الحل النهائي الإسرائيلي: فصل غزة وإقامة إمارات فلسطينية منفصلة في الضفة
بقلم : د. كاظم ناصر
إسرائيل لا تريد حلاّ سلميّا، وتعمل ليلا نهارا لتغيير جغرافية وديموغرافية الأراضي المحتلة وطمس الوجود والتاريخ الفلسطيني، وإفشال أي مشاريع سلام مستقبليّة تتضمّن إقامة دولة فلسطينية مستقلة؛ ولهذا فإنها تبحث عن حلّ يشتّت ويحاصر ويهمّش الوجود الفلسطيني، ” ويشرعن” احتلالها لفلسطين من البحر إلى النهر.
وللبحث في هذا السياق عقدت حركة ” إسرائيل لي ” اليمينيّة العنصريّة التي ترأسها ساره كوهين ” مؤتمر المصلحة الوطنيّة ” في نهاية شهر نوفمبر الماضي شارك فيه وزراء ونواب وأكاديميون يمثلون أقصى اليمين المتطرّف من بينهم وزير التعليم ” نفتالي بينيت”، وعضو الكنيست ” موشيه فايغلين”، والجنرال ” أمير أفيفي”، والمستشرق الدكتور ” مردخاي كيدار”، وعرضت فيه للنقاش خمس خطط لتصفية القضية الفلسطينية نهائيا تشمل ضم الضفة الغربية بشكل كامل إلى إسرائيل، وحل السلطة الفلسطينية وطرد قادة المقاومة، وتشجيع هجرة الفلسطينيين للخارج خاصة إلى الدول الأوروبية وأمريكا وكندا، ورفض أي تنازلات جغرافيّة للفلسطينيين، ومناقشة خطّة ” سلام كيدار” أو حل ” الثمان إمارات ” القائم على فلسفة ” إما نحن وإما هم. ” العنصرية الصهيونية.
“كيدار” المتخصّص في الدراسات العربية، والمعروف بمواقفه العنصريّة، وسبق له أن دعا إلى اغتصاب أمهات وأخوات منفّذي عمليات المقاومة يعمل على خطة ” سلام” تستند إلى ثقافة القبيلة، وتنصّ على ضرورة التعامل مع الفلسطينيين … كجماعات وحمائل وجهات لا كشعب …، وتقترح تفكيك السلطة الفلسطينية وإقامة 8 إمارات فلسطينية هي غزة، جنين، نابلس، رام الله، أريحا، طولكرم، قلقيلية، والخليل تمارس كل إمارة منها حكما ذاتيا، ويكون لها حكومتها، وإدارتها، وقوانينها، ونظام تعليمها، وإعلامها.
إن ما تقوم إسرائيل بتنفيذه على الأرض لا يتعارض مع هذه الخطة؛ فمنذ احتلالها للضفة وغزة وهي تعمل ما بوسعها لتسهيل وتشجيع هجرة الفلسطينيين للخارج ومنعهم من العودة، وتقوم بسرقة الأراضي الفلسطينية وتطويق المدن والبلدات والقرى الفلسطينية بالمستوطنات، وبجيش من عتاة المستوطنين المسلحين الحاقدين، وهدفها النهائي هو خلق ” إمارات ” فلسطينية مقسّمة، هامشية، معزولة جغرافيا، وتحت هيمنتها العسكرية والاقتصادية.
هم يفكّرون، ويخطّطون، ويختلفون ويتّفقون على ما يخدم أهدافهم وينفذون ما يتفقون عليه، ونحن كفلسطينيين وعرب نتفق على ألا نتفق، ونبدع في تبرير هزائمنا وفشلنا وانقساماتنا وخلافاتنا التي لا تنتهي! واقع مأساوي لا يبشّر بخير في المستقبل القريب!؟