اليوم ذكرى حرب تشرين التي كسرت حاجز المستحيل بقوة الجيشين السوري والمصري

 

 

يحتفل الشعب العربي السوري بالذكرى الخامسة والأربعين لحرب تشرين التحريرية في الوقت الذي تثبت فيه سورية بعد أكثر من سبع سنوات من الحرب الظالمة ضدها قدرتها على الصمود والانتصار على الإرهاب وداعميه في سبيل الحفاظ على سيادة الوطن وكرامة الإنسان وصون تاريخه وحضارته.

حرب تشرين التحريرية تاريخ جسد مقولة “ما أخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة” ويوم أعاد لكرامة الأمة العربية بريقها بصناعة نصر أحرزه أبطال الجيش العربي السوري على الكيان الصهيوني الغاشم بعقيدة ثابتة مفادها الشهادة أو النصر.

الثانية ظهرا في يوم السادس من تشرين عام 1973 كانت ساعة إعلان استعادة الحق والكرامة العربية بدأ بهجوم مباغت شنته القوات المسلحة السورية والمصرية على جبهتي الجولان وسيناء حيث تمكنت القوات السورية من تدمير خط “آلون” الدفاعي الإسرائيلي والتقدم في عمق الجولان السوري المحتل فيما عبرت القوات المصرية قناة السويس مدمرة خط “بارليف” الإسرائيلي وتمكنت من استعادة شبه جزيرة سيناء من قوات الاحتلال الإسرائيلي.

لم تكن حرب تشرين التحريرية التي قادها القائد المؤسس حافظ الأسد محطة تاريخية وحسب بل كسرت حاجز المستحيل بقوة وبسالة أبطال الجيش السوري الذين لم يرضوا الخنوع أو التراجع واختاروا المضي نحو تحقيق الانتصار فسميت المعجزة العسكرية السورية التي حولت أحلام العدو الإسرائيلي إلى هباء منثور وكشفت كذبة الجيش الذي لا يقهر خاصة بعد تحويل الدبابات الإسرائيلية والامريكية على محور سعسع إلى خردة على يد الفرقتين المدرعتين السوريتين السابعة والتاسعة.

سورية وعلى مر العصور اتسمت بعزيمة وإرادة شعبها وإيمان وتضحيات جيشها والتصدي لشتى أنواع المؤامرات والمخططات الاستعمارية والاحتلالية ولم تكتف بذلك بل سعت لخلق نهج جديد للدفاع كان عماده الجيش العربي السوري بعقيدته الراسخة وحركات المقاومة الوطنية وفي مقدمتهم المقاومة اللبنانية ما أدى إلى قلب الموازين وفرض قوانين جديدة لتبديل قواعد اللعبة الاستعمارية في المنطقة.

ولأن النصر بالنصر يذكر فإن مشهد رفع العلم السوري في السابع والعشرين من تموز هذا العام في ساحة التحرير بمدينة القنيطرة بعد إعلانها خالية من الإرهاب على يد أبطال الجيش العربي السوري استعاد من الذاكرة صورا من عام 1974 حين احتشد آلاف المواطنين محتفلين بالمدينة المحررة التي ما زالت شاهدة على حقد ووحشية الاحتلال الإسرائيلي والرسالة هنا تؤكد أن الهزيمة والزوال مصير أعداء سورية وأدواتهم والمتآمرين وأذيالهم.

حرب تشرين التحريرية أسست لزمن الانتصارات بالمنطقة وكرست منطق المقاومة ونهجها يستذكرها السوريون بكل فخر واعتزاز كونهم يعيشون هذه الأيام ملاحم بطولية يسطرها بواسل الجيش العربي السوري ضد الإرهاب التكفيري على امتداد مساحة الوطن.‏‏

وفي النهاية تبقى إرادة الانتصار عند السوريين وجيشهم تتعاظم مع إنجازات يحققها جيش عقائدي مؤمن بوطنه ووحدة ترابه وقدسيته يدافع عنه بكل عزيمة وإباء وتضحية ليبقى الوطن عزيزا وشامخا.

وعلى طريق الحرية والكرامة تسير قوافل الشهداء لتعلو راية الوطن خفاقة ويستمر النضال المشرف لأجل عليائه وسموه حتى تحرير كامل أراضي الوطن واستعادة الجولان السوري المحتل والأراضي العربية المسلوبة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى