صورة الغد السوري في مرآة معهد أبحاث الأمن الإسرائيلي
دمشق - مركز مداد
يرى البروفيسور زيسير المتخصص بشؤون سورية أنَّ “الأسد سيوجّه جهوده نحو تعزيز قوة الجيش والأجهزة الأمنية، معتمداً على رجال النظام المخلصين ومن وقف إلى جانبهم من الجمهور السوريّ. فالموضوع الذي يفكّر فيه الأسد الآن هو أنه لم ينجح في امتلاك السلاح النوويّ بسبب إسرائيل، وأعتقد أنه سيركز كثيراً على إعادة بناء الجيش وأجهزة الأمن”.
ويرى ابن باراك نائب رئيس الموساد سابقا أنّه “يوجد في سورية ثلاثة عناصر أساسيّة هي: الأسد وروسيا وإيران، ومعهم حزب الله، وقد أدرك الأسد أنه بحاجة ضرورية لحلفاء، وفي البداية وقفت إيران معه وحزب الله، ثم انضم الروس بعد ذلك، وكانوا يتطلعون بالطبع إلى تحقيق نفوذٍ في المنطقة، وكان هو ملزماً بضمهم جميعاً إلى الوقوف معه كي يتجنب الخسارة في الحرب. ونحن يقلقنا كثيراً وجود روسيا، لكن يجب علينا أن نرى كيف ستجري الأمور بشكل لا يتيح لإيران التمركز في سورية. فحين تنتهي مدّة الاتفاق النوويّ مع إيران سوف تحاول القيادة الإيرانية العمل على امتلاك السلاح النووي، لكي تستمر في مشروع تمدّدها. ونحن ينبغي علينا الاهتمام بعد حصول الروس على ما يرغبون من قواعد في سورية بإتاحة اللعب لغيرهم من اللاعبين والتوقف عن المزيد من التدخل”.
وترى بورشكوفيسكايا أنّ “روسيا موجودة في سورية لكي تبقى، لكنها تتطلع إلى ما هو أكثر من سورية، فروسيا ستكون أكثر فعالية حين تتوسع إلى مناطق، مثل: ليبيا ومصر، وهي تتوجه نحو دول من الحلفاء التقليديين للولايات المتحدة، مثل: المغرب، وتحاول العمل على توسيع وجودها في البحر الأبيض المتوسط، وليس لإنشاء قاعدة بحرية بالضرورة، وإنما فقط لكي تصل إلى مناطق متاخمة لسورية، كما تسعى إلى إخراج الولايات المتحدة من المنطقة”.
وفي الاجابة عن سؤالٍ هل نجحت “إسرائيل” في إيقاف التمركز الإيرانيّ في سورية، يعتقد الجنرال ألون أن: “إسرائيل نجحت على مستوى كبير، لكن هناك فجوة كبيرة بين النوايا والخطط الإيرانيّة ووضع هذه النوايا والخطط في سورية في يومنا هذا، ومع ذلك مازال الطريق طويلاً إلى أن يتم إنجاز كلُّ شيء، فموضوع وجود إيران في سورية يعدُّ مشكلة”.
ويرى العميد حامو أنَّ: “الظروف الإقليميّة بدأت تتغير، وبدأ هامش العمليات الإسرائيلية يتغير رغم أننا لا نرى ذلك دوماً. ولذلك هناك أهمية كبرى للمحافظة على حرية العمل العسكريّ الإسرائيليّ دون الحاجة إلى تحويل حرية العمل إلى هدف؛ ذلك لأنها مجرد وسيلة من أجل تحقيق الهدف”.
ويختتم الجنرال ايشيل الحوار بقوله: “إن المعركة ليست مركبة فقط من عمليات حركيّة؛ بل هي تتطلب بصمة كبيرة وحكمة في الربط بين عدد من النشاطات عند الحاجة؛ ذلك للتدقيق الدائم بالبدائل. فهدف المعركة هو إخراج الايرانيين من سورية، وبما يتناسب مع ذلك هناك حاجة لدراسة الخيارات الملائمة لتحقيق هذا الهدف، وفي يومنا هذا ربما هناك خياران أو بديلان: الاستمرار بالعمليات العسكرية الراهنة أي توجيه ضربات تكتيكية ذات قيمة، لكن ليست حاسمة وبشكل يؤخر ويبطئ الوجود الإيرانيّ، والبديل الثاني هو إخراج الايرانيين من سورية، لكن ليس بالقدرة العسكرية؛ بل بالجهود السياسية الرسمية الكبيرة وعنوانها هو روسيا. فليس هناك، عمليّاً، قدرة عسكرية إسرائيلية لإخراج الإيرانيين من سورية، وليس من المتوقع حدوث تصعيد كبير في سورية، لأن روسيا لها مصلحة بالمحافظة على سلطة الأسد. وبالإضافة إلى ذلك بدأ يتطور ميزان ردع غير متماثل بين الجانبين سيلحق الضرر في نهاية الأمر بحرية العمل الإسرائيليّ الذي يعدُّ –كما ذكرنا– وسيلة وليس هدفاً”.