا متصهينة أبداً، ويعجز نفاقها التليد عن ستر مدى صهينتها..
مع ملاحظة، وهي أن أوروبا لم تحب يوماً يهودها، ولكنها تهيم وتحدب على صهاينتهم في بلادنا، وترى ثكنتهم الإستعمارية العدوانية في احشائنا امتداداً عضوياً لها، وفي ذات الوقت تحتقر صهاينتنا وتشجّع انهزاميتهم وتصفّق لها..
لذا، والكلام موجَّه للمراهنين على سراب “العدالة الإنسانية”، وأكذوبة ” الرأي العام الدولي”، الذي هو موضوعياً الغربي، لا تستغربوا، ما كان عليكم أن تعوه وتتوقَّعوه سلفاً، إن اقدمت أوروبا، ممثلّةً هذه المرة، في فرنسا ماكرون، على قوننة معاداة الصهيونية باعتبارها معاداةً للسامية.. ومادامت الأمة في الحال التي هي عليه، توقَّعوا أن يأتيكم منها ومن سواها، من الغرب، ولا حقاً من الشرق وحتى الجنوب، ما هو الأكثر والأسوأ.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى