صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية تزعم ان محمود عباس قد وصل إلى السعودية لإقناع الملك سلمان بمعارضة “صفقة القرن”

زعمت صحيفة “هآرتس” الاسرائيلية أن السلطة الفلسطينية تستعد لعرقلة خطة السلام التي سيطرحها دونالد ترامب، حيث بدأت العمل لإحباط اي دعم يمكن ان تقدمه الدول العربية والإسلامية لهذه الخطة المعروفة بـ “صفقة القرن”.
وقالت “هآرتس” ان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وقد وصل إلى الرياض، أمس الاثنين، للقاء الملك سلمان وولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في محاولة للتأكد من أن المملكة العربية السعودية تتبنى الموقف الفلسطيني من هذه الخطة.
ونقلت هذه الصحيفة الاسرائيلية عن مسؤول فلسطيني كبير قوله، إن ما يشهد على أهمية هذا الاجتماع، أن عباس قد صحب معه أقرب الأشخاص الفلسطينيين إلى السعودية، وهم رئيس المخابرات ماجد فرج، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، صائب عريقات، ووزير الشؤون المدنية حسين الشيخ ومستشاره مجدي الخالدي.
وعشية زيارة عباس، التقى فرج بمسؤولين سعوديين لمناقشة خطة ترامب وعواقبها. وقال السفير الفلسطيني في السعودية، بسام الأغا، لوكالة الأنباء الرسمية “وفا” إن عباس سيناقش مع السعوديين ما وصفه بمحاولات للقضاء على القضية القومية الفلسطينية.
وقبل زيارة عباس إلى الرياض، قام عريقات بزيارة القاهرة، حيث ركز أيضا على عرقلة خطة السلام الأمريكية. كما ناقش عباس نفسه الموضوع مع رؤساء دول في إفريقيا، وقال في مؤتمر دول القارة إن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على رعاية العملية السياسية.
ووفقا للمسؤول الفلسطيني الرفيع، فإن “مصر والمملكة العربية السعودية دولتان رئيسيتان من حيث موقف الدول العربية من الخطة الأمريكية، ولذلك من المهم للفلسطينيين سماع موقفهما الواضح من هذه القضية – على الرغم من أن التصريحات الرسمية لكل من القاهرة والرياض تدعم الموقف الفلسطيني بشأن حل الدولتين على أساس حدود 67 ومبادرة السلام العربية، ورفض أي خطة تتعارض مع هذا الموقف.”
ومن المتوقع أن تتوافق المحادثات في المملكة العربية السعودية مع التوقعات الفلسطينية بشبكة أمان اقتصادية بعد العقوبات الأمريكية على السلطة الفلسطينية، حيث قال حسين الشيخ لوسائل الإعلام الفلسطينية إن إدارة ترامب تمارس ضغوطا على البنوك العربية والدولية لمنع تحويل الأموال إلى السلطة الفلسطينية.
وقال إنه بهذه الطريقة، منعت وصول منحة بقيمة 10 ملايين دولار من العراق، والتي كان من المفترض أن يتم تسليمها من خلال جامعة الدول العربية، لأن البنوك رفضت تحويل الأموال إلى حساب السلطة الفلسطينية أو إلى صندوق استثمار منظمة التحرير الفلسطينية.
وعلى صعيد متصل ذكرت صحيفة “يسرائيل هيوم” أن المبعوث الأمريكي الخاص للشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، قد نفى بشدة، أمس الاثنين، تقريرا نشرته شبكة “فوكس نيوز” الأمريكية، يفيد بأن خطة الإدارة الأمريكية للتوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين باتت جاهزة.
وكتب غرينبلات على تويتر: “عذرا، فوكس نيوز، مصادركم أعطتكم معلومات سيئة، صحيح أن الخطة قريبة من الاكتمال، لكننا لم نصل إلى ذلك بعد، وسنستمر في تلميعها حتى يتم نشرها”.
كما نفى المبعوث الذي يشارك في كتابة الخطة أن عدد صفحاتها يبلغ بين 175 إلى 200 صفحة، وقال ان هذا غير دقيق أيضا، مضيفا: “إنها خطة سياسية اقتصادية مفصلة للغاية، ولكن ليست بهذا الطول.”
وكانت مصادر مقربة من البيت الأبيض قد صرحت للقناة أن الخطة قد انتهت وان الرئيس ترامب يشعر بالرضا عنها.
وأضافت أن ترامب تلقى سلسلة من الإحاطات حول الموضوع من السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان، ومبعوثه الخاص، غرينبلات، ومستشاره القريب وصهره جارد كوشنير.. ووفقًا لنفس المصدر فإن خمسة أشخاص من الإدارة على الأقل يملكون النص الكامل.