“ستريدا” عقيلة سمير جعجع تشيد بمناقبية حزب الله وتبعث بالسلامات “لابي هادي”

 

في إطار حديثها عن محاولات حزب الكتائب “تخفيف الصدامات” مع حزب الله، كشفت صحيفة لبنانية ملابسات اتصال بين النائبة ستريدا جعجع والنائب عن “كتلة الوفاء للمقاومة” نواف الموسوي.

وذكرت صحيفة الجمهورية أنها علمت بواقعة اتصال مباشر جرى بين ستريدا زوجة رئيس “القوات” سمير جعجع ونواف الموسوي.

وروت الصحيفة أن ستريدا اتصلت هاتفيا بالموسوي الذي كان “يؤدي الصلاة حين رنّ هاتفه الخلوي مرة أولى ثمّ ثانية تباعا”.

وتابعت صحيفة الجمهورية في هذا السياق قائلة: “لم يقطع نائب (الحزب) صلاته، لكنه بعدما انتهى منها دقق في رقم المتصل فلم يعرفه. وما لبثت أن وصلته رسالة نصية باللغة الإنجليزية ورد فيها: (أحاول الاتصال بك. أنا ستريدا جعجع)”.

وذكر أيضا أن الموسوي اتصل على الفور بالسيدة جعجع التي “بدت متحمسة لتطويق ذيول المشكلة، قائلة له: “يا سيد.. شوف وضع البلد قديش حساس، وأي شيء يصدر عنك الآن من باب تصحيح ما وقع، بيكبرك ولا يصغرك. تجاوب الموسوي مع مسعى ستريدا، وأجابها على وقع سعاله: (طمني بالك.. سيكون هناك حلّ، ولو لم أتعرّض لـ(سفقة هوا) بعد خروجي من المجلس لكنت قد توليت بنفسي التوضيح)”.

ومضت الصحيفة في روايتها قائلة إن ستريدا جعجع بعد “التوضيح والاعتذار”، اتصلت من جديد بالموسوي وأشادت بمبادرته قائلة: “ما جرى يا سيد كبّرك، وهو شهادة على نبلكم ومناقبيّتكم. أنتم تخاصمون بشرف وتتفقون بشرف”، وقبل أن تقفل الخط استدركت قائلة: “سلّملي على (السيد) نصر الله”.

يذكر أن سجالا وقع بين النائب عن “كتلة الوفاء للمقاومة” نواف الموسوي ونواب من حزبي الكتائب والقوات اللبنانية وتّر في وقت سابق العلاقات بين الطرفين وقيل إنه “ترك في حينه آثارا سلبية، تجاوزت جدران مجلس النواب إلى الأرض المهيأة للاشتعال السريع”.

حزب الله بدوره سارع إلى احتواء الموقف “ومعالجته بالتي هي أحسن”، ما سمح بإنهاء المشكلة “وفتح أقنية تواصل بين الحزب والقوات، تبادل عبرها الطرفان الرسائل الإيجابية”.

وكان مجلس النواب اللبناني قد شهد، خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري وإعطاء الثقة للحكومة اللبنانية الجديدة برئاسة الحريري، سجالا حادا بين الأطراف السياسية اللبنانية والتي كانت نتائجها ستسبب بأزمة سياسية خطيرة وتجر البلاد إلى منحى خطير.

السجال بين الأطراف اللبنانية وتبادل الاتهامات بالعمالة للأطراف الخارجية ليس بالحدث الأول من نوعه في لبنان، حيث لكل فريق وخط سياسي لبناني رؤيا سياسية خاصة به فيما يتعلق بالمنطقة ولبنان.

الاشتباك السياسي الأخير بين محور المقاومة الذي يترأسه “حزب الله” اللبناني والمحور الغربي المتمثل باليمين المسيحي وأحزابه المتعاونة في مرحلة الحرب الأهلية اللبنانية مع إسرائيل، كان مباشرا للمرة الأولى بين الطرفين، خصوصا أن طرفي الاشتباك لا يجمعها تاريخ دامٍ خلال الحرب الأهلية اللبنانية نظرا لنشأة حزب الله المتأخرة في أوائل الثمانينيات القرن الماضي.

وقد بدأ الاشتباك بين الطرفين خلال جلسة مناقشة البيان الوزاري، حيث أشار نائب عن حزب “الكتائب اللبنانية” سامي الجميل أن “حزب الله” هو من هندس الحكومة وشكلها، فكان رد الحزب عبر نائبها نواف الموسوي الذي رد بقوة على الجميل، قائلا: “خير للرئيس أن يأتي ببندقية المقاومة من القدوم على دبابة إسرائيلية”، مشيرا إلى الرئيس اللبناني السابق بشير الجميل الذي تعاون مع الإسرائيليين خلال الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

هذا الموضوع سرعان ما أثار بلبلة كبيرة وصل صداها إلى خارج المجلس النيابي، حيث نظمت وقفات واحتجاجات في مدن لبنانية اعتراضا على التعرض لرئيس الجمهورية الراحل بشير الجميل، هذا الأمر استدعى استنفارا كبيرا بين المحورين في لبنان وكاد  يشعل فتيل الشارع بحرب أهلية جديدة.

غير ان حزب الله قد اسهم كثيرا لتقريب وجهات النظر بين الأحزاب السياسية اللبنانية، سعيا لتشكيل الحكومة وإنقاذ البلاد من سقوط محتم، وإن كانت الرؤية السياسية والاستراتيجية بين “القوات اللبنانية” و”الكتائب” لا تتفق مع رؤية الحزب المقاوم لإسرائيل، إلا أن العلاقات والتنسيق غير المعلن والمناقشات حول تشكيل الحكومة كان له نتيجة إيجابية على إخماد أزمة جديدة في لبنان.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى