صبحي شحروري.. أحقاً رحلت ؟!
بقلم : شاكر فريد حسن
غيب الموت الكاتب والناقد الفلسطيني الكبير صبحي شحرور ( أبو نضال) بعد حياة طويلة حافلة بالنشاط والعطاء والابداع المتميز .
صبحي شحروري هو أحد أعلام ورموز الحركة الأدبية والثقافية الفلسطينية بعد احتلال العام 1967، وقد تشرفت بمعرفته في أواخر السبعينات من القرن الماضي بمدينة طولكرم .
أهتم صبحي شحروري بكتابة القصة في بدايات حياته ، ونشر قصصه في مجلة ” الأفق الجديد ” التي صدرت في منتصف الستينات ، وهو منذ أن حمل يراعه وهو مهموم بالثقافة الفلسطينية ، متفاعل معها ومع ما تطرحه من إبداعات أدبية متنوعة .
كان قارئاً نهمًا ، ومثقفاً شموليًا نخبويًا ، كرس جزءًا واسعًا من مشروعه الثقافة في مجال قراءة ونقد الاعمال الادبية الفلسطينية ، وكان له أثر وتأثير ملموس على الكتابة الفلسطينية ، وتجلى ذلك في مراجعاته التي كان ينشرها في مجلة ” البيادر ” الادبي ، التي أصدرها الصديق والزميل الصحافي جاك خزمو ، وفي مجلة ” الجديد ” ومجلة ” كنعان ” التي كانت تصدر في الطيبة عن مركز احياء التراث ، وفي صحيفة ” الاتحاد ” العريقة .
وكم كانت سعادتنا كبيرة حين أخذ صبحي شحروري يكتب بين الحين والآخر مقالات نقدية لمجلة ” دفاتر ثقافية ” التي كانت تصدرها وزارة الثقافة الفلسطينية .
صبحي شحروري شكل موسوعة متكاملة من النقد والادب ، وكان له اسهام ودور كبير وفاعل في المشهدين الثقافي والأدبي الفلسطيني تحت حراب الاحتلال . وقد اعتمد في قراءاته ومتابعاته النقدية التحليلية للأعمال الابداعية على مفاهيم واسس ورؤى جمالية ثورية ناضجة وواعية .
رحل صبحي شحروري وترك أثراً وسيرة طيبة وارثًا أدبيًا قصصيًا وروائيًا ونقديًا .. فسلاماً لروحه الطاهرة وسيبقى خالدًا في قلوبنا وأذهاننا وتاريخنا الثقافي الفلسطيني.