قادة وشعوب دول العالم يرفضون سياسات رئيس الولايات المتحدة دونالد ترامب العنصريّة التي لا تراعي مصالح وكرامة بلادهم وشعوبهم، ويستهزؤون به وبتصريحاته وخطبه، ويضحكون على جهله وأكاذيبه المكشوفة حتى في قاعة الجمعية العامة للأمم المتحدة، بينما الحكّام العرب ينظّمون له المؤتمرات، ويتحالفون معه، ويهرولون إلى البيت الأبيض فرادى وجماعات لإعلان ولائهم له، ويدفعون له مئات المليارات من الدولارات ليستخدمها في إيجاد فرص عمل للأمريكيين، ويذعنون لإهاناته العلنيّة المتكرّرة لهم ولشعوبهم وأمّتهم ودينهم.
عندما .. تنتقد .. دولة غير الولايات المتّحدة الأمريكيّة التسلّط والظلم وتكميم الأفواه وانتهاك حقوق الإنسان في أي دولة عربية، يستأسد حاكمها، ويزبد ويرغي ويقيم الدنيا ويقعدها، ويقطع العلاقات الديبلوماسية معها.
أمّا عندما يعامل ترامب حاكمها بجلافة واستخفاف، ويقول له مباشرة ” نحن نحميك ” وأنت يا جلالة الملك أو سموّ الأمير أو سيادة الرئيس ” تملك تريليونات الدولارات ” ويجب عليك أن ” تدفع مقابل حمايتك”، وتفتح أجواء ومطارات ومواني بلادك وحدودها لطائراتنا وسفننا الحربية وقواعدنا العسكرية وإلا فإن نظامك ” سينهار خلال أسابيع”، لا يفعل الحاكم شيئا، وينصاع بذلّ لإرادة سيّد البيت الأبيض، وينفّذ أوامره، ويخبر شعبه أن ما يريده ” الصديق ” ترامب يخدم” المصالح المشتركة والاستراتيجية للبلدين!
لا يستطيع حاكم عربي أن يعترض على صفاقة وغرور ترامب وسياساته العدائيّة المهينة له ولوطنه لأنه فشل في حماية وطنه وتطويره سياسيّا وعلميّا واقتصاديا وثقافيا، وأضعفه وقاده من هزيمة إلى أخرى، ونهب وبدّد ثرواته، وصادر الحرّيات، وحرم مواطنيه من أبسط حقوقهم وأذلّهم وأدماهم وأفقرهم، ومزّق نسيجهم الاجتماعي، وجعلهم قبائل وعشائر ومذاهب متناحرة.
إنه منعزل عن شعبه، ومنشغل برغد العيش في قصوره مع جواريه وخدمه وحشمه، ويعتمد على دعم أتباعه من رجال السياسة والجيش والفكر والدين المنافقين الفاسدين الذين يشاركونه في السلطة والمتعة والسرقات وخداع الشعب!
لقد أهان الحاكم العربي المواطن وفشل في حماية الوطن، فهان ” وهان الهوان عليه”، وأذعن لصفعات وإهانات وابتزاز ترامب، ولم يثأر لكرامته وكرامة وطنه ومواطنيه كما يفعل قادة دول العالم لأنه فقد كرامته و” فاقد الشيء لا يعطيه.”
كاتب فلسطيني