انسحاب امريكا من سوريا يعني القاء اسرائيل تحت عجلات الباص الروسي

 

أثار قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المفاجئ سحب القوات الامريكية من سوريا، انتقادات شديدة ومخاوف لدى مسؤولين استخباراتيين إسرائيليين، فقد نقلت صحيفة “نيويورك تايمز” الامريكية اقوالهم امس الجمعة، حيث وصفوا القرار بانه يضع إسرائيل بحالة من عدم الاستقرار.

كما وصف احد هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين الخطوة بانها تثير “شعورا بالهجر والتخلي”، وقال ان الخطوة ترسخ التواجد الإيراني في سوريا وتخلق تهديدا استراتيجيا على إسرائيل. وشدد المسؤولون الإسرائيليون في حديثهم انهم شعروا “بالخيانة” بعد قرار الانسحاب الأمريكي.

وبالرغم من ان رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو لم يطلق انتقادات علنية على الخطوة، لكن رجال الاستخبارات الإسرائيلية وفقا لـ”نيويورك تايمز”، يقولون انها تضع إسرائيل بحالة من عدم الاستقرار الأمني.

وقال احد هؤلاء المسؤولين الإسرائيليين بأن الولايات المتحدة تخلي عمليا الشرق الأوسط لتبقى روسيا القوة العالمية الوحيدة المهيمنة على المنطقة. وتخشى إسرائيل انه بدون التواجد الأمريكي فانه سيتم تمرير الأسلحة بشكل حر من ايران وروسيا الى سوريا، ومن سوريا الى حزب الله حليف ايران.

ووصف احد المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين الوضع بان “ترامب القى عمليا إسرائيل تحت عجلات الباص- وفي هذه الحالة الباص هو شاحنات الجيش الروسي التي تنقل أسلحة الى سوريا وحزب الله”.

ويعني مصطلح “رميه تحت عجلات الباص” بالانجليزية التخلي عن شخص ليواجه المخاطر لوحده، اصبح استعماله دارجا بما يتعلق بعلاقات إسرائيل والولايات المتحدة، بشكل أساسي منذ ان ادعى المرشح الجمهوري للرئاسة مات رومني عام 2011 بان الرئيس أوباما “رمى إسرائيل تحت عجلات الباص” بكل ما يتعلق بالصراع ضد ايران.

واعلن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان امس الجمعة بان بلاده ستتولى قيادة الحرب ضد داعش بعد الانسحاب الأمريكي من سوريا. وقال في خطابه بإسطنبول بان انقرة ستستمر بمحاربتها القوات الكردية شمال سوريا.

وفي اعقاب القرار الأمريكي أعلنت القوات الكردية YPG انها ستضطر لتغيير مهام محاربيها من القتال ضد داعش الى الدفاع عن أراضيها. وقال مسؤول امريكي فضل عدم ذكر اسمه بان وزارة الدفاع الامريكية تفكر وضع قوات خاصة بالعراق للعمل في سوريا.

مكتب رئيس الحكومة العراقية قال ان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو تحدث معه، وابلغه ان واشنطن لا زالت ملتزمة بالحرب ضد داعش بالرغم من انسحابها من سوريا.

وأعلن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الخميس استقالته من منصبه، وذلك بعد مرور يوم واحد على قرار الرئيس دونالد ترامب الانسحاب من سوريا الذي كان له وقع الصدمة على المؤسسة السياسية الأميركية.

وفي رسالة بعث بها الى ترامب قال ماتيس إن نظرته الى العالم التي تميل الى التحالفات التقليدية والتصدي لـ”الجهات الخبيثة” تتعارض مع وجهات نظر الرئيس.

وأضاف ماتيس “لأنه من حقك أن يكون لديك وزير دفاع تتوافق وجهات نظره بشكل أفضل مع وجهات نظرك حول هذه القضايا وغيرها، أعتقد أنه من الصواب بالنسبة اليّ أن أتنحى عن منصبي”.

رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو هاتف ترامب الاربعاء الماضي، وذكر بيان صادر عن مكتبه:”ان الجانبين ناقشا الوسائل لاستمرار التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة ضد العدوانية الإيرانية”، وسبق ان تطرق نتنياهو الى القضية أمس وقال ان إسرائيل ستستمر بالعمل بقوة ضد محاولات إيران لترسيخ وجودها ان كان في سوريا او لبنان، وشدد على ان إسرائيل تقوم بهذا بدعم واشنطن.

ودافع الرئيس الأمريكي دونالد امس الاول الخميس عن قراره سحب القوات الامريكية من سوريا الذي اثار ردودا دولية متخوفة، مؤكدا ان واشنطن لن تستمر بلعب دور الشرطي في الشرق الأوسط دون مقابل.

وقال ترامب عبر تغريدة ان ” الانسحاب من سوريا ليس مفاجأة، انا أقوم بحملة بهذا الخصوص منذ سنوات ” وتابع “لن نستمر بلعب دور الشرطي بالشرق الأوسط، بدون ان نحصل على شيء مقابل ذلك سوى خسارة أرواح غالية وإنفاق آلاف ترليونات الدولارات لحماية أشخاص، لا يثمنون في مطلق الاحوال تقريبا ما نقوم به؟ هل نريد أن نبقى هناك الى الأبد؟ حان الوقت أخيرا لكي يقاتل الآخرون”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى