حكايات لا تُنسى.. دور المقهى في ادب توفيق الحكيم
هو واحد من رواد الرواية العربية في العصر الحديث، كتب عددا كبيرا من المسرحيات التي أثرت في وجدان المجتمع المصري والعربي وشكلت وعيه.. إنه الكاتب الكبير والأديب المصري توفيق الحكيم.
أظهر منذ صغره حبا وولعا بالآداب، حيث بدأ بارتياد المسارح، وحضور العروض للممثلين الشهيرين من أمثال جورج أبيض، وكتب عدة مسرحياتٍ قصيرة بينما كان يتابع تعليمه الثانوي، وقام أصدقاؤه بتأديتها.
كتب الحكيم، في العديد من المجالات مثل القصص القصيرة، والمقالات، كما كتب كلمات لأغانٍ وطنية، ودخل بعد ذلك كلية الحقوق في جامعة القاهرة، وانتقل إلي دراسة اللغة الفرنسية.
كان توفيق الحكيم، يمكث في المقهي طويلا لأنه هو مهبط الوحي لمعظم أعماله الأدبية.. بل أن أغلب روائعه قد ألفها هناك حتى أن إحدى مسرحياته سماها قهوة الفردوس.
فقد لعب المقهى دورا كبيرا في تاريخ الأدب والفن وله مكانة عالمية لا يستهان بها، فقد كان مكان يلتقي فيه الأدباء والفنانين، كما كان المكان المفضل لشاعر النيل حافظ إبراهيم وإمام العبد وأمير الشعراء أحمد شوقي، وغيرهم من أدباء الجيل القديم.
أول مرة ارتاد فيها توفيق الحكيم، المقهى كان عام 1929 كان ذلك في قهوة الفن بشارع عماد الدين فعندما حل المساء دلف توفيق إلى داخل المقهى، ومر بين الجلساء وكان يمسك في يده عصاه وجلس في أحد زواياه يتأمل، ويفكر، وقد نظر إليه الجالسون فظن البعض أنه وكيل نيابة.
وعن موقف لن ينساه توفيق الحكيم، وبالتحديد عام 1938 حيث كان بالإسكندرية يبحث عن مقهى هادئ، وظل يسير في الشوارع حتى وصل إلى حي شعبي فوجد مقهى يجلس به عدد قليل من الرواد، فجلس وأمامه طاولة وظل يكتب وهو منهمك في الكتابة لوقت طويل، وإذا به ينتبه لصوت كرسي يضرب »كلوب« النور بالمقهى وأصوات الأكواب وهى تتحطم فوق رأسه فجأة وجد الحكيم، المقهى مكتظًا بفتوات الإسكندرية إثر قيام مشاجرة ضخمة، وعندما قام ليستعد للهرب فإذا به يجد البوليس، وقد أحاط بالمكان واقترب منه العسكري ليسأله عما يفعله في المشاجرة ليرد عليه الحكيم، في هدوء بأنه كان يكتب فصلا في روايته الجديدة.