هذه أفضل 10 روايات عربية وعالمية صدرت العام الحالي
لا يتوقف نهر الإبداع العربي عن التدفق والجريان، ولايزال الكتّاب والمبدعون في العالم كله يواصلون استكشاف طرق جديدة ومناطق مختلفة للكتابة، وللتعبير عن الواقع بكل ما فيه من مآسٍ وصراعات ومشكلات كلٌ بطريقته. هنا نرصد كيف صوّر لنا عدد من كبار مبدعينا الروائيين سواء كانوا العرب أو الغربيين جانبًا من هذا العالم كما تجلى في 10 من أفضل الأعمال الروائية الصادرة في عام 2018.
- “الوصايا”.. لعادل عصمت
استقبلنا العام برواية «الوصايا» التي صدرت في عرض الكتاب، في هذه الرواية يتمم الروائي المصري عادل عصمت ما كان قد بدأه في مشروعه الروائي في رصده الدؤوب لبحث الإنسان عن الحرية والاستقرار والحياة الكريمة، تلك الهواجس والأفكار التي وجدناها في رواياته السابقة من «حياة مستقرة»، حتى «الوصايا» التي يحكي ويرثي فيها لزمنٍ ماضٍ ويضع فيها من خلال وصايا الجد للحفيد وسرد تفاصيل حكايته عددًا من الأفكار الأساسية التي يود أن ينقلها من خبرة الحياة والتجربة إلى الأجيال القادمة، وهو في الوقت نفسه يسرد تاريخ تلك العائلة وتفاصيلها الحياتية الصعبة.
- “جمهورية كأنّ”.. لعلاء الأسواني
عودة إلى أحداث ثورة يناير 2011 وتفاصيل القمع والحراك السياسي السابق للثورة، يعود الأديب والسياسي البارز علاء الأسواني بعد ثلاث سنوات من التوقف عن الكتابة الأدبية والانشغال بالسياسة، ليرصد الثورة المصرية في روايةٍ تم منع صدورها وتوزيعها في مصر قبل أن تخرج من المطبعة، مما دفعه لنشرها في دار الآداب بلبنان.
ولكن يبدو أن الصدى الذي أحدثته الرواية لم يكن ما توقعه، إذ رأى الكثير من القرّاء في الرواية سطحية شديدة في تناول الأحداث ورسم الشخصيات رغم أنها لا تخلو من التشويق والإمتاع على عادة روايات الأسواني، وسرعان ما تم ترجمة الرواية إلى أكثر من لغة،وكان ملحوظًا تغيّر عنوان الرواية مع الترجمة التي حملت عنوان «ركضت إلى النيل»، وكان من حسن حظ الرواية أن كتب عنها الكاتب أحمد خالد توفيق مقاله الأخير قبيل وفاته.
- “رغوة سوداء”.. لحجي جابر
رغم كونها الرواية الرواية الرابعة لكاتبها الشاب الذي حصل على جائزة الشارقة منذ كتب روايته الأولى «سمراويت» 2012، إلا أنها تعد انطلاقة جديدة ومختلفة له، استطاع فيها أن يعبّر عن مأساة جديدة، ربما لم تتناولها الأقلام العربية من قبل، وأن يحكي عن مآساة اللاجئين وخصوصًا يهود الفلاشا المهجرين من أفريقيا إلى إسرائيل باعتبارها أرض الميعاد وما وجدوه هناك من مشقات ومصاعب، وكيف اختلفت بهم الحياة عما كانوا يتصورونه.
كما تناقش الرواية قضية البحث عن الهوية من خلال بطل العمل الذي يسعى جاهدًا لأن يكون له وجود مهما تغيرت هويته وديانته. اعتمدت الرواية على عدد من الوقائع التاريخية المعروفة بالإضافة إلى دمج قصة أحد الشباب الذين سمع الكاتب عنهم قبيل كتابة روايته، حظيت الرواية بقراءاتٍ عديدة واستحسانٍ نقدي كبير منذ صدورها، صدرت الرواية في منتصف العام عن دار التنوير.
- “جزء مؤلم من الحكاية”.. لأمير تاج السر
الواقعية السحرية عربيًا كما تتجلى بقلم الروائي السوداني الكبير أمير تاج السر، في حكاية تبدو ذات نكهة بوليسية، ولكننا سرعان ما نغوص في عالمها وعلاقات أبطالها وحكاياتهم شديدة الخصوصية حتى نتورط في إتمام هذه الرواية بقدرٍ كبير من المتعة. ورغم أن الرواية تدور في أجواء بعيدة عن عالم اليوم، في عالم متخيّل تمامًا، إلا أنها تقترب بشكلٍ خاص من عالمنا، وتبدو فيها قدرة أمير تاج السر على المزج بين الحكايات الشعبية والأساطير والسرد الخاص به. صدرت الرواية عن دار هاشيت أنطوان.
- “فيد باك”.. لسناء عبد العزيز
الرواية الأولى للشاعرة والمترجمة سناء عبد العزيز، حصلت بها على «جائزة الطيب صالح» للإبداع العربي عام 2017. تتقاطع الرواية مع سيرة حياة كاتبتها من جهة، وتسعى من جهةٍ أخرى للتعبير عن عوالم المرأة بطريقة مختلفة مغايرة للسائد في الكتابة النسوية. صدرت الرواية منتصف هذا العام عن دار بتانة.
- “فردقان”.. ليوسف
بعد عامين من الانتظار، وأحاديث وأخبار كثيرة حول رواية الكاتب المثير للجدل يوسف زيدان صدرت روايته الجديدة «فردقان» بعنوان جانبي موضح «اعتقال الشيخ الرئيس»، تلك الرواية التي تتناول فترة اعتقال العالم الكبير «ابن سينا» في قلعة «فردقان» وسط إيران.
وسرعان ما تباينت الآراء حول الرواية بين القراء الذين رأى بعضهم أن فيها عودة لقلم «يوسف زيدان» وعالمه التاريخي الأثير لديهم الذي أحبوه وعرفوه به في «عزازيل»، في الوقت الذي اعتبرها البعض رواية عادية لا تقدم الجديد عن حياة وعالم «ابن سينا» الذي عرفه القراء في روايات سابقة مثل رواية «الطريق إلى أصفهان» لجيلبرت سينويه، كما انتقدوا ما جاء في الرواية من علاقات «ابن سينا» النسائية المتعددة وقصص الحب التي ترد في الرواية بتفاصيل كثيرة لا حاجة لها.
- “الجمال جرح” ..لإيكا كورنياوان
رواية من الأدب الأندونيسي الذي لا نعرف عنه الكثير، يسير فيها كاتبها على خطى مدرسة الواقعية السحرية وما فيها من ثراء وإعمال شديد للخيال، من خلال مدينة «هاليموندا» ونسائها وعالمها الذي لا شك سيذكر القارئ بعوالم جابرييل جارثيا ماركيز و«مائة عام من العزلة». يقدمها المترجم والشاعر المصري أحمد الشافعي، وصادرة أول هذا العام عن الكتب خان.
- “سارقة الكتب” .. ماركوس زوساك
رواية الكاتب الأسترالي «ماركوس زوساك» الأشهر، صدرت عام 2005 وحصدت عددًا من الجوائز، كما وصلت لقائمة الأكثر مبيعًا في جريدة النيويورك تايمز. تم تحويلها إلى فيلم سينمائي بنفس الاسم عام 2013، وصدرت ترجمتها العربية مؤخرًا عن دار ممدوح عدوان بترجمة دالية مصري.
- “من الظل”.. لخوان خوسيه مياس
رواية خوان ميّاس المعروف بعالمه الخاص الذي يجمع بين الواقعي والخيالي باقتدار، والذي حاز على إعجاب الكثير من القراء والنقاد عالميًا وعربيًا، ترجمت الرواية مؤخرًا بترجمة الروائي أحمد عبد اللطيف عن الإسبانية، وصدرت عن دار المتوسط.
- “مون تايجر”.. لبينيلوبي لايفلي
الرواية الحاصلة على جائزة مان بوكر البريطانية عام 1987، صدرت أخيرًا في ترجمة عربية ضمن سلسلة آفاق عالمية، ترجمتها الدكتورة إيناس التركي، وذلك بالتزامن مع وصولها للقائمة القصيرة لجائزة البوكر الذهبية بمناسبة مرور خمسين عامًا على إطلاق الجائزة.
تدور أحداث الرواية في فترة الحرب العالمية الثانية، وتنتقل بطلتها «كلوديا» بين الزمان والمكان لتكتب كما تقول في الرواية «تاريخ العالم»، تجمع الكاتبة والساردة في روايتها بين الخاص والعام، وترصد كيف كان الناس وعلاقتهم بالحرب في ذلك الوقت، وتنتقل من بريطانيا إلى القاهرة، وتحكي عن تفاصيل هذه المدينة التي تراها لأول مرة، وكيف انعكس أثرها على حياتها وعلاقاتها بالناس. صدرت الرواية مؤخرًا عن سلسلة آفاق عالمية التابعة للمجلس الوطني للثقافة والآداب بالكويت.
يبقى أن نُشير إلى أن هناك بالتأكيد عددًا أكبر من الأعمال الروائية الصادرة هذا العام عربيًا وعالميًا، ربما لم يحالفنا الحظ للاطلاع عليها وقراءتها، ولكننا حاولنا قدر المستطاع أن نقدم إطلالة عامة على أهم هذه الأعمال، ويبقى أن ننتظر اختياراتكم وترشيحاتكم.