يهود رومانيا.. قصة قديمة
بقلم : المحامي هاني الدحلة
ذات زمن قديم، قال لي سفير أردني سابق في رومانيا انه بعد ان قدم أوراق اعتماده لرئيس الجمهورية، وجلس معه بضع دقائق للحديث في أمور تهم البلدين والقضايا الدولية، كما هي العادة، بادره الرئيس الروماني بقوله: (( هل تعرف أننا نكره اليهود، ولكن هذا أمر أرجو ان يظل سرا بيننا ولا تذكره لأحد على لساني، لأنني قد أتأذى من ذلك لقوة النفوذ اليهودي في بلادي)).
وتابع السفير قائلاً، لقد حفظت سره تماماً، فلم اذكره لأحد خلال وجودي في رومانيا .
من ذلك يتضح ان دور اليهود في العالم قوي وشرير من قديم الزمان، رغم انهم شعب كريه وغير مرغوب فيه لثلاثة أسباب:
الأول : ان معظم اليهود، أو قسم كبير منهم، يعمل مرابياً، وهذه الصفة قديمة لدى الشعب اليهودي، وابرز مثال عليها قصة شيلوك المشهورة .
والثاني: أنهم يعملون في المؤسسات المالية الاستغلالية، فالكثيرون منهم أصحاب بنوك وشركات تعمل في مجال البورصة والتمويل والعقارات.
والثالث: أنهم أصحاب اقبح بيوت الدعارة والقمار في العالم.
وهذه الصفات الثلاث جعلت العالم كله يكره اليهود وينبذهم، ويقيم لهم أحياء خاصة لا يسكنها معهم احد، فضلاً عن ان بعض الحكام قد فرض على اليهود لباسا خاصا لتمييزهم عن بقية الشعب.
ورغم ذلم فقد اسهمت المؤامرات الصهيونية والامبريالية والرأسمالية في أقامة دولة الكيان الصهيوني لهؤلاء اليهود لأول مرة في التاريخ الحديث، بعد ان نجحوا في استغلال ما قام به هتلر ضدهم من أعمال زعموا انها ابادية.. مع ان الأرقام التي ذكروها عن المحارق وأعمال القتل مبالغ فيها، بل وكان منها أعمال تمت بطلب من زعماء اليهود لإرغامهم على الهجرة إلى فلسطين، وذلك كله مدون ومعترف به من اليهود أنفسهم.
من ذلك يتضح أن إقامة الدولة الصهيونية على الأرض العربية هي عدوان صريح على حق الشعب العربي الفلسطيني في أرضه ومائه وسمائه.
ولذلك فان مقاومة العرب عامة والشعب الفلسطيني خاصة ، بمختلف الوسائل الفدائية والسياسية والاعلامية، هي الرد الحاسم على هذا العدوان.. وهي مقاومة مشروعة وقانونية وتليق بالشعب الفلسطيني الذي هو شعب الجبارين، بدليل استمرار المقاومة واستمرار تقديم الشهداء والجرحى والمعتقلين بالآلاف دون توقف أو تهاون منذ عشرات السنين، واجزم انها سوف تستمر وتتواصل حتى تحقيق التحرير والنصر وإعادة فلسطين من البحر إلى النهر لامتها وعروبتها.