لا أجد الكلمات والتعبير المناسب عن شعور كل مواطن وهو يرى حالة الفوضى والتسيب التي يمر بها الوطن، ذلك الشعور الذي عبرت عنه الكثير من مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها، حيال الثالوث الإجرامي الذي يعاني منه الوطن :الفقر والبطالة والفساد، وما يفرز هذا الثالوث من أمراض أفقدت الوطن كل مناعته ومقاومته، وأخذت الرياح السوداء تهب علينا من كل الاتجاهات بالحق أو بالباطل، فقد أصبح الوطن أرضاً خصبة لكل الأخطار المحدقة بنا، بدءاً من الإرهاب إلى التدخلات الخارجية الكثيرة والمعروفة للجميع.
مؤسف ومحزن ان نرى نواب يقال أنهم نواب شعب – مع قناعتي الشخصية بأنهم لا يمثلون إلا أنفسهم – بينما كل واحد منهم لا يهمه إلا تعين أقاربه وما هم محسوبون عليه ، ولعل ما تم كشفه هو نقطة في بحر، ولكن أخذت هذه الضجة لكون المعينين من أشقاء النواب تم تعينهم في وظائف عليا ، ووصلت فضيحتها لمواقع التواصل الاجتماعي التي لها الفضل في فضح الكثير من الخفايا .
وها هي حكومة “شاهد ما شفش حاجه” تريد أن تمنع حتى الهواء إن استطاعت من خلال ما تسميه بقانون الجرائم الالكترونية، وهذا اختراع مدهش يحسب لحكومات الأردن في القرن الواحد والعشرون .
كان الواجب على رئيس الحكومة أن يخرج للشعب ويصارحه بالحقيقة، وبأن هناك مراكز قوى تتحكم في مصير الوطن من خلف الكواليس .. وأن يقدم استقالته على الفور لتكون شهادة منه على التاريخ، ورسالة قوية من أجل الإصلاح الحقيقي ، ولكن هيهات هيهات فقد اختار الطريق الأسهل، وذلك بالموافقة على تلك التعيينات وأصدر قرارا بذلك .
والسؤال الان، لماذا يا رئيس الحكومة وجد ديوان الخدمة المدنية؟ ولماذالم نقرأ او نسمع أن ابن مسئول كبير ُعين من خلاله، وعلى الدور مثل باقي خلق الله من هذا الشعب المنكوب بحكوماته ؟
أما النواب أنفسهم فالمجلس كله لا يستحق أي تعليق وهم يعلمون لو أجريت انتخابات ديمقراطية صحيحة أين سيكون مصيرهم، وهم يعلمون كذلك أن قوانين الانتخاب إياها وجدت لمنع وصول أي نائب وطن حقيقي، فحتى الديكورات من المعارضة البائسة لم تعد مقبولة .
لذلك أصبحنا لا نرى في مجلس الأنس إلا المزايدات بهدف تسجيل المواقف ادخارا للمهزلة القادمة ألمسماه انتخابات .
لقد كثرت التجاوزات من النواب قبل غيرهم وزاد احتقان الشعب الذي كفر بكل مؤسسات الدولة .
فإذا كان مجلس النواب الذي من المفترض أن يمثل كل الشعب يتصرف بهذا المستوى، فكيف نلوم بقية مؤسسات الدولة ودوائرها البيروقراطية؟
ذات يوم بعيد، قال الشاعر الكبير احمد شوقي “هناك شيء في أعلى الرأس قد تعطل” ، ولا عزاء للصامتين .