شعب الجبارين

على امتداد قضية فلسطين، اثبت شعبها بمختلف اجياله انه من طينة الجبارين.

لقد فاقوا في صمودهم وتضحياتهم وقوتهم كل شعوب الأرض وتفوقوا على الكوريين والفيتناميين وحتى الجزائريين بلد المليون ونصف شهيد في تقديم التضحيات في الأنفس والأموال وكل شيء.

ورغم غطرسة الاحتلال الصهيوني وجرائمه وكل وسائله الدموية والمالية والاجتماعية التي أراد بها قهر الشعب الفلسطيني وطرده من بلاده فلم ينجح في ذلك .

واستمر الشعب الفلسطيني شعب الجبارين في صموده وعنفوانه وبقائه على ارض أجداده.

بل ان مئات الألوف من المهاجرين اليهود قد غادروا فلسطين المحتلة وعادوا من حيث أتوا الى البلاد التي جاءوا منها في روسيا وأوروبا وإفريقيا، والكثير منهم هاجروا الى أمريكا وكندا واستراليا هربا من الوضع الذي عاشوه في فلسطين.

وربما في القريب المنظور يأتي يوم الذي يقوم فيه أخر يهودي يغادر مطار اللد ويكتب على جدار المطار أنا أخر يهودي غادر فلسطين الى غير رجعة.

هذا ليس حلما او تنبؤاً بل هو واقع قادم لا شك فيه ..وان غدا لناظره قريب.

فقد رأيت بالأمس على تلفاز قناة فلسطين واقع حياة ثلاث عائلات أخوة يعيشون في ثلاث بيوت متجاورة في قرية تدعى حتموف قرب بورين – جنوب نابلس ولهم مزرعة يعيشون فيها وعلى ثمرها.

وحول المزرعة ثلاث مستوطنات يهودية تحيط بها من معظم الجهات.

وقد حاول المستوطنون شراء ارض ومزرعة الإخوة الثلاث ودفعوا لهم فيها عشرين مليون دولار رغم أنها لا تساوي مائتين ألف دولار.

ولكن جواب الأخوة الثلاث كان : لو دفعتم لنا كل كنوز الأرض ذهبا ولؤلؤا وماسا ما بعناكم حبة تراب واحدة من هذه الأرض.

هذا هو شعب الجبارين.

وهذا هو الشعب الفلسطيني الذي يقدم الأمثال الرائعة على الصمود والتضحية والتمسك بالتراث والأرض والعرض.

وقد قطع عنهم اليهود المياه والكهرباء والطرق ومنعوا أطفالهم من الذهاب لمدرسة بورين التي تبعد اثنين كيلو عن قريتهم، ولكن الأطفال كانوا يذهبون من طرق التفافية تستغرق ساعتين بدل ربع ساعة للوصول إلى مدرستهم . وجلبوا المياه بالسيارات وكان لديهم سيارتان لاستعمالهم الخاص فقام اليهود بحرقهما، ولم ينجحوا في أثناء الفلسطينيين الأحرار عن البقاء في ارض أبائهم وأجدادهم وعدم قبول الملايين ثمنا للأرض.

هذا هو شعب الجبارين الذي يتمسك بالأرض كما يتمسك الإنسان بحياته وروحه.

وهكذا يثبت الشعب الفلسطيني البطل انه دائما شعب التضحية والبطولة والرجولة.

فقد قامت أمس الاول الجمعة مظاهرات على غلاف قطاع غزة ضد الاحتلال الصهيوني أسفرت عن استشهاد ثلاثة فلسطينيين وجرح أربعين آخرين، وبذلك يقدم هذا الشعب العظيم الضحايا والأبطال على مذبح الحرية.

ان شعب الجبارين لن يكل ولن يمل ولن يخاف من جيش الاحتلال الصهيوني المدجج بمختلف أنواع الأسلحة الحديثة والمتطورة والذي سماه رئيس وزرائه – النتن ياهو- بجيش السقايط لأنهم رغم كل ما يزودون به من أسلحة ووسائل حماية لا يزالون يهربون من الساحة عند أول اشتباك مع الفلسطينيين، رغم ان الجنود الصهاينة مزودون بالرشاشات الحديثة والقنابل الحية والصوتية، وهم يطلقونها على المتظاهرين الفلسطينيين العزل دون ان يتمكنوا من إيقاف هذه المظاهرات المستمرة منذ أشهر،  وستستمر سنوات حتى يرحل هذا العدو الغاشم عن ارض فلسطين الطاهرة ارض الأبطال والشهداء

ولا يزال الشعب الفلسطيني صامدا على أرضه، ثابتا في مدنه وقراه مثل ثبوت الجبال لأنه صاحب حق وعدوه صاحب باطل… والحق ينتصر دائما على الباطل لان الباطل كان زهوقا ولو بعد حين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى