الفصائل الفلسطينية المجتمعة في موسكو تعجز عن التوافق وتلغي البيان الختامي المشترك الذي سبق ان وزعته امس

قررت الفصائل الفلسطينية التي شاركت في الاجتماع الذي اختتم امس الثلاثاء في العاصمة موسكو إلغاء بيان ختامي مشترك متفق عليه في البداية وسحبه من التداول.

وأكد عضو المكتب السياسي في “الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين”، معتصم حمادة، في حديث لوكالة “سبوتنيك”، أن هذا القرار جاء لعدم توافق الفصائل بشأن عدة نقاط فيه، موضحا أن ممثلي حركتي “الجهاد الإسلامي” و”حماس” أعربوا عن معارضتهم لعدة بنود في الوثيقة.

وأشار حمادة إلى أن هذه النقاط الخلافية تتعلق بمسألة القدس، حيث طلب البعض باستخدام عبارة “دولة فلسطينية عاصمتها القدس” دون تحديد حدود عام 1967، فيما كان البعض ضد الحديث عن الشرعية الدولية، وعارض آخرون الحديث عن “حق العودة” معتبرا ذلك اعترافا بدولة إسرائيل في المضمون.

وفي كلمة ألقاها أثناء المؤتمر الختامي للاجتماع، اعتذر عضو اللجنة المركزية لحركة “فتح”، عزام الأحمد، من الجانب الروسي على عجز الفصائل عن بلوغ اتفاق، وقال: “نعتذر لكم، لم نتمكن من تقدير الصداقة”.

وأوضح الأحمد أن ما توصلت إليه الفصائل اليوم يشبه ما تم التوصل إليه في عامي 2011 و2017، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن الفسطينيين اليوم في حاجة أكثر من أي وقت مضى إليه، بهدف “انتزاع ورقة الانقسام من أيدي الأمريكيين ومن يساندهم في الساحة الفلسطينية”.

وأكد الأحمد أهمية اجتماع موسكو قائلا إنه “أخرجنا من الجمود”، مشيرا إلى أنه قام بالتنسيق مع القيادة المصرية بشأن هذا الاجتماع، مبديا ثقة “فتح” بدور القاهرة في تسوية النزاع.

من جانبه، أعلن عضو المكتب السياسي لحركة “حماس” موسى أبو مرزوق، أثناء المؤتمر، أن جميع الحاضرين في الاجتماع وافقوا على ضرورة مواجهة خطة السلام الأمريكية الجديدة للنزاع الشرق الأوسطي والمعروفة بـ”صفقة القرن”.

وشدد أبو مرزوق على وحدة الفصائل فيما يتعلق بمواجهة الاحتلال الإسرائيلي والاستيطان والتصدي لمحاولات تغيير الوضع القائم لمدينة القدس ومحاولات فصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.

وانتقد القيادي في “حماس” المؤتمر الدولي بشأن قضايا الشرق الأوسط الذي ينطلق اليوم في بولندا تحت الرعاية الأمريكية، قائلا إن هذا المؤتمر يمثل جزءا من “صفقة القرن” ويهدف إلى تحويل العداء بين العرب وإسرائيل إلى صراع بين العرب وأطراف أخرى.

من جانبه وافق الأمين العام لـ”جبهة النضال الشعبي الفلسطيني”، أحمد مجدلاني، على هذا الموقف، قائلا إن لقاء موسكو “يوجه رسالة هامة إلى المجتمعين في مؤتمر وارسو، فالحل يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي وليس ابتداع عدو آخر”.

وكان البيان النهائي المشترك الصادر عن اللقاء الفلسطيني الثالث في موسكو “إعلان موسكو” قد اكد أهمية تحقيق الوحدة وإنهاء الانقسام، ورفض صفقة القرن، ومشروعية المقاومة بكل وسائلها في وجه الاحتلال.

ووقع على البيان الختامي كل من: فتح، وحماس، والجبهتان الشعبية والديمقراطية لتحرير فلسطين، والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة، والمبادرة الوطنية الفلسطينية، وحزب الشعب الفلسطيني، والصاعقة، وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني، والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني، وجبهة التحرير الفلسطينية، فيما امتنعت حركة الجهاد الاسلامي عن التوقيع.

وشدد البيان على “التمسك والتنفيذ الدقيق والأمين لكل الاتفاقات والتفاهمات التي وقعتها القوى والفصائل الفلسطينية بدءاً من اتفاق إعلان القاهرة ٢٠١٥وانتهاءً باتفاق١٢/١٠- ٢٢/١١ ٢٠١٧، والتأكيد على الدور المصري المقدر في رعاية تنفيذ ذلك”.

وفيما يلي نص البيان المشترك عن اللقاء الفلسطيني الثالث في موسكو (إعلان موسكو)..

نحن ممثلو القوى والفصائل الفلسطينية المجتمعة في موسكو بتاريخ ١١-١٣ شباط عام ٢٠١٩، حركات فتح وحماس والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين – القيادة العامة والمبادرة الوطنية الفلسطينية وحزب الشعب الفلسطيني والصاعقة وجبهة النضال الشعبي الفلسطيني والاتحاد الديمقراطي الفلسطيني وجبهة التحرير الفلسطينية، نعبر عن تقديرنا العالي لدور روسيا الاتحادية في دعم الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني في الساحة الدولية، ومساهمتها الهامة في إنهاء الانقسام ودعم المصالحة الفلسطينية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس.

وبعد المناقشة البناءة للتطورات في الساحة الفلسطينية، وانسداد العملية السياسية، منذ اجتماعنا الأخير في موسكو في كانون الثاني عام ٢٠١٧اتفقنا على ما يلي:

١- نعتبر هذا اللقاء تأكيداً على وحدة الشعب الفلسطيني إزاء القضايا الجوهرية وفي مقدمتها إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس على كامل الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧، وضمان حق العودة على أساس قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة ومبادئ القانون الدولي.

٢- نرفض تماماً الادعاءات الباطلة باستحالة التغلب على حالة الانقسام، ونؤكد على وحدتنا الوطنية الفلسطينية.

٣- الإصرار على إنهاء الانقسام، واستمرار الجهود لتحقيق ذلك من خلال الحوار على قاعدة الحل الديمقراطي للتباينات في وجهات النظر، ورفض محاولات استخدام هذه التباينات لضرب حقوق شعبنا المشروعة من الاحتلال الإسرائيلي أو أيّ جهة كانت.

٤- التأكيد على حق شعبنا في مقاومة الاحتلال بكل السبل والوسائل المشروعة، والتصدي للمحاولات التي جرت وتجري لوصم نضال شعبنا، أو أي من فصائله الوطنية بالإرهاب، بما في ذلك محاولة إدانة استخدام حق الدفاع عن النفس ضد العدوان الإسرائيلي المسلح على شعبنا الفلسطيني كما جرى في جلسة الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ ٢٠١٨/٢/٦.

٥- نؤكد على التمسك والتنفيذ الدقيق والأمين لكل الاتفاقات والتفاهمات التي وقعتها القوى والفصائل الفلسطينية بدءاً من اتفاق إعلان القاهرة ٢٠١٥وانتهاءً باتفاق ١٢/١٠- ٢٢/١١ ٢٠١٧، والتأكيد على الدور المصري المقدر في رعاية تنفيذ ذلك.

٦- يؤكد المجتمعون على الرفض الكامل لما يسمى بصفقة القرن التي تلوح بها الإدارة الأمريكية، وكل المحاولات التي تستهدف تصفية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني، بما في ذلك ما يسمى بالسلام الاقتصادي أو الدولة ذات الحدود المؤقتة، وتأكيد استحالة تحقيق السلام الشامل والدائم بدون تلبية الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني.

وأكد المجتمعون على النتائج التي توافقت عليها القوى الفلسطينية في لقاءاتها السابقة في موسكو، وما أعلموا به “من دعم روسيا للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وفي مقدمتها حق تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على كامل الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧ وعاصمتها القدس، وحق عودة اللاجئين الفلسطينيين”.

٧- نرحب بإرادة المجتمع الدولي لمواجهة الإجراءات والحلول أحادية الجانب، كما برهن على ذلك رفض المجتمع الدولي قرار الإدارة الأمريكية غير الشرعي الاعتراف بالقدس عاصمة لـ”إسرائيل” ونقل سفارتها إلى القدس في عام ٢٠١٨، كما أكده حل أزمة الأونروا التي اندلعت في نفس العام بسبب وقف التمويل من الولايات المتحدة، والتأكيد على قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة (٣٢) عام ١٩٤٩الذي أسست وكالة الغوث الدولية (الأونروا) على أساسه.

٨-التأكيد على وحدة الأراضي الفلسطينية ورفض آية مخططات تستهدف فصل قطاع غزة عن الضفة الفلسطينية بما فيها القدس، وعلى ضرورة إنهاء الحصار الإسرائيلي الظالم لقطاع غزة.

٩-إبلاغ المجتمع الدولي بما في ذلك الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي و المنظمات الإقليمية والدولية كافة بنتائجه.

ويتقدم كل المشاركين في ختام اجتماعهم بعميق الشكر والتقدير لروسيا الاتحادية على استضافتها لهذا اللقاء، وحرصها على دعم نضال الشعب الفلسطيني ووحدته تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني.

وفي مقابل ذلك، دعا عضو المكتب السياسي في حركة الجهاد الإسلامي د. محمد الهندي إلى حوارٍ وطنيٍ شاملٍ لبناء استراتيجية وطنية شاملة تتمسك بالثوابت الفلسطينية وتستجيب للتحديات والمخاطر التي تحدق بالقضية الفلسطينية.

وأوضح د. الهندي أنَّ الجهاد الإسلامي رفضت التوقيع على مسودة بيان موسكو لاحتواء البيان على بندين، الأول هو اعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلا شرعيا ووحيدا، دون ربط ذلك بإعادة بنائها وتطويرها وفق اتفاق القاهرة 2005، والثاني متعلق بإقامة الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 وعاصمتها شرق القدس.

وقال د. الهندي: “إن انجاز المصالحة الفلسطينية يجب أن يكون على أسس واضحة، وأن تقوم المصالحة على أساس بناء استراتيجية وطنية صالحة لإدارة الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي في ظل التحديات التي تحدق بالقضية الفلسطينية”، مضيفاً “ان الجهاد الإسلامي يهمها وحدة شعبنا الفلسطيني، وسعت وستسعى لبذل جهود في إنهاء الانقسام، لكن الوحدة التي نريد ليس على  حكومة أو وما إلى ذلك، لأن المدخل الحقيقي للمصالحة الفلسطينية هي إعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية التي يمكن الرجوع إليها لحظة الاختلاف، لاسما في ظل البرامج السياسية المختلفة بين القوى والفصائل الفلسطينية”.

وتابع: إنجاز المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام يتطلب بناء استراتيجية وطنية وحوار وطني شامل وليكن في القاهرة، ولا بد أن يكون الحوار الوطني والمدخل الحقيقي للمصالحة ليس الهدف الانتخابات أو الحكومة أو المحاصصة، وإنما على أساس إعادة بناء المنظمة.

وأشار إلى أنَّ الجهاد الإسلامي لا يمكنها أن توقع على وثيقة تعيد إنتاج المفاوضات الفلسطينية مع إسرائيل، لاسيما أن المفاوضات أثبتت فشلها الكبير، بشهادة أصحاب مشروع أوسلو، فلماذا نعيد إنتاج المفاوضات وهذا الطريق الفاشل مرة أخرى ونبيع الوهم لشعبنا الفلسطينية مرة أخرى، قائلاً “السلطة قدمت الكثير من أجل حل الدولتين بينما إسرائيل التي تسعى لكسب الوقت وفرض وقائع جديدة على الأرض، لم تقدم أي شيء ولا ترغب بحل الدولتين، فلماذا نلزم نحن أنفسنا في حل الدولتين ؟”.

وبين ان الجهاد الإسلامي تتطلع لترجمة اتفاقات المصالحة الموقعة في القاهرة على الأرض، وإعادة الأمل للفلسطينيين، وتعزيز صمودهم في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، والتصدي لصفقة القرن.

ودعا الهندي إلى ترجمة عملية للتصدي لصفقة القرن التي تطبق على الارض الان، مشيراً إلى أنَّ صفقة القرن تطبق على الأرض من خلال استهداف اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات، وتهويد الأرض في الضفة المحتلة، وتهويد القدس.

وأشار الهندي إلى أن عدم التوقيع على مسودة بيان موسكو يأتي في سياق عدم رغبة الجهاد الإسلامي في ان يبقى شعبنا يدور في نفس الحلقة من أوهام المفاوضات فيما يستمر الاحتلال في سلب الأرض، قائلاً “هناك عمليات تهويد كبيرة تجري في القدس والحديث عن اقامة دولة وهم”.

وقال: لا يمكن أن نبيع الوهم على شعبنا، شعبنا الفلسطيني يريد من الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية ان تتحدث عن الاستيطان الإسرائيلي والقتل والتدمير والخراب والتدمير، ولا يريد العودة الى المفاوضات التي انتجت الضياع لشعبنا الفلسطيني.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى