أيكـــــم محمد ؟؟

يقال ان اعرابيا جاء الى المدينة قاصدا الرسول –صلى لله عليه وسلم – فدلوه على مكان اجتماعه بأصحابه، فذهب إليه فوجد جمعا من الناس جالسين مع بعض في شبه دائرة يتحدثون وكلهم مثل بعض فقال : أيكم محمد؟؟ فدلوه عليه ،،،.

هذه القصة لها الكثير من المعاني والمدلولات ،،،،   فالرسول – صلى الله عليه وسلم – والخلفاء الراشدون من بعده كانوا يجلسون الى الناس في ركن من المسجد أو خارجه على طراريح -كما نسميها اليوم- من القماش توضع على الأرض مباشرة، وكلهم متشابهون في الملبس ومستوى المعيشة.. وحتى بعد ان أصبحت الخلافة مؤسسة دولة لها ولاه وموظفون وبيت مال وجيوش وقادة يفتحون ممالك كسرى وقيصر وغيرها، فإنهم قد حافظوا على عاداتهم وتواضعهم في المجلس والملبس والمأكل.

واكن الأمر تماما ابان الحكم الأموي، حيث أصبح للخليفة القصور والحرس

والجند والقادة والولاة والموظفون وغير ذلك من مظاهر السلطان.

ونحن اليوم في العصر الحاضر نرى ان أفقر الدول واقلها إيرادات، حتى ولو كانت تعتمد على المساعدات الخارجية المشروطة وغير المشروطة، تمتلك القصور والأبنية الفخمة لإقامة الحكام ومكان عملهم، وكذلك معظم دوائر الدولة وأماكن عملها وممارسة أشغالها.. ولهذا طبعا كلفة عظيمة تضطر الدولة للاقتراض وطلب المساعدات،  ولذلك وقعت الدول الفقيرة والصغيرة في فخ البنك الدولي والصندوق الدولي وصناديق الدول الغنية والأجنبية وما تبع ذلك من فساد واستبداد وشيوع البطالة والجهل والمرض وغيرها.

من ذلك يتضح ان الرجوع للمعايير الصحيحة القائمة على الأخلاق القويمة والمسؤولية العامة وحسن التصرف، هي الطريق الوحيد لضبط الأمور ووضعها في المسار الصحيح.. فهل من مستجيب؟؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى