السترات الصفراء.. تميل الى الاِحمرار

للون الأصفر الذى ارتداه منتفضو الشعب الفرنسى- ضد الطغمة الأمبريالية الحاكمة فى فرنسا والتى يعبر عنها (ماكرون )المُصنع من قِبل مافيا الرأسمالية العالمية والمتحكمة فى النظام العالمى – معنى ومغزى , فهى تقول لقرارات ماكرون الضرائبية (التى تُثقل كاهل الطبقات الدُنيا فى فرنسا , والتى تصب فى ماعون مافيا الرأسمالية )أن تقف ولا تنفذ , ومن خلال التصاعد وأنفلات الأوضاع فى “الشانزيليزيه” تصاعد اللون الى الأحمر وبدت مطالب أصحاب السترات الصفراء التى حملت رايات حمراء ,ترفرف وتتجلى حول 42 مطلب :رفع الحد الاقصى للاجور ٢٠ مرة الحد الادنى للاجور .. رفع سن المعاش ل ٦٣ سنة .. اعادة تقييم الشرائح الضرائبية بحيث يتم رفعها على الشركات العملاقة : جوجول .. امازون .. ماكدونالد …الخ و رفع الحد الادني للاجور .. ومطالب اخرى …لتحقيق العدالة الاجتماعية ..

لكن يبقى السؤال الذى يبرز الآن – من خلال الحراك الأجتماعى الذى يضرب فرنسا الآن – ويبدو انه بدأ مع صعود ترامب الى قمة السلطة التى يمسك بخيوطها مافيا اللوبيات فى أمريكا – والذى يتوقع أن يتطاير بفعل رياح الشتاء الفرنسى المحملة بالدخان الصاعد من أحمرار حرائق الشانزيلزيه الى العديد من بلدان أوروبا الغربية : لماذا أتت مافيا الرأسمالية والصهيونية العالمية بحكام( تم تصنيعهم) لتظهر وجهها السافر فى العداء للحرية والأخاء والمساواة (شعار الثورة الفرنسية) وحقوق الأنسان التى طالما تغنى بها أصحاب النظام الرأسمالى الأمريكى والغربى واتخذوها تعبيراً عن التقدم والأزدهار , لينقلبوا عليها و ليكشفوا لكل شعوب العالم أنها كانت أكذوبة لتضليلها وتخديرها ؟.

من اجل نهب فائض القيمة وعرق العمال وسرقة ثروات كل البلدان فى آسيا وافريقيا و أمريكا اللاتينية وخاصة بلداننا العربية , التى نزحوا ثرواتها فى الدول الخليجية , وكبلوا الدول الفقيرة بقروضهم التى تعمق الدين الخارجى وتزيده من اجل السيطره عليها ورهن مقدراتها بفعل تصنيع حكام لها تكون سماسرة للصندوق والبنك الدوليين وتدين بالولاء لمافيا الرأسمالية والصهيونية العالمية بقهر أرادة شعوبها العربية والوقوف وجه عثرة ضد تقدمها لصالح أمن النظام الأسرائيلى , ولتظل سوق رائج لمنتجات الشركات متعددة الجنسيات .

لكن مع صعود ترامب فى أمريكا وماكرون فى فرنسا وماى فى أنجلترا بدا انهم قد انتقلوا من مرحلة نهب ثروات شعوب العالم وأفقارها ,الى شعوبهم فى الداخل فى محاولة لأفقارها ومص دمائها والقضاء على حقوقها التى ناضل من اجلها العمال والطبقات الدُنيا والوسطى من المجتمعات الأوروبية والأمريكية والتى انتزعوها سابقا ,من بين براثن الرأسمالية الحاكمة , وهاهى الآن وقد خدرت شعوبها بقيم الحرية والمساواة والأِخاء وحقوق الأنسان وبعد أن تاجرت بها على مدار السنوات , عادت الى طبيعتها وقيم المافيا فيها التى تتجلى فى الجشع ومص دماء العمال والفقراء والتفرد بالمجتمع من خلال الرفاهية الدونية والنظره الأستعلائية ,للآخر وأعتباره القائم على خدمتها ورفاهيتها فى سبيل الفتات والعيش المتدنى على هامش الحياة .

ومن هنا كان فرض الضرائب على الطبقات الدُنيا والوسطى فى المجتمعات الأوروبية والأمريكية وتحرير رأس المال الذى يصب فى الشركات متعددة الجنسيات من كل القيود , وتكبيل كاهل الشعوب بكل المتطلبات التى تخدم مافيا الرأسمالية العالمية , وقمع كل الثورات والأنتقاضات التى يشنها من يثور على هذا الطغيان بالحديد والنار ,وانتهاك كل قيم الحرية والديمقراطية وحقوق الأنسان , بوجه سافر , لايعبر الاِ عن مجتمع الغاب الذى يأكل فيه القوى الضعيف ’ لتنجلى عن الرأسمالية التى بدت رائحتها الأمبريالية الصهيونية تزكم الأنوف , طبيعتها العدوانية والدونية والسافرة فى عدائها للأنسانية وقيمها السمحة التى تاجرت بها على مدار السنوات .

ويبقى السؤال لماذا انتفاضات الشعوب الأمريكية الغربية ,بدأت فور فوز ترامب ومع أول فعل رجعى لماكرون ؟

من خلال سيطرت مافيا اللوبيات الرأسمالية التى تجلت بأمبرياليتها وصهيونيتها على مراكز الحكم فى هذه الدول ,فقد وقفت بكل أمكانياتها لتجعل من ” ترامب” رئيسا للولايات المتحده الأمريكية , وهو الفاشل سينمائيا والمصارع من ورق والسمسار البارع النهم لرأس المال الحرام

وكذلك جعلت من “ماكرون” هذا الشاب الذى حكمته زوجة فاقت عمر أمه وأثرت فيه نفسيا حتى بدا وليدها, ولذلك كان الأقرب والأسهل لمافيا هذه اللوبيات لتصنع منه نجما سياسيا وهو الفاقد للسياسية والوحيد من بين رؤساء فرنسا الذى يأتى بدون حزب سياسى يظاهره وتمكينه من السيطرة على البرلمان بسرعة الصاروخ .

ومن هنا أدركت طليعة القوى الشعبية فى أمريكا وفرنسا أن كيانها قد تهدد وأن رفع شعارات الحرية والمساواة والتأخى وحقوق الأنسان من جانب مافيا الرأسمالية العالمية كان للاتجار ولتخدير الشعوب ودغدغة مشاعرها حتى تتمكن من مص دمائها.

وهاهو قد أهدر كلاهما كل القيم الأنسانية , ولم يعد ترامب يكلف النظام الرأسمالى أى اعباء لصالح الشعب الأمريكى بل انه بات قادراً على ابتزاز دول خارجية كالسعودية تمهيدا لنزح كل ثرواتها ومعها دول خليجية أخرى بحجة حماية أمنها بفعل النظام الرأسمالى .

وفى فرنسا كان قرار فرض الضرائب وزيادة الأعباء على الطبقات الدنيا لصالح قوى الرأسمالية الحاكمة , جديراً بأن يفيق طليعة الأنتقاضة من ثُباتها لتنبة شعبها العامل بالخطر المحدق عليه , والذى تجلى .

1- تشغيل الربوت والأستغناء عن كثير من العمال وهو مايهدف الى تطويق اى دور مستقبلى للحركة العماليه بالحد من أعدادها .

2- استهداف المكاسب التى حققها العمال ونضالوا من اجلها .

3- استهداف كل مؤسسات الدولة بأخضاعها لمافيا الأمبريالية .

ومنه نفهم طبيعة الدور الكبير لمافيا الرأسمالية العالمية فى التغاضى عن توجية أى مسئولية لولى عهد السعودية فى جريمة قتل (جمال خاشقجى),بل والتغاضى عن كافة حقوق الأنسان الذى تنتهك بفعل النظام الرسمى العربى الذى بات ذَنَب لمافيا الرأسمالية العالمية التى تمارس صهيونيتها وامبرياليتها على شعوب العالم العربى .

هكذا يسير العالم الآن الى مجتمع الغاب , ونحن العرب قد عانينا منه منذ زمن وقد قطعت أوصالنا وصار الفقر عام وذلك من خلال الشركات متعددة الجنسيات واذنابها من سماسرتها الذين يحكموننا الآن , وهاهو يتجلى حكم الغاب على شعوب دول نٌظِرت لحكم المافيا من بارونات المال والمخدرات , فكانت ثورة السترات الصفراء لوقف العدوان على حقها فى الحياة وهى الآن ترفع راياتها الحمراء لتجابه المافيا مستأسده بحقها فى الحياة .

فهل ستنتصر لتعيد التوازن وتحافظ على حقوق الأنسان أم لا ؟

كل الأمنيات لها بذلك الأنتصار شريطة أن يكون تاثيرها على شعبنا العربى من المحيط للخليج فَعَال.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى