كُتاب صنعتهم كامب ديفيد لتحقيق حُلم سرائيل

لم تكن كامب ديفيد معاهدة تنهى حالة الحرب بين دولتين , طبقا لما حققته المعارك العسكرية من أنتصارات أو انكسارات – أنما كانت أذعاناً من جانب السادات لأرادة الكيان الصهيونى الغاصب لأرض فلسطين , حققت هدفاً أستراتيجياً فى المدى المتوسط ,عُدَ نقطة وثوب للأستحواذ على الشرق الأوسط وفى القلب منه عالمنا العربى , بدونه لا يمكن لأسرائيل تفعيل هدفها الأستراتيجى البعيد المدى ,بقيام أسرائيل الكبرى من النيل للفرات .

فكامب ديفيد لم تُعَد سطوراً تحدد الخطوط الثلاث لسيناء لكى تعود مكبلة , وهى التى حوت ملحقاً مستوراً حمل فى طياته فقدان مصر لوعيها الجمعى , وأنهيار لقوتها الناعمة , التى تكونت وتباهت بها من خلال حضارتها ما قبل التاريخ, المزدهرة فى فترة الحكم الناصرى متجسدة فى تقدم الوعى الثقافى والأدبى والعلمى والأعلامى , حيث تجلت الفكرة القومية لدى الكُتاب وتفتق وعيهم بأن تحقُقِها شرط عودة فلسطين عربية، ولتفعيل ذلك كان الأيمان بأن الصراع العربى- الأسرائيلى قد ترسخ فى الوجدان أنه صراع وجود وليس صراع حدود .

ومن هنا فقد نقل الصهاينة كامب ديفيد بعيدا عن انهاء حالة الحرب مع مصر , الى هدف صهيونى حقير هو انهاء روح مصر والقضاء على وعيها وقوتها الناعمة التى تجلت فى كتابها وثقافتها وفنها وأدبها , وهو ما تحقق حين تخلص السادات من كل الكتاب , القوميين والناصرين والوطنيين وازاحتِهم من المؤسسات الأعلامية وحظرهم اِعلاميا اِلا ما نُدِر , وأعاد الأعلاميين الذين حاربوا الفكرة القومية والذين تعاملوا مع الصهيونية والأمبريالية الى الوجود ومكنهم من تلابيب المؤسسات الصحفية , أمثال الأخوين مصطفى وعلى أمين وموسى صيرى وابراهيم سعده ومحسن محمد وغيرهم .

كل ذلك عَبَدَ الطريق لكتاب فقدوا الوعى والبصيرة , حين ركبوا قطار الصهيونية الى تل ابيب , فكان أنيس منصور وجناحه المكسور أسير فندق الملك داوود الى تل أبيب , والكاتب على سالم ورحلاته المكوكية الى أسرائيل ولقاءاته مع الكُتَابِ الصهاينة الذين أقنعوه برواية الهيكل المزعوم .

وتجسيدا لهذا الواقع الكامب ديفدي تغلغلت الصهيونية فى الداخل المصرى عن طريق سفارتها فى مصر التى أمتلآت بالجواسيس والموساد ,وكانت قمة فرض واقعها أنها احتفلت بما اسمته قيام دولة أسرائيل ( وهو يوم النكبة ) على ضفاف النيل بالقاهرة فى حضرة بعض من كتاب مصريين مأجورين ربتهم كامب ديفيد على أمل تحقيق الوعد المشؤوم بأسرائيل الكبرى من النيل للفرات , لكن كانت محاولة كسر روح الأمة المصرية الثورى والمقاوم حين أحتفلت الحكومة المصرية بعيد ثورة يوليو الناصرية فى سفارتها بتل ابيب وتراقص السفير المصرى وزوجته مع نتنياهو وزوجته , وفرقعات الكاسات تكاد تقتل زعيم الثورة المصرية جمال عبد الناصر فى قبره .

من هنا بدت كامب ديفيد تحقق اهدافها فى قتل روح المقاومة المصرية بفقدان وعيها الناعم وقواها التى تُشكل وجدان حضارتها , لتبدو تائهة فى عالم اليوم , فخرجت اصوات سافرة, تكشف عورتها وتخلع سراويلها ,تجلت مؤخرا مع منى البرنس المفصوله من هيئة تدريس جامعة قناة السويس وهى تحتسى ما يؤدى الى توهان العقل حتى الثماله بما يدفعها الى التصوير بجانب سفير الكيان الصهيونى بالقاهرة، لحظتها فاحت رائحة الخمر من فمها وهى تُهذى أن حره …أتصور حتى مع نتنياهو !

وكذلك الكاتبة فاطمة ناعوت ” النى تجافى الدين خاصة الأسلام . ولاتعرف للقيم والأخلاق عناوين صحيحة ,والتى أنتصرت للعُرى فى مهرجان القاهرة السينمائى

مؤخراُ كتبت مقالاً تخلع فيه اللباس لليهود الصهاينة نُشِرَ فى 10 ديسمبر تغازل فيه اليهود وتتمعن فى رقتهم ونبلهم وتبكى دما على طردهم من مصر ومدى ما تعرضوا له من ظلم واضطهاد فى مصر، والاستيلاء على ممتلكاتهم، وتتوعد جمال عبد الناصر الذى صادر ممتلكاتهم لصالح شعب مصر بعد أن ثبت عمالتهم فى فضيحة لافون ، وقالت بالنص «لا يذكرُ كيف لوحقوا وشُوِّهوا وحُرقت ممتلكاتهم وطُردوا من ديارهم بمصر،وهى بذلك تفتح النار على شعب مصر حين يُتخذ كلامها مبرر لمطالبة اليهود بالتعويضات من مصر بما للوبيات الصهيونية من قوة على صناع القرار فى اوروبا وامريكا

وهى تقدم أوراق اعتمادها لنتنياهو لتفوز برغبته وشهوته حين تهاجم الزعيم جمال عبد الناصر وتعتبره الوحش الذى أضطهد الصهاينة – وكأنها تضع شعار من النيل للفرات موضع التطبيق وتمالىء الصهاينة حقهم المزعوم فى الهرم مؤكده على انهم من شيدوه .ولأن عقلها قد تدنى بعدم أدراكها مبادىء الأسلام الحنيف فمن الطبيعى أَلا تدرك جرائم الصهاينة ضد الشعب الفلسطينى وكذا الشعوب العربية فى لبنان ومصر وسوريا , ولا أحتلال قطعان المستوطنين لأرض فلسطين فى عقلها المريض , وقد طالبت بتعويض اليهود عن ممتلكاتهم وتهجيرهم القصرى (كما ادعت من مصر).

كل ذلك كان ممنهجا فى كامب ديفيد , ولذلك التقطت اسرائيل تلك الدعوات وطالبت 7 دول عربية بمبالغ إجمالية قدرها 250 مليار دولار تعويضا عن ممتلكات اليهود الذين “أجبروا” على مغادرة تلك البلاد عقب قيام دولة إسرائيل، وذلك بحسب صحيفة تايمز أوف إسرائيل, وقالت غامليل، وهي عضو بحزب الليكود الإسرائيلي:” لا يمكن التحدث عن الشرق الأوسط بدون الأخذ في الاعتبار حقوق اليهود الذين أجبروا على ترك تلك البلاد وسط أعمال عنف , وصار كل ذلك فى محاولة للتغطية على جرائم اسرائيل ضد شعبنا الفلسطينى والمطالبة بتعويضات عن هذه الجرائم بل وبأنهاء حقه فى العودة الى دياره .

ومن هنا كانت اتفاقيات العار معها وقد تجسدت فى كامب ديفيد ووادى عربة وأوسلو هى لتصقية القصية الفلسطينية والقضاء على فلسطين نهائيا ’ بفعل تغييب الوعى الجمعى للشعب العربى عن طريق ما يدعون انهم كُتَاِبة واِعلامه وهم عملاء لأسرائيل .

ولتحقيق الهزيمة الروحية للشعب العربى والمصرى تجلت البرامج الحوارية فى فضائيات البترودولار , خاصة مع من يدعى يوسف زيدان فى تحطيم روح البطولة عند الشعب حين حاول ان مهاجمة زعمائة التاريحيين من صلاح الدين الايوبى الى جمال عبد الناصر ووصمهم بكل ماتقرره لهم الصهيونية من عداء , وهو بذلك ينفذ حروف كامب ديفيد بكل وفاء.

فيا شعبنا العربى , لك العقل ولك أن تحقق مقولة جمال عبد الناصر أن شعبنا العربى هو القائد وهو المعلم وهو الخالد ابداً , فقد حان لك ان تلفظ هؤلاء الكتاب المبرمجين لتنفيذ ملاحق المعاهدات مع اسرائيل , وان تقذف بهم الى مزابل التاريخ , حين تجدد فكرك وتقدح عقلك وتتخذ من الفعل الثورى طريقاً يؤكد أن عدونا الصهيونى هو عدو وجود ونضالنا معه ليس نضال حدود .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى