غضبة شعبية جزائرية صاخبة فجرها ترشح بوتفلقة لولاية خامسة

فرقت قوات الأمن الجزائرية مئات المحتجين شاركوا، امس الجمعة، في مسيرات خرجت استجابة إلى دعوات أطلقها نشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي للتظاهر ضد ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
ومنعت الشرطة المحتجين من الوصول إلى مقر رئاسة الجمهورية في حي المرادية بالعاصمة، مستخدمة الغاز المسيل للدموع، فيما رد المتظاهرون برشقهم بالحجارة.
وانطلقت، امس الجمعة، مسيرات سلمية معارضة لترشح بوتفليقة للانتخابات المقررة في 15 أبريل المقبل، في مختلف المحافظات الجزائرية.
وطوقت أعوان الأمن وقوات مكافحة الشغب الشوارع الرئيسة للعاصمة، منذ الصباح، لتشهد لاحقا تعزيزات أخرى لقوات الشرطة، قبل أن تعلو أصوات المتظاهرين احتجاجا على إبداء بوتفليقة رغبته للترشح لولاية رئاسية خامسة، بعد عشرين سنة من حكم البلاد.
وانطلقت التظاهرة مباشرة بعد صلاة الجمعة من عدة مساجد نحو ساحة أول مايو بوسط العاصمة الجزائرية، ثم سار المئات نحو ساحة البريد المركزي عبر شارع حسيبة بن بوعلي. ولم يعترض أفراد الشرطة المنتشرين بقوة المسيرة لكن تم إغلاق كل المنافذ المؤدية إلى الساحة.
فيما قال شهود عيان أن قوات الأمن قامت باعتقالات فردية وتفريق للمتجمهرين، حتى الصحفيين الذين حضروا للتغطية بساحة أول مايو.
وقام بعض المحتجين بإنزال صورة كبيرة للرئيس بوتفليقة كانت معلقة في واجهة مكتب حزب التجمع الوطني الديمقراطي الذي يتزعمه رئيس الوزراء أحمد أويحيى، وقاموا بتمزيقها والدوس عليها.
وردد المتظاهرون شعارات “لا بوتفليقة لا السعيد” في إشارة إلى شقيقه السعيد بوتفليقة الذي يتم الحديث عنه كخليفة للرئيس. وكذلك “لا للعهدة الخامسة” و”بوتفليقة ارحل” و”أويحيى ارحل” ويقصدون رئيس الوزراء أحمد أويحيى أحد أهم المناصرين لاستمرار بوتفليقة في الحكم.
ثم انقسم المتظاهرون وأغلبهم من الشباب، الى عدة مجموعات صغيرة اعترضت الشرطة واحدة منها قرب ساحة البريد المركزي وطلبت من المشاركين تغيير المسار. وإضافة إلى الانتشار الكثيف على الأرض، حامت طائرة مروحية تابعة للشرطة منذ الصباح في أجواء العاصمة.