مستمعة فلسطينية تمنح أم كلثوم لقب “كوكب الشرق” لدى زيارتها حيفا
“كوكب الشرق”، “العندليب”، “وحش الشاشة”، “سيدة الشاشة العربية”، “السندريلا” ، “أمير الطرب”، “الملك”، “الهضبة”، ألقاب يحصل عليها عمالقة الفنانين بعد تاريخ فني عريق.
تلك الألقاب الفخرية التي يُطلقها الجمهور على فنانيهم كان لها وزنها، وقيمتها، بعيداً عن الدعاية كما الآن.
ولكل لقب فني حكاية لا ينساها الفنان، مثل حكاية لقب “كوكب الشرق” الذي عُرفت به السيدة أم كلثوم.
تضارب روايات!
تقول رواية أكبر الصُحف المصرية: إن اللقب الذى رافق أم كلثوم، كان قد أطلقه عليها المذيع محمد فتحي الشهير بكروان الإذاعة، الذى كان ينقل حفلاتها على الهواء مباشرة طوال الأربعينات، وكان يقصد بذلك تميزها عن غيرها من النجوم بأنها أكبر من نجوم الشرق، وهى المركز، وهم تابعون لها فكان اسمها “كوكباً” للشرق.
لكن شهادات حية من مثقفين فلسطينيين، أكدوا أن هذا اللقب حصلت عليه أم كلثوم من فلسطين، تحديداً من مدينة حيفا.
كانت مدينة حيفا مركزاً استراتيجياً من الدرجة الأولى في فترة الانتداب الانجليزي في أربعينات القرن العشرين، فكانت مدينة ذات خصوصيّات مميَّزة فلم يسُدها التطرّف ولا التّوتّرات التي وضعها الإنكليز والحركة الصّهيونيّة لتنفيذ مآربهم.
حفل حيفا التاريخي
كما كان لحيفا وجه آخر وجه ثقافي والمتمثل بالصحافة والمسرح والأدب ودور العلم المتنوعة، وساهم الإعلام بمدينة حيفا الساحلية باحتضان هذه المؤسسات الابداعية التي لعبت دورا مهما في فلسطين، والعالم العربي خاصة في عشرينات القرن العشرين.
وكانت المُطربة المصرية أم كلثوم ضمن الدعوات التي كان يرسلها نادي الرابطة الأدبي، الذي كان ينشط بها أبناء مدينة حيفا من الشباب إبان الانتداب البريطاني لفلسطين، لبت أم كلثوم الدعوة وفي قلبها شوق وحنين كما ذكرت في مجلة المصور المصرية عن هذه الزيارة، ولوصفها لجمال حيفا التي وطأتها قدماها للمرة الأولى.
عام 1928 كانت أم كلثوم في مدينة القدس، حين غنت على مسرح “عدن” أمام جمهور غفير ، ووصف هذه الزيارة الموسيقار المقدسي “واصف جوهرية”: “أنها كانت ليلة من الأيام التي لا تنسى، ومنها مضت أم كلثوم إلى حيفا عبر القطار لتحيي بها ليلتين إحداهما في شارع الملوك، وثانيتهما في مسرح الانشراح المشهور قبيل النكبة”.
“أم فؤاد” الفلسطينية
وقال المؤرخ مصطفى كبها في لقاء قديم لإحدى الصٌحف عن والده، الذي حضر واحدة من حفلاتها في يافا، أن آلاف الفلاحين قدموا إلى المدينة من الأرياف، وانتظروا في العراء وعلى الأرصفة قبل يومين من وصولها.
ومن هذه الزيارة، وهذا الموقع لقبت أم كلثوم بـ “كوكب الشرق”، وقد أطلقت هذا اللقب عليها سيدة من حيفا، تدعى أم فؤاد، حيث صعدت الأخيرة على المسرح، وقالت لها أنت كوكب الشرق أثناء أداء الفنانة أغنية “أفديه إن حفظ الهوى” وهو ما أثبتته بعض الروايات الشفوية التي قام بها بعض المؤرخين، حيث قابلوا هذه السيدة في مخيمات الشتات، وتحدثوا عن هذه الزيارة التاريخية لـ”كوكب الشرق”، وكما رواها الأديب الفلسطيني حنا أبو حنا أيضاً في إحدى كتاباته.
وقال أبو حنا: إن السيدة “أم فؤاد” من “طيرة الكرمل” ، انتابتها مشاعر النشوة أثناء غناء أم كلثوم، فصرخت وهي تقول: “أم كلثوم أنت كوكب الشرق”.
يُذكر أن سليم نسيب كاتب سيرة أم كلثوم، يقرّ بأنها حظيت باللقب في مدينة حيفا، لكنه لا يقدم تفاصيل أكثر.