ماذا سيقول عبد الناصر لو انه القى خطاباً هذا الاوان

تونس – من مخيلة الكاتب حسن حسين

أيها الإخوة المواطنون

نلتقي اليوم وأمتنا العربية تمر بظروف دقيقة وصعبة، تتطلب منا الدقة في التحليل، حتى نتمكن معا من اجتيازها بأقل كم ممكن من الخسائر،برغم عمق المخاطر، وبرغم حشد القوى الاستعمارية في العالم والقوى الرجعية في المنطقة، التي تواجهنا بكل ما تمتلك من تقدم علمي في التسليح والتدريب والمراقبة، وبقدر محاولات تغلغلها داخل شعبنا العربي للتأثير على وعيه ومعنوياته، بما تملكه من أجهزة إعلامية عالمية وداخلية تستهدف إخضاع العقل العربي لمنظومات فكرية تابعة وعميلة، تزرع الإحباط واليأس وقيم الهزيمة في مجتمعنا العربي، ليسهل عليها إمكانية التخلص من روح المقاومة ومن الإرادة العربية.

يمكن إنتم شايفين معايا اللي بيحصل في كل الأقطار العربية الشقيقة، من المغرب للجزائر لتونس لليبيا واليمن وسورية والعراق، في الحقيقة لا يوجد قطر عربي واحد مازرعش الاستعمار الأمريكي والصهيونية العالمية فيه مشاكل عميقة للغاية،إن لم تكن طائفية وعرقية تكون مشاكل طبقية واجتماعية حادة، تهدد إستقرار المجتمع العربي، وتمنعه من قدرته على مواجهة مشاكله الحقيقية، هما بيصدروا لنا مشاكل زائفة مش حقيقية، واحنا للأسف بنستدرج للمستنقع ده، هما بيحاولوا يلفتوا نظرنا بعيد عن قضية الاستقلال الوطني سياسيا واقتصاديا، وبيحاولوا يشغلونا عن المهمة الأكبر وهى بناء قوتنا العربية ووحدتنا العربية، وبرضه إحنا للأسف بنستدرج لهذا المستنقع.

يعني الاستعمار العالمي والصهيونية مدخيلنا في دائرة مغلقة، لا فادرين نخرج منها ولا عارفين موقعنا فين بالظبط، وهو ده اللي عايزينه منا، نهدر وقتنا وجهدنا ومواردنا وما نقدرش نتقدم خطوة واحدة إلى الأمام.

سبق وقلت ما أخذ بالقوة لا يمكن أن يسترد بغير القوة، الناس فهمت إن الكلام ده يخص تحرير الأرض العربية المغتصبة في فلسطين وفي سيناء وفي الجولان، طبعا ده جزء من أهدافنا، لكن الحصول على ثراوتنا المنهوبة جزء أيضا من هذا الكلام، هناك توزيع غير عادل للثروة العربية، لابد للجماهير العربية المؤمنة بقوميتها وعروبتها ووحدتها، من انتزاع هذه الثروات من أنظمتها الرجعية والعميلة والمحمية بقواعد أجنبية، هما أخدوا كل هذه الموارد بالقوة وبالغصب وبدون شرعية، واحنا علينا إستعادتها علشان نقدر نبني قوتنا العربية، علشان نقدر نحمي بلادنا ونحرر الأجزاء المغتصبة ونشبع إحتياجات ورغبات كل مواطن عربي على الأرض العربية.

علشان كده أنا النهارده باوجه تحية لكل مقاوم عربي ولكل بندقية تقاوم الاستعمار والصهيونية ولكل جماعة تدافع عن شرف الأمة العربية ولو برصاصة واحدة يوميا أو حتى حجر واحد ضد العدو وضد الرجعية العميلة، وعلى رأس من أحييهم حزب الله بقيادة الأخ المقاوم حسن نصر الله،والجيش العربي الأول في سورية، وجماعات المقاومة في اليمن، المقاومة العربية هى عنوان المستقبل العربي.

أيها الإخوة المواطنون

المقاومة مبتدافعش عن مجرد أرض عربية هنا وهناك، لكن بتدافع عن الوجود العربي الذي تهدده أطماع القوى الاستعمارية والصهيونية العالمية والأنظمة العربية الحاكمة العميلة والخائنة اللي بتشتغل لصالح الأعداء لأنها بتشتغل عنده وبتقبض منه وبالتالي بتحاول تحقق أهدافه.

نقدر نفهم السلوك المعادي للشعب من أنظمة الحكم الوراثية في الممالك والإمارات، لإن الشعب لا بيختارهم ولا يقدر يحاسبهم، لكن في الجمهوريات الموضوع مختلف ومع ذلك النتيجة هى نفس النتيجة، لا يمكن يا إخواني افهم إن الشعب العربي في مصر يقبل بالتفريط في حدوده لصالح الرجعية السعودية العميلة للأمريكان والصهاينة،ولا إنه يقبل بحاكم يحمي الكيان الغاصب في فلسطين،ولا قادر أفهم تخاذل الحركة الوطنية المصرية، اللي قاومت الحملة الفرنسية والاحتلال البريطاني الغاشم، واللي وقفت في بورسعيد سنة 56 تدافع بدمها وعرقها وولادها بالنار والحديد العدوان الثلاثي، ولا ولادنا في السويس اللي دافعوا عن الأمة وكرامتها سنة73، أين ذهبت العزة والكرامة يا إخواني.

أيها الإخوة المواطنون

لم يعد أمامنا من سبيل للخروج مما نحن فيه إلا عنوة وبالقوة فوق بحر من الدم وتحت افق مشتعل بالنار.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى