منتهى الكرم.. قتلة خاشقجي عرضوا عليه تناول كوب من الشاي قبل تخديره وتقطيع جثته

قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية إن المغدور جمال خاشقجي قد وافق بعصبيةٍ على عرض لتناول كوب من الشاي داخل القنصلية السعودية من «فرقة القتل» قبل لحظاتٍ من تخديره ومن ثَم قتله وتمزيق جثته»، وفقاً لرواية جديدة عن الدقائق الأخيرة من حياته.

وكان الصحافي البالغ من العمر 59 عاماً قد قرَّر مغادرة موطنه المملكة العربية السعودية متجهاً إلى الولايات المتحدة في سبتمبر/أيلول عام 2017، ولكنَّه استُدرِج إلى السفارة السعودية في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول من هذا العام لاستخراج أوراق زواجه المقبل.

وسجَّلَت أجهزة التنصُّت التي زرعتها المخابرات التركية داخل المبنى تخطيط أعضاء «فرقة القتل» لعملية القتل في الأيام السابقة وتنفيذها في الثاني من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وحسبما نشرت صحيفة Washington Post الأميركية، التي كان خاشقجي أحد المساهمين فيها بمقالات الرأي، فإنه عندما وصل إلى القنصلية سأله أحد أعضاء الفريق «عما إذا كان يرغب في تناول الشاي».

وذكرت الصحيفة أن صوت خاشقجي كانت تشوبه نبرةٌ «عصبية» عندما وافق على تناول الشراب كشفت عن شعوره بعدم الارتياح.

وكشفت الصحيفة أن جمال خاشقجي كان في أثناء زيارته لأحد أصدقائه بأحد أحياء ولاية فرجينيا الأميركية، قد تلقى اتصالاً، بالتحديد في أكتوبر/تشرين الأول 2017، من سعود القحطاني أحد المستشارين السابقين لولي العهد السعودي والمتهم بقتل الصحافي السعودي.

وحسب التقرير المنشور في The Washington Post والذي أعده كل من سعاد مخنيت وجريغ ميللر، فإن القحطاني كان مؤدباً في المكالمة، وأخبر خاشقجي بأن تعليقاته على إصلاحات ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، في المملكة، وضمنها السماح للمرأة بالقيادة، كانت مثار إعجاب ولي العهد. وفي حين كانت المحادثة وديةً، فإنَّ فحواها كان واضحاً: لم يعد خاشقجي يعيش تحت الحكم السعودي، لكنَّ أقوى فرد في الأسرة الملكية كان يرصُدُ كل كلمةٍ يكتبها.

ردَّ خاشقجي بمزيجٍ من التوتُّر والارتياع اللذين اتصفت بهما الأشهر الأخيرة من حياته. فأعلن للقحطاني استياءه من أزمة النشطاء الذين يعرف بأمر اعتقالهم في المملكة، وفقاً لصديقٍ كان شاهداً على المحادثة. لكن حتى في أثناء حديثه عن هذا الأمر، قال الصديق: «رأيتُ كيف أنَّ يد جمال كانت ترتعش وهو ممسكٌ بالهاتف».

وبعد مضيِّ عامٍ، لقي خاشقجي حتفه عن عمرٍ يناهز الـ59، واتَّهمت الوكالات الاستخباراتية الأميركية الأمير محمد والقحطاني بعملية قتله، التي نفَّذها فريقٌ من المُغتالِين المُرسَلين من الرياض.

وتابع الصديق الذي شَهِدَ المحادثة، مشترطاً عدم ذكر اسمه حرصاً على سلامته: «كانت أشدُّ مخاوفه تتمثَّل في أن يتعرَّض للسجن لا القتل. لم يخطر ذلك بباله قط».

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى